آخر تحديث :الخميس 09 مايو 2024 - الساعة:00:15:01
الإعلام العسكري الجنوبي قصة نهب وتدمير اصوله وارشيفه واقصاء كوادره المهنية
علي منصور مقراط

الاربعاء 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

ا دفعني لكتاب هذا المقال الذي اتناول فيه على عجل جانب من النهب والتدمير الذي لحق بالمؤسسة اﻻعلامية للجيش الجنوبي بعد حرب احتلال الشمال للجنوب صيف94 واتذكر بعض فصول من الماسي التي تعرض لها الصحافيون العسكريين  الجنوبيين مرور مناسبة الذكرىال45لتاسيس الجنوبي في اﻻول من سبتمبر وايضآ انني تلقيت قبل مدة اتصالين اﻻول من العميد الركن علي ناجي عبيد وهو بالمناسبة كان يشقل مديرآ لمكتب وزير الدفاع اﻻسبق اللواء هيثم قاسم طاهر واﻻخر من زميلي مقبل سعيد شعفل ابلغت فيه عن مشروع اصدار صحيفة عسكرية وان هناك تفاعل ودعم من قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن احمد سيف اليافعي وعرف اللواء اليافعي بثقافته وله كتابات وابحاث نشرت في الصحافة العسكرية منذ عقود ومازال يكتب رغم كثر المهام وحجم مسؤولياته اﻻن وله علاقات بالمثقفين واﻻعلاميين ووالخ .

لكن للاسف وبعد ان قدمنا والزميل مقبل تصورعن الصحيفة سافر العميد عبيد الى السعودية وجمد العمل وزاد اتصال ﻻحق من الزميل العقيد عبدالمجيد عبدالله يبلغني ايضآ عن ذات الفكرة الصحيفة العسكرية وحين قلت له ان اﻻمر يشتي جهود مضنية وامكانيات اجاب ان اﻻمور ستسبر طالما وقائد المنطقة متفهم ومهتم ومتفاعل وهذا كان قبل اكثر من شهر ونصف وتوقف اﻻمر الى اللحظة.

وحقيقة مع انني لم اعد بذلك النشاط والعطاء الصحفي الذي عرفة عني زملائي في الصحافة العسكرية والمدنية فالزمن والمعاناة والظروف السياسية والاجتماعية قد اخذت كل الطاقات اﻻ انني سابذل كل جهد ﻻعادة احياء اﻻعلام العسكري الجنوبي ان وجدت النية والفعل من الجميع.

حسنإ هذه المواقف اعادت الي بعض الخواطر والذكريات الى فصول النهب والتدمير الممنهج الذي تعرضت له مؤسسة اﻻعلام العسكري الجنوبي المتمثل بمؤسسة الجندي لصحافة والطباعة والنشر ويقع مقرها في الفتح وكانت تصدر عنها مجلة الجندي وصحيفة الراية من قبل نظام صنعاء بعد حرب 94الهمجيةالقاشمةالتي التهمت الجنوب ونهبت مؤسساته وشردت قيادات الدولة المدنية والعسكرية.

ولست هنا اهدف تناول ما افرزته الحرب بالجنوب ارضآ وانسانآ .بل كما اشرت عن اﻻعلام العسكري وباعتباري احد منتسبيه فبعد الوحدة والتقاسم جات الحرب التي شرعت بعدها قيادة التوجيه المعنوي الذي يديرها العميد علي حسن الشاطر الى جانب رئاسته لصحيفة 26سبتمبروكان نائب رئيس التحرير عبده بورجي والمعروف ان اﻻثنان رجاﻻت الرئيس صالح بل ومن صناع القرار الرئاسي حيث تم التوجيه بنقل المطابع واﻻليات والمعدات واﻻرشيف اﻻعلامي العسكري الجنوبي من مباني المؤسسة بالفتح بعدن الى التوجيه المعنوي بصنعاء واﻻرشيف يحمل تاريخ جيش الجنوب منذ تأسيسه بهدف طمس وتغييب تاريخ حافل بالملاحم والبطوﻻت والمأثر الخالدة لهذا الجيش من جيش حرب التحرير ومابعد اﻻستقلال وووالخ.

وفي تلك اﻻيام الحزينة السوداء التي اعقبت الحرب بسنواتها القاسية كنا ننظر بالم وقهر على الخراب الذي لحق بمؤسستنا. فقد كان من ضمن توقيع اتفاقات الوحدة ان يبقى اصدار صحيفة الراية من عدن ويتبادل نقل الكوادر الصحفية في صحيفة 26 سبتمبر والجيش بالتوجيه المعنوي بصنعاء وفرعة في عدن وعين رئيسآ لتحرير الراية اﻻديب والشاعر عبدالله معجب وعين العقيد يحيى عبدالله الذي كان في الجنوب رئيس لصحيفة الراية ومؤسسة الجندي نائبآ لمدير الصحافة العسكرية علي الشاطر واضيف رئيس تحرير مجلة الجيش بدﻵ من نائب رئيس تحرير26 سبتمبر التي يرونها صحيفة الرئيس صالح.

المهم وفي تلك اﻻثناء اي بعد الحرب القذرة فقد حرج بعض الزملاء الى منفي الشتات ضمن قيادات دولة الجنوب اقصد هنا قيادات وكوادر اﻻعلام العسكري امثال يحي عبدالله وعبداللطيف علي واحمد المقشطة وعبيد الحاج واخرين وبقي معظم الاعلاميين واقرينا ان نتكيف نع الوضع المظلم من اجل الحصول على مرتباتنا ويكفي بقاءنا في عدن. لكن قيادات صنعاء تعمدت الى وضع الرقابة على تحركاتنا واوقفت مرتباتنا وامرتنا بالعمل بالتوجيه المعنوي صحيفة 26 سبتمبر بصنعاء فرفض بعضنا وتمت ملاحقتهم والزج بهم في اقبية السجون المظلمة حتى وقد صبر وعلى وقف معاشاتهم لوحقوا الى بيوتهم واعتقلوا امثال الصحافي الكبير العميد عيدروس باحشوان كان مدير تحرير صحيفة الراية ولم يفرج عنه اﻻ بعد تدخل الفقيد هشام باشراحيل  عند الرئيس والحال ذاته مع الفقيد عبيد الحاج وعلي منصور الوليدي ومحمد سعد الصغير وفريد محسن وكاتب السطور فقد اوقف راتبي 3اشهروتم مصادرته ولحقتها العام الثاني4اشهروصودرالراتب وﻻحقآ تم فتح مكتب اعلامي بمقر الراية نقلت اليه ومجموعة من الزملاء منهم عبدالقادر محوري ومدين مقباس ومنصور صالح واديب الشاطري ومنصور نور وكلف الزميل عبدالمجيد مديرآ له لكن ذقنا فيه مرار المضايقات وكان بين فترة واخرى يستدعونا جميعآ الى صنعاء بتهمة عدم انجاز المهام والتاخير في ارسال المواد الصحفية ونمكث هناك ﻻكثر من شهر لياتي القرار بالتحذير ومن ثم العودة الى عدن فنشعر يومها وكاننا خرجنا من السجن.

طبعآ هذه التضحية من المعاش مصدر لقمة اوﻻدنا ﻻسيما وان العبر والدروس قد مرت على بعض زملائنا بوقف معاشهم ومصادرته والبعض فصلوا عن العمل نهائيآ. مرارة اﻻيام والسنوات العجاف التي مرت ﻻيمكن نسيانها او تمتحي من اذهاننا وذاكرتنا فالاعلام العسكري الجنوبي كان يزخر بأكفاء الصحافيين المهنيين المؤهلين الذين صنعوا مجد الجيش العقائدي الضارب او باﻻصح رفعوا معنويات منتسبيه عنان السماء وعلى سبيل الذكر الراحلين ابراهيم الكاف ومحمد حسين محمد واحمد الشطفة وعبيد الحاج واحمد المقشطة الى يحي عبدالله وعيدروس باحشوان وعبداللطيف علي ومحمد الصغير ومنصور فضل وعلي قاسم عاطف وفي جيش الشعب البرنامج التلفزيوني علي الخلاقي والفقيد صالح مثنى عمر وسعيد محمد سيف واخرين وهم كثر ﻻ تسعفني الذاكرة ﻻسمائهم . وكانت البداية من معسكر بدر ثم نقلت المطابع والمكاتب الى مبنى خاص بمنطقة فتح وهي مباني ﻻدارة المطابع والصحيفة وهناجر التجليد واﻻرشيف وسكن ومطبخ ووالخ .

واﻻفت اننا اليوم وبعد تحرير الجنوب من الغزاة اﻻنقلابيين واقتراب حسم قضية الشعب باستعادة الجولة ناسف ان هذه المباني الضخمة وما تبقى من آﻻت طباعة ومكاتب وهناجر قد نهبت من قبل ايادي صديقة عابثة ﻻ تدرك القيمة الثقافية التاريخية لها فظلا اقتحامها من احد المواطنين وتحويلها الى سكن شخصي وبهذا القدر نقول وكأنك يابو سعيد ما غزيت ويحدث هذا العبث والفوضى والنهب الاستيلاء تحت مرأى ومسمع السلطات العسكرية واﻻمنية والمقاومة الجنوبية ونحن ما زلنا نتحدث عن استعادة مؤسسات الدولة وبما يؤسس النواة للجيش الجنوبي واعلامه العسكري فاﻻعلام هو نصف المعركة وادعوا القيادة الى حسم هذه القضايا واﻻفعال الهمجية الحمقاء وعدم التهاون مع ايادي النهب والتخريب ولصوص الممتلكات العامة ايا كانوا او المحسوبين عليهم .

وللحديث بقية والله على ما نقول شهيد

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص