آخر تحديث :الجمعة 12 يوليو 2024 - الساعة:14:15:25
الهيئات الدينية العميقة ومصادرة القرار السياسي السعودي
م. جمال باهرمز

الجمعة 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

  اللهم امننا في اوطاننا...اللهم امننا في اوطاننا...اللهم امننا في اوطاننا. اهم كلمات الدعاء عند السلف الصالح لأنه بتامين وحماية الاوطان تعمر وتزدهر بالعمل والايمان.

 -لم يكن الدين منذ البدء إلى هدأيه إلى الطريق القويم. ولم يكن للإسلام منذ زمن ابونا إبراهيم وكان حنيفا مسلما مشكله مع أحد. بل حل لمشكلة أي أحد. المشكلة منذ البداية كانت مع المتاسلم الذي يظن أنه وكيل الله في الأرض. جاء الإسلام لتحرير العقول قبل الأبدان. أنزل الله الديانات لإنهاء رق العقول قبل الأجسام. فلماذا يريد بعض المتاسلمين أن يصادروا عقول البشر وان لا تستعمل إلا عن عبرهم او رجال الدين الذين نصبوهم شيوخ وعلماء وامراء وقادة لأحزابهم ومذاهبهم وطوائفهم.

- ينظر كثير من رجال الدين في المملكة العربية السعودية لمسالة الاوطان بانها تشبه بالغرب بحسب فتاوى شيوخهم الاقدم (أن الإيمان بالوطن عصبيه جاهلية. وان الطائفة والمذهب أحق بالنصرة والقتال). وبالأخص هيئة كبار العلماء وفروعها وهم من يتدخل ويأثر في القرار السياسي تحت مسمى النصح الشرعي للقيادة السعودية. هؤلاء نظرتهم للقضايا الوطنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من منظار العامل الديني المذهبي ويغفلوا العوامل الأهم وبذلك لا يدركوا تقدم الامم في العلوم الإنسانية التي تساعد على التفكير العلمي الصحيح وحل اي قضية بأحدث الطرق المكتشفة التي وصل اليها عقل الانسان حتى في مجال السياسة والحرب. ولهذا خسر العرب فلسطين والعراق والشام ومؤخرا الشمال فيما يسمى بالجمهورية اليمنية. وقد يخسروا بسبب ذلك الجنوب.

-ومن خلال هذا المنظار الديني فكل من يرفع هذا الشعار يعتبرونه شريك وما عداه ليس صديق. هذه النظرة في المجتمعات من صميم الدولة الدينية وليست وطنيه هي نفسها نظرة الاخوان في العالم العربي والإسلامي والتي فشلت. بحكم التكنولوجيا والتواصل والعلم أصبحت البشرية تدرك ان ادبيات مثل هؤلاء لا يؤمنوا بالأوطان بقدر ايمانهم بالوصول للسلطة وان المقدم على الوطن هو المنتمي لنفس المذهب حتى وان كان من جنسيات أخرى وما الوطن الا رقعه ترابيه لتجميع الأخوة في المذهب. ولان المملكة العربية السعودية هي من تقود دول التحالف ولها الكلمة الاعلى في الحرب ضد صنعاء الحليفة لدولة فارس (إيران). فسنجد انها واذنابها في طريقهم للتفريط بالنصر العربي الوحيد اليتيم الذي أحرزته المقاومة الجنوبية إذا استمرت هذه النظرة المذهبية للحرب السياسية بين الشمال والجنوب. 

-تأكد لنا من خلال سنتي الحرب ان كل مكونات الشمال حتى التي مع الشرعية تظهر في سلوكها وفي ادارة الحرب على أن تضمن الاتي:
1-ابقاء الجنوب تابع للشمال أهم من القضاء على تمرد صنعاء وقادة جيوشها الحوثي وعفاش.
2-بقاء جيوش عفاش والحوثي أقوى من المقاومة الجنوبية هو ضمان لبقاء الجنوب تابع لباب اليمن. 
وأمام هذه الرؤية فلا بعرارة ستتحرر ولأصحن الجن ولا تبه في الشمال. بل ان الاخوان ومن معهم وهم الحليف اليمني في الشرعية الذين ترعاهم المملكة يستغلوا نظرتها وعاطفتها الدينية المذهبية لخيانتها مع المركز الزيدي في صنعاء. 

-فحين تم طرد قوات الاحتلال الشمالي النظامية من الجنوب والانتصار عليها ودحرها. عادوا ولازالوا بصوره أخبث والعن. كمليشيات دينيه ومشايخ علم هم تجار الدين الكاذبين مستفيدين من امتداد احزابهم في الجنوب ودعم ومساندة رجال الدين في المملكة ودولة قطر ليسيطروا على المساجد ويعملوا على مصادرة وغسيل عقول الصغار بحلقاتهم المشبوهة. ليصبح الاحتلال يقتل بهؤلاء المغرر بهم كوادر وقيادات الجنوب المؤمنة بتحرير الأوطان واولها الجنوب. 
-طريقة مصادرة وغسيل عقول الصغار تعتبر طريقتهم الحصرية والوحيدة والمعتادة كتجارة بآيات الله. وتصبح لدينا اجيال تعتقد أن الإيمان بالوطن عصبيه جاهلية. وان الطائفة والمذهب أحق بالنصرة والقتال. 
-الحقيقة ان السياسة السعودية يتحكم بها رجال الدين الذين لا يؤمنوا بالأوطان والشراكة مع الشعوب بقدر ما يؤمنوا بالشراكة مع نفس اللون من المذهب حتى لو كانوا عصابات ارهابيه. تقودها شخصيات إخوانية مسجله في اللائحة السوداء للإرهاب مثل الأحمر والزنداني وغيرهم. هذه السياسة واحتضان الإرهابيين اليمنيين الدوليين ادى الى خلاف بين الامريكان والأوروبيين من جهة والسعودية وقطر من جهة أخرى وخاصه منذ تعيين الاحمر نائب رئيس ويعتبروها دعشنة للشرعية. ولا يمكن ان يسمحوا للشق الداعشي الشمالي في الشرعية ان يحكم ويتحكم بصنعاء ويعود للسلطة عن طريق الحسم العسكري. وهذه نقطة الضعف لدول التحالف ولهذا نرى الامريكان والروس وقفوا ضد دخول صنعاء. وتم سحب المستشارين العسكريين الامريكان من السعودية قبل يومين وبعض المنظمات العالمية. وهذا الخلاف على المستوى الخارجي والدولي.
-اما على المستوى المحلي فكلنا متوقعين الحشود المليونيه في السبعين صبيحة 21 من أغسطس في صنعاء دعما لما يسمى المجلس السياسي الذي شكلاه الحوثي وعفاش. لأسباب كثيره اهمها ان الشعب في الشمال يرى عفاش سيء لكن البديل الذي يدعمه التحالف اسوى من عفاش وهو الاحمر ودواعشه. كما ان التحالف لم يجعل من المناطق المحررة (الجنوب) عامل جذب. بل ان مناطق الشمال أفضل حالا واستقرارا. فلا رواتب في المحافظات الجنوبية ولا كهرباء ولا امن ولا رعاية لأسر الشهداء او علاج للجرحى او دمج لأبطال المقاومة. فكيف سينتفض الشعب في الشمال على مغتصبي السلطة وهو يرى النموذج المحرر اسوا حالا وتحكمه دواعش الاحمر. 
-يظن الكثيرين في الجنوب امام هذا السيناريو ان قادة المملكة سيصلوا في الأخير انه لا خيار امام دول التحالف الا اعتماد المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي كشرعيه مفاوضه وممثله للتحالف على الأرض. وانه لا يوجد امامهم الا خيار اوحد وهو الاحتفاظ بالانتصار العربي اليتيم والوحيد الذي صنعوه بالشراكة مع المقاومة الجنوبية على دولة فارس وادواتها. ولن يتأتى ذلك الا بحماية الجنوب ودعمه وتقوية جيشه وامنه ليكون السياج الحامي لمصالح العرب في بوابتهم البرية والمائية والجوية الجنوبية. وحتى لا يتحوث ويتعفش بفعل الكثرة والحاجة بعد سنوات قليله في ظل وحدة الإبادة. وانه يتحتم على الجنوبيين حتى ذلك الحين القتال للحفاظ على الامن القومي العربي والمصير المشترك والصبر والتماسك مع التحالف لعل الله يهدي القيادة السعودية كما أهدي القيادة في امارات الخير والتي أدركت مبكرا خذلان مكونات الشمال في صنعاء والرياض وتركيا للتحالف وتفاهمهم وامتثالهم للمركز الزيدي المقدس.
(نسارع بعقد القمم / والصلوات والدعوات / وشراء الأسلحة / لنشد العزيمة والهمم / وحين المواجهة / نخلع الأقنعة / ونستنجد بهيئة الأمم / يا لعقولنا الخاويه التي تشبه الجزم/ يالبطولاتنا الكاذبه صنعناها من العدم)

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص