آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
قلنا ليسقط الانقلاب فتساقطت الشرعية؟!
ياسين الرضوان

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

 بحسرةٍ بالغة يروي لي أحد المواطنين في عدن: أمي غرة عيني وأغلى ما أمتلكه في هذه الحياة مريضةٌ، وقد تموت في أي لحظةٍ بسبب تأخر سفرها..!، ما الذي يمنع أمك من السفر؟ يقول:" القصة أنهم اعتمدوا جوازاتٍ لي ولوالدتي من جوازات عدن (وأمثالي كثر)، حتى يتم سفرنا، وبالفعل قطعنا أنا ووالدتي جوازاً قيل لنا أنه لمرة واحدة فقط، بحرقة يواصل حديثه: هذا لا يهمني، كل ما أريده الآن هو أن أُعالج أمي، على الأقل بهذا الجواز لمرة واحدةٍ وإلا سأفقدها، أنت تعرف يا بني ما معنى أم، الأم أيضاً في الحياة لمرة واحدة، لا أريدها أن تتركني، أحسُّ أنني طفلها المدلل على كبر سني، طالما هي لا تزال بقربي، يواصل: أنا قائد في قوات حفظ الأمن بعدن، وقاتلت قتالاً شرساً أنا وجميع أفراد أسرتي؛ وضحيت بروحي وأرواحهم ولا أبالي إن قتلت أنا وإياهم، ونحن ندافع عن تربة أرضنا وكرامتنا، إسأل فقط من غيري عني وصدِّق ما يقوله لك من يعرفني؛ لكن على ما يبدو أنني سأندم إن ماتت أمي أو حصل لها شيء لقتالي في صف الشرعية، متابعاً: لست أنانيا أو قاتلت لأتحصل على شيء ما، حاشا لله أن تحكمني المادة، بل قاتلت حتى نستعيد كرامتنا وأرضنا، وليس العكس كما يحدث الآن؛ لا أحد حتى الآن في صف الشرعية يريد أن يمنحنا أبسط حقوقنا، لأعز ما يمكن أن نعيش من أجله في هذه الحياة، وهي أن نعالج أحبابنا بحر أموالنا وليس بهبةٍ أو بعطاءٍ من أي أحد، نريدهم أن يمنحونا طريق عبور للسفر إلى العلاج في الخارج فقط، قبل أن يحصل لأمي شيء وأندم على اليوم الذي قاتلت فيه فعلاً، أقسم أنني سأندم طول العمر..
يواصل مبررا: من يريد أن ينتقدني فيما أقوله ليضع أمه مكان أمي، ثم هل يريد مني أن أسافر إلى صنعاء وأنا قيادي معروف، فيعتقلني الحوثيون وقوات صالح هناك، الذين قاتلتهم قتال الأبطال، ومن دون أي خوف، وقد اعتقلوا كثيرين قبلي من الطرق، يقول والدموع تتقاطر من عينيه: إنني اليوم وأمي القابعة في مستشفى خاص، بين نيران الشرعية والانقلاب.. ما الذي أفعله في هذه المعضلة الجسيمة؟!
وبنظرة حادة يقول مندفعاً: "لقد أهانت الشرعية نفسها وظهرت لنا جميعاً بلباسها الضعيف الواهن، الذي تتساقط منه في كل يوم، ويتقوى الانقلاب فيه في كل لحظة، لقد خرجنا وقاتلنا ليسقط الانقلاب فتساقطت الشرعية، إلى حد أن جوازاتها التي أصدرتها غير مقبولة في مدينة عدن المحررة، تخيلوا مصرفاً من مصارف "الكريمي" في عدن لا يعترف بجواز الشرعية، حاولت استلام راتبي كضابطٍ جنوبي متقاعد، فرفضوا تسليم راتبي قائلين: هذا الجواز غير موثوقٍ لدينا..!!!، واحسرتاه على الشرعية لا أحد يعترف بها في عدن، حتى في محل صرافةٍ أصبحت غير موثوقة، وا أسفاه ، هل سيعترف أحد في الخارج بجوازات الشرعية وبحكومتها المعاشيقية، وببكاء متهدِّج: هل سأُسافر بأمي الحبيبة المريضة، التي يؤذِّن المغرب وهي لا تفطر برفقتي وأولادي، سواد الكونِ كله في عيني لخوفي على أمي؟!!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص