آخر تحديث :الجمعة 03 مايو 2024 - الساعة:11:31:15
الذكرى الـ53 لثورة 14 أكتوبر ... والاستحقاقات المطلوبة لشعب الجنوب
د. خالد مثنى حبيب

الجمعة 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

تهل علينا الذكرى الـ53 لثورة 14 أكتوبر المجيدة التي انطلقت من جبال ردفان الشماء  ضد الاستعمار البريطاني و وتأتي هذه الذكرى في ضل متغيرات بالغة الحساسية والدقة  يشهدها الجنوب  مما يستوجب التعاطي الايجابي مع هذه المتغيرات والاحتفال بهذه الذكرى العظيمة بما يليق بها ,  للوقوف أمام المآثر البطولية التي اجترحها مناضلي أكتوبر  في كل مواقع الشرف والبطولة , بدء بمعقل الثورة في ردفان وانتهاء بتحرير العاصمة عدن من جحافل القوات البريطانية .  يشهد التاريخ على العديد من المعارك البطولية التي خاضها مناضلي الجبهة القومية وجبهة التحرير في مواقع متعددة في ردفان منها جبل البدوي وجبل بطة وجبل الأحمرين وكنضارة وحبيل المصداق والحبيلين ووادي المصراح ووادي ذيردم ووادي تيم والربوة  وحبيل السبحة والشحة وحبيل الجلدة والعديد من المواقع التي لا نستطيع حصرها ليس في ردفان فحسب بل في عموم مناطق الجنوب وفي مقدمتها مدينة عدن . علينا إن لا ننسى المعاناة التي عانوا منها أبناء ردفان بسبب المواجهات العسكرية وبسبب مواقفهم المساندة للثورة , فقد تم طرد اغلب سكان ردفان من ديارهم إلى مناطق مجاورة  واستشهد العديد منهم ومات البعض الآخر من الأمراض والأوبئة  والجوع والبرد في المناطق التي نزحوا إليها . كما سجل التاريخ بأحرف من ذهب الدور النضالي الكبير لثوار أكتوبر الحفاة العراة الذين تميزوا بالصدق والوفاء لشعبهم  وأسسوا تنظيمات ثورية ناجحة تتميز بالسرية والدقة  كتنظيم الجبهة القومية وجبهة التحرير .

لقد أثبتت الجبهة القومية  كفاءة نضالية وقدرة تنظيمية  خلال مرحلة الثورة بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء .  فوصف جورج شاكلتون  رئيس الوفد البريطاني المفاوض في جنيف  وفد الجبهة القومية  المفاوض في الاستقلال بأنهم رجال من العيار الثقيل  بعكس ما كان يتصور. وبالتالي يجب على جماهير الشعب في الجنوب  ونخبه السياسية إن يستلهموا الحقائق  والدروس والعبر من مناضلي ثورة 14 أكتوبر وتنظيمها الثوري الجبهة القومية الذي استطاع إيصال الثورة إلى بر الأمان  , فلا مفر من توحيد الإرادة السياسية في حامل سياسي جنوبي  قوي يقود العملية الثورية لاستكمال تحرير الجنوب من الاحتلال اليمني بشقيه العسكري والسياسي من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا.

 تعد ثورة 14 أكتوبر ثورة حقيقية  مسلحة من اعنف الثورات في الوطن العربي التي أحدثت تغيير جذري في مختلف الجوانب الحياتية للشعب  في الجنوب , حيث استطاعت توحيد 23 سلطنة ومشيخة وإمارة  في كيان سياسي واحد  لم تستطيع بريطانيا بعظمتها وقدراتها فعل ذلك , كما بنت جيش وأمن قويين  ووفرت التعليم المجاني والصحة المجانية  وبنت دولة يعتد بها على مستوى الشرق الأوسط , ومع ذلك فهناك  إخفاقات واختراقات حدثت لهذه الثورة منها  أولا  تغلغل عناصر انتهازية  من سرق الثورات إلى قيادتها بعد انجازها للاستقلال وكان ذلك السبب الرئيسي في إحداث الصراعات بين صفوفها وإضعافها , وثانيا  انتحارها السياسي بدخولها فيما يسمى بالوحدة اليمنية  , إذ كادت هذه الوحدة المشئومة إن تمحو ثورة 14 أكتوبر من سجل التاريخ النضالي للشعوب العربية  لولا استيقاظ الشعب الجنوبي الذي لحّق إن يكشف هذه المؤامرة القذرة التي حاكها نظام الاحتلال في صنعاء  بسم الوحدة .

لقد شكلت ثورة الحراك السلمي في الجنوب التي انطلقت في 2007  منعا وضدا لمؤامرة طمس ثورة 14 أكتوبر .. وما الحركة الثورية الشعبية في 13 أكتوبر  2007  في ردفان إلا استبسال وإصرار  من شعب الجنوب  لإحياء ذكرى هذه الثورة العظيمة  وإعادة بريقها ووهجها الثوري . 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل