- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء السبت بالعاصمة عدن
- في ظل الصمت تجاهها.. شركات النقل تتمادي في رفع أسعار التذاكر
- مصر تدين تصريحات إسرائيلية ضد السعودية: أمن المملكة خط أحمر
- قوات اللواء الأول دعم وإسناد تقضي على أوكار القاعدة في جبال المحفد بأبين
- خبير اقتصادي: الظلم والاستبداد لا يدومان ونهاية القمع السقوط
- استعادة السيطرة على المدينة بمساعدة جوية أمريكية .. باحث أمريكي يكشف مصير اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة
- الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالحزام الأمني تضبط “حلاق” مروج مخدرات في العاصمة عدن
- سوء الأوضاع في عدن يضع الانتقالي الجنوبي في مواجهة انتقادات أنصاره ومزايدات خصومه
- تدشين صرف البطاقة الشخصية الذكية في مودية – خطوة لتخفيف معاناة المواطنين
- برعاية المحرّمي.. انطلاق المخيم الطبي المجاني الثاني لعلاج المخ والأعصاب في مستشفى عدن الخيري
السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00
هذه الايام كثر الحديث عن اضرابات عمال المصفاة من اجل رواتبهم والرواتب المتخلفة ، ومن ناحية نظرية الراتب حق مشروع ، لانه مصدر العيش ، وهذا لامزاح فيه مطلقا .. لكن ليس ثمة موارد الان تدخل حسابات المصفاة ، وهذا ظرف موضوعي على العمال تفهّمه جيدا، واعتقد انه ليس ثمة احتياطي نقدي لديها رغم انتاجها الجيد سابقا ، وهذا عائد الى الفساد الذي صبغ اداءها كما هو معروف ، وكل هذا حدث بوجود كل العمال بمسئوليهم الذين لم يحركوا ساكنا ضد هذا الفساد ، وهو ما اوصل المصفاة الى هذا المستوى .
إذا اين كان العمال ونقابتهم ؟! فاليوم وضع المصفاة كارثي بالمعنى الحرفي للكلمة - لامرتبات - لانفط يشغل المصفاة - لا آحتياطي نقدي - أصول ومعدات المصفاة تتهالك - معظم العمال لايداومون اعمالهم نهائيا - هناك عبئ المتقاعدين الذين يستلمون نفس مايستلمه الموظفين - هنالك متعاقدين عبثا وانفاق اكثر عبثيه - هناك تراكمات الديون المستحقة للضمان للمتقاعدين ولعمال الشركة عموما ، وهي بالمليارات تقريبا وهناك .. وهناك .. كل هذه أعباء كارثية ولاشك ، حتى الاصول الحيوية للمصفاة كسفن نقل النفط إندثرت تحت سمع وبصر الجميع ! فعلا اين كان النقابيون والعمال من هذه الوضعية التدميرية لمصفاتهم حتى يقولوا الان - وإن كانوا على حق - اين المرتبات المتخلفة ؟!
لقد بدأ العبث بالمصفاة من ايام المدير فتحي سالم ، وهذا واقعي ، فقد بدأ بضرب أنظمة وضوابط الشركة الصارمة ، ومعروف كيف كانت المصفاة وإنضباطيتها ، وألحقه بالتوظيف السياسي المكثف للعاملين بعد كل انتخابات ، مضافا اليهم أعدادا مهولة من محافظات الشمال وبدون حاجه فعليه لهم ، وأتبعهُ بالاستبدال والتعيين لمدراء الدوائر بحسب الولاء والطاعة ، وبهذه الطريقة ازاح المقاومين أو اجبرهم على الانصياع ، كما ودور المغريات كان حاضرا وبقوةٍ ايضا ، كما وفتح باب الصرف والانفاق العبثي لتبذير اموال الشركة وبسفهٍ وصل الى سفريات العلاج للخارج لأتفه الامراض ، وفي مستشفيات هي في مستوى درجه ثالثه او رابعه بحسب تقييم المستشفيات ، وثالثة الأثافي في فتح باب التفريغ على مصراعيه ، بدءاً بالمؤتمريين وانتهاءاً بائمة المساجد الى الحراس .. الخ ، وهنا أشاع مسلك التسيب والانفلات بلا حدود ، ولذلك ايضا لم نعد نعجب لتهافت قيادات الصف الثاني والمشرفين الميدانيين على مبارز القات وعشش السواحل لتعاطي القات من الواحدة ظهراً ! فكيف بالعمال ؟ وطبعا أكمل البقية الباقية نائبه - قليقل- وتتابع من تبعهم من المدراء والنواب على نفس المسلك ..
فعلا اين كان العمال والنقابة من كل هذا ؟! لا أدري .. لكن معظمهم فرحوا بالمغريات وطلب السلف والاعانات ، او التسابق لنيل سفريةٍ الى الخارج تحت مسمى دوره ، أو للعلاج من ابسط الامراض .. او .. وكارثة الكوارث كانت في نقابة المصفاة التي وصل باحداها الامر الى اعطاء مدير المصفاة - فتحي - صك أعتراف نقابي يفيد بأن عمال المصفاة لا يطالبون بأي زيادات في رواتبهم !! وهذا المدير جاهر به وعرضه امام مجلس النواب عند استدعائه ذات مرة للمساءلة على بعض قضايا فساد هو واخرين كما ذاع حينئذٍ !! وواصلت النقابات اللاحقة نفس الاداء المهترئ بكل اسف الا من رحم ربي .. مشاكل المصفاة ، أو بالاصح كوارثها لا تحصى ولاتُعد ، ومنها العبث بالاموال والارصدة ، الى التلاعب في شراء الاصول الضخمة ، الى الفساد في المشاريع الانشائية - مبنى الادارة المركزية والمستشفى انموذجاً - الى .. الى .. والكثير من هذه الوقائع السوداء تفاصيلها لدى الصناديق السوداء لأسرار المدراء ونوابهم من عهد فتحي الى ما بعده ، وهم معروفون طبعا .. ولأن اوضاع العمال على شفا كارثة محققة بالنسبة لاوضاع المصفاة عموما وللتقاعد القانوني للعمال ورواتبهم الشهرية وخلافه ، وهذا يستدعي بحث جدي لتدارك الامور من قِبل العمال جميعا .. من هنا فإن حل مشاكل المصفاة ليس في الدعوة كل لحظة الى الاضراب لانتزاع استحقاق هامشي بالمقارنة مع كل اوضاع المصفاة المهترئة عموما .. بل هنا على العمال ان يعيدوا جدولة اولوياتهم ، وهذا هو الاكثر اهمية الان ، اي عليهم اولا تشكيل نقابة نظيفة وجادة وحريصة على العمال والمصفاة معا ، وان تبدأ هذه النقابة بمناقشة أولوياتها في النهوض بالمصفاة ، وبعد ذلك بحشد العمال جميعا لمطالبة الحكومة الشرعية بتوفير النفط الخام لتشغيل المصفاة - ومعروفة هي طرق ضغوط النقابات هنا ووسائلها - وليس في كل مرة اضرابات وقطع طرقات لاجل المرتب وحسب ، ويمكن ان تتبعها باعادة اقتراح ترتيب صف قيادات المصفاة ، وتفرض وبتكاتف كل العمال من تراه مناسبا لهذه المواقع ، وهكذا بالنسبة لحقوق المتقاعدين ، والتوظيف التعاقدي والمفرغين وفرض مزاولة كل العاملين لاعمالهم ، وكذا ايقاف الصرف العبثي والمحاسبة على كل الاموال المهدورة من حسابات المصفاة وما الى ذلك .
كل ذلك لن يتم إلا اذا تجاوب العاملين مع طروحات نقابتهم الذي عليهم اختيارها من بين أنزه العاملين والمشهود لهم بالاستقامة وتغليب المصلحة العامة ونظافة اليد والقوة في الشخصية وما الى ذلك ، وهنا على جميع العاملين الابتعاد عن الثرثرة في كل صغيرة وكبيرة ، او التنظير والطروحات الفارغة التي لاتخدم المصلحة العامة للعاملين والمصفاة ، والسعي الى النهوض بالمصفاة وشد اوضاعها واعادتها الى سابق عهدها .. وإلا ..الا هل بلغنا .. اللهم فأشهد.
![](images/whatsapp-news.jpg)