آخر تحديث :السبت 23 نوفمبر 2024 - الساعة:10:18:29
ثمن المقاومة..
ياسر الأعسم

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

 

حملنا أرواحنا ،وأكفاننا على كفوفنا ،كرهاً في المذلة ،ولكي نعيش حياة كريمة ،وبعد كل تلك التضحيات يأتي (صعلوك)، ويقذف قذارته بكل وقاحة في وجه الأب (بكار)،ويوبخه على استشهاد ابنه ‼..أي فجور بعد هذا؟!! ،فلم يبقَ غير (النعاج) لكي يعلمونا كيف نموت بعزة وشموخ؟!..هذا التصرف الحقير ،لا يمس أسرة الشهيد(بكار) فقط،ولكنه يجرح كبرياء كل أسر شهدائنا،وطعنة في ظهورنا جميعا.

 

ما حدث مع أبو الشهيد (محفوظ بكار) ليس الموقف الوحيد الذي يخرج لسانه ساخرا من تضحياتنا،فإهمال جرحى مقاومتنا أيضا يجعل وجوهنا على الحائط ،ونعتقد بأن شعورنا بالاشمئزاز من عقوق الشرعية ،وفجور سفاراتهم ،لا يبرئ مواقفنا أو يجعلنا في خانة أفضل.

لا نستطيع تجاهل خيبتنا،وشعورنا بالأسى،ففي الوقت الذي تذوق أسر الشهداء الأمرين ،ويعاني جرحانا من الجحود ،والنكران ،والإهمال في الداخل،ويهانون في مستشفيات الخارج ،نجد بعض قيادات مقاومتنا تملئ أفواههم النعمة،والابتسامات العريضة ،وانشغلوا بأنفسهم ،وقد كانوا في الأمس يدندنون على وتر حقوق الشهداء والجرحى حد التبرج،واليوم إذا طرقت أم شهيد أو أب جريح أبوابهم بالحق أو عشما يتأففون ويتعكر مزاجهم!!..

 

ننحني لمواقف الرجال الذين صنعوا النصر،ومنهم من استشهد ،ومنهم من يعيش بنصف جسد،ومنهم رجعوا بيوتهم لا يبغون جزاءً ولا شكوراً،ومنهم مازالوا مرابطين خلف المتارس،ومنهم مع الأسف من كبر رأسه،وأتعبتنا(قرونه)،وأرهقنا(طيشه)،وأصبحوا (نقمة)لا(عزوة)،فمن المحزن ،والمحرج معا أن يصل بنا الحال إلى حد أننا إذا سمعنا أحدهم يقول (قائد مقاومة)،ترتسم على طرف فمنا ابتسامة سخرية!..

إن نسكت لا يعني بأننا لا نعلم ،ونقولها والمرارة تملأ حناجرنا : ليس كل قادة المقاومة الجنوبية أيديهم بيضاء،وليس كل من يحمل بندقية أو(يزقر)نقطة كان في الجبهة ،ونقسم برب العرش بأن بعضهم كانوا أثناء الحرب يرتعون على صدور زوجاتهم ،ويتوسدون جحور أمهاتهم،وهناك رتب عسكرية (فحطوا)إلى مسقط رأسهم،وبعد أن وضعت الحرب أوزارها ،عادوا إلى (عدن)،هم و(عيالهم) مشمرين (معاوزهم)،وفي صدرهم (جعبة) ،والطامة الكبرى أنهم أصبحوا قادة معسكرات،وألوية بقرار جمهوري!..

 

 لا وجه للمقارنة بين (الثائر)،و(المقاول)،ومن كان في أول الصفوف ،ومن امتطوا تضحياتنا ،وتاجروا بـ (الذخيرة)،و(قصعة الفول)،و(حليب الأطفال) ،وسرقوا (الصرفة)،ومن أصبحوا وكلاء (أحواش)،وسماسرة (بقع)،وكانوا يعيشون(كلع)،وصار لهم موكباً،وحاشية،وحقيبة سفرهم جاهزة،ويذهبون في رحلة نقاهة إلى (القاهرة)أوبعثة دراسة في (ماليزيا)،ويلتحقون هم ،وأبنائهم بالأكاديمية العسكرية في(دبي)،وجرحانا تأكل أبدانهم الدود،ويستجدون الرحمة ،والشعب المحرر يعيش (دهفة)،و أزمة (تشله)،وأزمة (تحطه)!..لعن الله من يخذله.

  

مهما بلغت عظمة مواقفكم ،ستظل أصغر قيمة من قطرة دم روت تراب الجنوب..وجرح في جسد شجاع ..وصبر هذا الشعب ..فاحترموا تضحياتنا نحترمكم..ولا تعيشوا بوجهين وتهزوا دقونكم و(كروشكم)على حسابنا..فنلعن اليوم الذي أصبح فيه بعضكم قائد مقاومة!..

إذا كان الأحياء يبحثون عن مقابل مقاومتهم،فما هو الثمن الذي يمكن أن نمنحه لمن بترت أعضائهم؟ وخسروا أبصارهم ؟ ومن فقدوا فلذات أكبادهم ؟ ومن دفعوا حياتهم لكي نعيش بكرامة؟!..

 

   ياسـر الأعســم/عدن11/11/2016م

 

 

 

 

   

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل