السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

بدون مقدمات ، فقد تدهور التعليم في بلادنا ، وهذا ممنهج ومعروف للكل ، والسبب في الادارات التربوية القائمة عليه ، واصلاحها مرهون بقرار سياسي ، لأن التعيينات سياسية غالبا ، ولكن بالنسبة للأداء التعليمي فيمكن أن ندلوا بدلوا هنا لتقييم مايمكن تقييمه وكما يلي بحسب رؤيتنا :                                        

  التدريس : وهو مهنة نبيلة ولاشك ، وهو أمانة ايضا ، ولذلك تستدعي الضرورة اداء المعلم وفي اول يوم دراسي للقسم المغلظة على المصحف الشريف امام مدير المدرسة وزملائه ، ويمكن ان يشمل هذا القسم التزامه بأدائه لمهمته بأمانة ، وأن لايحابي بين طلابه ، وأن لايغشش في الامتحانات .. الخ .                                     

   الطابور الصباحي : مع الاسف أفرغ هذا الحدث من دلالاته ، وإقتصر على تأدية الطلاب للنشيد الوطني للدولة الغائبة وحسب ، ومن ثم الهرولة كالبهائم الى الفصول وفي مشهد فوضوي ، والمفروض أن مدير المدرسة او وكيلها يمرون على الطوابير بمعية مربيي الصفوف صفا صفا ، وخلالها يتم إخراج الطالب الغير منضبط بالهندام المدرسي أو نظافته ، أو الغير مصفف لشعره في هيئة طالب وليس على طريقة الموضه ، وكذا فحص الاظافر الغير مقلمة والقذرة ..الخ ، وهنا يشعر الطالب بأهمية الانضباط في الحياة الطلابية ومنذ دخوله الحرم المدرسي ، وكذلك الحال بعد الاستراحات.. وهذا مالم يعد معمولا به في مدارسنا اطلاقا اليوم ، فشاعت الفوضى وعدم الانضباط بكل اسف.

 الكتاب المدرسي : في هذا الباب انتشر الفساد وبشكل جنوني ، فالكتاب متوافر في الاسواق ومعدوم في المدارس ! وهذه كارثة ، والسبب لانه يجري التعامل بصورة غير مسئولة في هذا الامر ، والمفروض استلام الكتب من ادارة التربية بعدد الطلاب في كل مدرسة وحسب ، ويجري الاستلام بسند صرف مخزني لأمين مكتبة المدرسة ، ومن ثم يقوم هذا بتسليمها ( فقط) الى مدرس الشعبة/المادة ووفق عدد طلابه وبسند صرف مخزني رسمي ايضا ، وهذا الاخير من يقوم بتوزيعها على طلابه ومراقبة نظافتها والحفاظ عليها طوال العام الدراسي .. وياحبذا لو تقوم الادارة المدرسية بختم غلافي الكتاب وكذا 4 - 5 صفحات متفاوتة في الداخل ، وذلك للحد من تداول الكتب المدرسية في الاسواق ، وايضا لمحاسبة من يتداولها بالبيع والشراء ، والاهم ايضا في قيام ادارة التربية والتعليم بالجرد السنوي لهذا المخزون في المدارس سنويا ..                              

  المعلم : وهنا يفوق الفساد وبشاعته عن غيره من الجوانب ، فثمة مدرسين غير متواجدين اصلا سوى في كشوفات مرتبات المعلمين في المدارس وحسب ، وثمة اسماء لموظفين مكتبيين في قوائم المعلمين في المدارس لاجل الاستفادة من علاوات وإمتيازات المعلمين وحسب ، وهناك غياب للعدل والمساواة في توزيع الحصص الدراسية بين المعلمين .. الخ ، وهذا يستدعي نزولات ميدانية جادة الى المدارس لحسم وإعادة الامور الى نصابها الصحيح ، وكذا تطبيق قانوني الخدمة المدنية والمعلم بصورة صارمة ، واستبدال المعلمين المنقطعين بالفصل واستبدالهم بمعلمين فعليين لطلابنا ، وكذا محاسبة المعنيين بهذه المخالفات والاختلالات مباشرة ..                            

 طلاب مراحل النقل والطلاب عموما : هنا من المهم ان نغير النظرة الى تقييم الطلاب في هذه المراحل ، وان نترك المحاباة والانحياز الى طلاب مراحل النقل وعلى اساس ان الامتحانات النهائية ستكون هي الفيصل ، وفي هذه الامتحانات يجري الغش فنخرج الطبيب والمهندس الفاشل والكادر الفاشل والغير منضبط ، ولذلك بالضرورة ان تصرف نتائج تقييم اعمال السنة لطلاب مراحل النقل كالطلاب العاديين ، ومن لايحصل على اكثر من 50% في اعمال السنة ان لايرفع في كشوفات المتقدمين لامتحانات النقل ومن قبل المدرسة مباشرة ، وعليه ان يعيد العام الدراس .. كما ومن المهم جدا ان توضع نسبة 10% من الدرجات للانضباط في الحضور خلال العام وتحسب كمؤشر حقيقي في بيان الدرجات ، وبذلك سنحد من الانفلات وعدم الانضباط ، ولأن الطالب الغير منضبط والراسب هو راسب اصلا  ، ولايجب التعاطف معه او ترفيعه وباي صورة كانت ولاي اعتبارات ..                 

النشاط اللاصفي : من المهم تفعيل الانشطة اللاصفية كالبستنة والرياضة والموسيقى والنظافة والبيئة والمسابقات الثقافية .. الخ ، فكل هذه الانشطة تغرس في ذهن الطالب قيما مثالية يعكسها في تعاطيه مع مجتمعه ، وهذا قد أهمل كلية ، والضرورة تستدعي تفعيل هذا الجانب واعطائه قدرا من الاهمية ..                     

التوجيه التربوي : وبكل اسف فقد تحولت دائرة التوجيه التربوي والتعليمي الى ملجاء للعجزة من التربويين ، ولم تعد تؤدي دورها المنوط بها في هذا الحقل الحيوي ، والادارات التربوية تتحمل المسئوولية كاملة في هذا الجانب الذي بالضرورة تفعيله وزيادة أثره في تقييم المعلمين وتحسين ادائهم وعطاءاتهم وخلافه، هناك الكثير من الجوانب الاخرى لايتسع الحيز لذكرها كلها ، كإعادة النظر في المنهاج التعليمي الذي لايلبي الحاجة الفعلية لمجتمعنا بالنهوض المطلوب وماالى ذلك ، ولكن الاهم ان نشير الى ضرورة استبدال كل الادارات التربوية والتعليمية في التربية وفي المدارس ، وخصوصا تلك التي اثبتت فشلها في اداء مهامها او التي غرقت في اوحال الفساد ومستنقعاته ، فهذه هي الاكثر خطورة على اجيالنا ومستقبل مجتمعنا.. واليوم يشد محافظ عدن الرحال نحو محاربة والفساد واجتثاثه ، وكل الطيبين من اهل عدن يلتفون حوله في هذه المهمة الشاقة ، ونتمنى ان يكون قطاع التعليم لاهميته على رأس هذه المهمة لخطورته ، ولتفاقم حالة الفساد بين ثناياه ، فلا نؤجل ولانتراخى ونقول على بركة الله ، والله الموفق والمعين ..