السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

 1// في الثامنة والنصف من مساء الخميس 25 مارس 2016م دوت إنفجارات مروعة ومتلاحقة في فضاءات الجهة الشمالية من مديرية البريقه بعدن ، وأعقبها طلعات جوية لهيلوكبترات التحالف لتخوض قتالاً مباشرا مع جموع من الارهابيين اتجهوا لمهاجمة معسكر التحالف الرئيسي بعدن ليلتئذٍ .. وهذا الحادث استمر لساعات قبل إحباطه تماما ، وكانت الليلة ليلة ليلاء بالنسبة لاهالي البريقه وعدن عموما وبالخصوص اهالي منطقة المهرام..         

 2// قبل الوصول الى المعسكر الرئيسي للتحالف بعدن من جهة الشيخ عثمان بمسافة ثلاثة اميال تقريبا ، هناك ثمة نقطة عسكرية حيوية بجوار المحطة البخارية الرئيسية لعدن ، وايضا بجوار المنطقة الثالثة للكهرباء .. في هذه النقطة يتمركز ابناء منطقة المهرام والسكنية حصرا ، وفي تلك الامسية السوداء أستشهد اربعة عشر شابا من ابناء تلك المنطقة ودفعة واحده ، ناهيك عن عدد من المارة واصحاب السيارات وسواهم ، فقد مثل هؤلاء الحراس حائط سدٍ لسيارة احد الارهابيين المعبأة بالمتفجرات وانفجرت فيهم عند منعها عن الحركة ، وبالطبع كان الانتحاري يزمع تفجيرها في معسكر التحالف ليلتها ..  

                                                                    3// هنا .. دعونا نعيش قليلا حجم المأساة الرهيبة التي عاشتها منطقة المهرام ليلتئذٍ - اربعة عشر شابا قضوا نحبهم في قرية صغيرة ودفعة واحدة - وهذا مرعب جدا ولاشك .. لكن المثير انه حتى اللحظة ماأنفك اهل هذه القرية يرسلون فتيانهم لحماية تلك النقطة ! والاكثر اثارة انه لم يلتفت احد الى تأمين هذه النقطة بحفر خنادق ووضع تحصينات رملية تحمي القائمين عليها ، وهي على طريق سريع ، او حتى بتوفير قطع سلاح لأفرادها الذين يتناوبون على قطع محدودة يملكها بعضهم !! وهذا اكثر من مثير ولاشك ايضا !! 

4// اعتدنا نحن الكتاب على عدم إهتمام السلطات والمعنيين بما نتناوله من قضايا ، وبينها قضايا حيوية وذات شأن بالنسبة للمجتمع .. ولكن ماذا عسانا ان نقول بالنسبة لما يخص ارواح الناس كما في نقطة المهرام بمدينة الشعب ؟! وخصوصا وقد وقعت كارثة مروعة هناك ، إذاً لماذا لم يلتفت أخوتنا الخليجيين الى هذه النقطة التي وقفت كحائط سدٍ لمنع تفجير معسكرهم ؟! فهل ثمة صعوبة لديهم من إقامة هذه التحصينات الرملية لافرادها أو تسليحهم ؟! او انهم يشعرون ان معسكرهم مؤمناً تماما ولاشأن لهم بما حولهم ؟! ونفس الطرح نضعه على طاولة قيادة أمن عدن ..

 5// من المهم جدا ان يكون لارواح الناس اهتماما نوعيا وغير عادي ، كما في نقطةحراسة المهرام ، ومن المهم ان نولي القضايا الحيوية لمجتمعنا اهمية اكثر ، والا فلاقيمة للانسان في ارضنا هذه .. وانظروا الى الشكاوى المتكررة لكبار السن من البريد وتلاعب القائمين عليه بهم ، وانظروا الى مشاكل الكهرباء والمياه ..و .. وفي دول اخرى حل مثل هذه القضايا لايستغرق مجرد ساعات وحسب ، او تكون الاطاحة ونهائيا بالقائمين على هذه المرافق الحيوية المرتبطة بحياة الناس ومحاسبتهم.. او انها عدم القدرة على حسم مثل هكذا أمور ، وهذا مالااعتقده مطلقاً ..