آخر تحديث :السبت 15 فبراير 2025 - الساعة:00:33:23
أبين حزينة ومتشحة بالسواد وجوالات تعلن الحداد
عفاف سالم

السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

كانت الساعة الثامنة أو تجاوزتها بدقائق معدودات حينما سمع بالأمس صباح الاثنين دوي الانفجار الذي هز الأرجاء القريبة من حدوثه بل وحتى وصل الصوت إلى بعض المديريات 

وبعد ساعات ردد الشارع أنباء عن حدوث تفجير انتحاري بمدرسة عمر المختار وإن النتائج كانت كارثية بحق الشباب المتقدمين للتجنيد 
وان العشرات منهم قد قضوا فوراً بينما تلاحقت الأنفس الراحلة تباعاً وما زالت حتى اللحظة من ذوي الاصابات البليغة والحالات الحرجة .

مثل هذا العمل ضربة قاصمة بل وقاضية لكثير من الاسر التي التحق ابناؤها بالتجنيد فقد ذهبوا سيراً على اقدامهم وعادوا قتلى وجثثاً هامدة بل والبعض منهم غدا أشلاءً ورفاتاً لدرجة أن صعب التعرف على هويته وما زال في حكم المفقدوين الذين لا أمل يرتجى في أن يكون مازال على قيد الحياة أو ممن كتبت لهم النجاة
كم كان المنظر بشعاً ومأساوياً حينما نظرت للتلفاز وبثت لقطة من الحدث أظنها أما أعلامنا فعلى الدنيا السلام لا يغني ولا يسمن من جوع وبرامجنا ونشراتنا الاخبارية يعاد بثها لأيام ولو الخجل لبثت لأشهر أو ربما لسنوات المهم لقطة واحدة عابرة لتلك الاجساد التي كومت وتلتهمها النيران وتنبعث منها السنة الدخان تبعث في نفسك الحزن والاسى 
نعم المقطع تتفطر له القلوب وتقشعر له الجلود فما ذنب اولئك الجنود وإن لم يصيروا كذلك بعد ولم تكتمل اجراءاتهم
من المؤكد انهم قدموا للتسجيل للتخلص من كابوس البطالة الذي كتم انفاسهم ورغبة في إعالة أسرهم التي اطبقت عليها الظروف واحكمت بحقهم الخناق اذ لا توظيف ولا اعانة ولا دراسة فالتكاليف باهضة وان درس وتخرج لم يجد من يحتضنه الا الشارع انهم يعيشون مأساة حقيقية
لقد وجدوا في الكتبة حياة ونجاة وما علموا انها الوفاة
وبرحيلهم ازداد عدد الأرامل والأيتام والثكالى الذين فقدوا العائل الذي كان يؤمن لهم لقمة العيش من البحر وصيد السمك او بيعه ومنهم من عمل بالخضار وذاك بالأرض والرعي ومنهم من مل العمل كحمال تارة لانزال سكر أو قمح ودقيق أو... بل شك أعمال شاقة ولم يرقبوا أن تكون مؤبدة لكنها الاقدار قادتهم الى حتفهم واراحتهم من الدنيا بأسرها وتركت الحسرة في نفوس أسرهم الذين ربما شجعوهم وحثوهم وأيقظوهم في ساعات الصباح الباكر للذهاب طمعا ً في مستوى معيشي افضل وكانت النهاية ولم يطولوا لا بلح الشام ولا عنب اليمن والعصفور الذي كان باليد قضى نحبه
في المساء وصلتني رسائل مفادها أن معظمهم إن لم يكن جميعهم هم من أبناء أبين وتحديدا مديريات وأحياء زنجبار وخنفر  وإن الشهداء بالعشرات وأن أغلب المقابر تدفن حتى صلاة العشاء التي تم تأخيرها عن وقتها للصلاة على الشهداء الذين قضوا تباعاً 

وهكذا عاشت الكثير من الأسر أمس الاثنين ليلة دامية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى واتشحت الكثير من الأسر بالسواد معلنة الحداد على فقدها لفلذات الأكباد
ولا نملك في الأخير الا الدعاء بالرحمة للشهداء والشفاء للجرحى وأن يصلح ربنا أحوال البلاد والعباد إنه وحده ولي ذلك والقادر عليه .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل