آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:21:09:57
المقاومة . . الموقف ومرحلة بناء الدولة
جهاد حفيظ

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

كل التضحيات التي قدمها المقاومون في ميادين الشرف لازالت المواقع شاهدة على تضحياتهم للعيان كون دماء الشهداء الأمجاد حاضرة لا تذهب بقدم الزمان وبتغيير المكان كل ذلك مهد لمرحلة كان الجميع يتوق للشهادة وللدفاع عن العرض والأرض لم تظهر سلوكا مغايرا أو أنانية أو تزعم مريض أو المنّ على الناس بقتاله للدفاع عن أرضه كونه واجب ديني ووطني تمليه علينا  تعاليم ديننا الحنيف وما قدمته الحكومة الشرعية وقوات التحالف لم يرتقِ الى حجم تلك التضحيات من الاهتمام بأسر الشهداء والجرحى واستيعاب شباب المقاومة في الجيش الوطني والأمن                
هنا نتوقف عند ذلك الأمر ونتوجه نحو إعادة مقومات الدولة الرسمية لتعلو في الأفق قوة الدولة ومؤسساتها الأمنية والقضائية وفرض سلطة الدولة ليجد المواطن نفسه أمام زي رسمي ومرافق خدماتية وأمنية تخضع لقيادة واحدة وسلطة واحدة وخصوصا في تلك المدن المحررة وأهمها العاصمة المؤقتة عدن وكل ذلك الأمر هو عنوان عودة الحياة الطبيعية إليها دون تعدد المهام والمسؤوليات الأمنية والمحلية التي عرقلت مسيرة إعادة مقومات الدولة الرسمية لأنه لا يعقل أن نرى جهات كثيرة ومتعددة وولاءات ضيقة لأشخاص ونطالب الحكومة الشرعية وقوات التحالف بتوفير كل الامكانيات دون أن نعرف أية جهة ستكون هي المسؤولة عن تسيير الأعمال طالما نشاهد بعض القادة والشخصيات تظل تتغني باسم المقاومة وجبهات القتال صارت بعيدة عن العاصمة المؤقتة ، وما أحوج تلك الجبهات لكل إمكانية اذا كان كل  قايد يحتفظ بسلاحه ولا يسخره في الجبهات ، الجنوب بحاجة كل رجاله ، اذا أراد السياسيون الجنوبيون يتوقون الى أي استحقاق مقبل عليهم أن يحافظوا على ما تبقى من مقومات الدولة وتسخير كل الامكانيات لتطبيع الأمور اجتماعيا وشعبيا ونبذ كل سلوك غير سوي من أي شخص كان ، ولن يتحقق كل ذلك إلا إذا تخلينا عن لغة الأنانية والشخصنة العفنة التي أوصلت البلاد شمالا وجنوبا الى هكذا وضع ، ولن تستجيب المنظمات الدولية ومجلس الأمن والدول الراعية لطموح الشعب الجنوبي طالما كانت هناك اشكالية في كل مناحي الحياة رغم التحسن البطيء في بعض مرافقنا الخدماتية والذي لم يلمسه المواطن واقعا ملموسا , ولأن العملية السياسية والحوار الذي يعود بعد اجازة العيد في الكويت وبإشراف الأمم  المتحدة وفقا للمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن ٢٢١٦ومايهمنا كجنوبين من ذلك الأمر أن نتعظ من حالة التشرذم الذي يتسع ولم تسد الفجوات الغير مبرر بين القيادات  الجنوبية دعونا ندعو إلى إعادة مقومات الدولة لأنها الأرضية المتينة التي عليها تظهر تطلعات الجنوبيين ولتكون قدوة للمحافظات المحررة في البلد عامة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص