آخر تحديث :الجمعة 14 فبراير 2025 - الساعة:01:15:31
جحور الثعابين لا تكون إلا مظلمة !
د. عبدالمجيد العمري

الجمعة 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

لم يكن العالم أديسون الذي اخترع المصباح في 1978م يعلم بأن هناك دولة اسمها اليمن ستعيش ظلام دامس , ويسيء بها الحال إلى أن تعدم من وجود مصابيح مضيئة في بيوتها .

آخر صفقة سلاح للزعيم مع الروس كانت بأربعة مليار دولار، ونحن نحتاج إلى ثلاثة ألف ميجا وات بالحد الأدنى، فاغرق البلاد ليس فقط بالظلام ولكن بالجثث والدم ، والدمار .

الكهرباء عنوان الاقتصاد، فحركة المولدات والمكينات يعتمد على الكهرباء، وقد سخر مهاتير محمد من حجم كهرباء اليمن التي لا تصل لمستوى مصنع في كولا لمبور عاصمة ماليزيا .

ليست المشكلة في الكهرباء، ولكن المشكلة في كهرباء الغيرة والأمانة في النفوس، فالشعوب الفاسدة ستغرق وبلا رحمة في الظلام الدامس .

ليس الظلام بغياب المصابيح والمولدات ولكنه ظلام قابع في الخلايا الدماغية، والنخاع الشوكي، ونفوس مُلئت ظلماً وبغياً وانتقاماً من الحياة .

لا يستوي الظلام ولا النور، ولا الأحياء ولا الأموات، ولا يستوي العالم المضيء والعالم المظلم.

جحور الثعابين التي رقص عليها الزعيم لا تقبل النور، فهي تأنس بالظلام، ولا ترتاح إلا حين تأوي الى جحرها المظلم .

مؤسف جداً أن ترى عدن أول المدن العربية التي دخلتها الكهرباء  تغرق اليوم في ظلام دامس، ويشتكي أهلها من ويل الحر، ويضيق أهلها ويتألمون، ويستغيثون بالعالم ولا مجيب ..

لم يعد العالم يقبل بفكرة الكهرباء المتولدة من محروقات الديزل، أو الفحم، أو اليورانيوم، لأن هذه الأمور تسبب ازدياد في مشكلة الاحتباس الحراري وزيادة حرارة العالم.

أصبح تفكير العامل أكثر حضارة وتمدناً، وحرصاً على هذا الكوكب الحي الصغير، ونحن لم يصل بنا التفكير أن نفكر بالأطفال في المستشفيات، والمرضى والعجائز.

سأسرع في إكمال هذا المقال وبسرعة، لأننا على موعد لإنطفاء الكهرباء ولا ندري متى تحديداً !!.

لم تعد الكهرباء مشكلة كبيرة عند الكثير منا، فعندما نصل إلى مرحلة الكيف، نرى العالم كله مضيء.

أضع سؤالاً لإخواننا في مؤتمر الحوار والقيادة السياسية الراشدة، الجيجا بايت ، والميجا وات ، أي منهما وحدة قياس الكهرباء، وأي منهما وحدة قياس النت , وأردفه بسؤال كم سعر صرف الدولار ليومنا هذا مقابل الريال اليمني .

وكلكم تعرفون الاجابة !!

سننام كثيراً لو استطعنا أن ننام مع الحر حتى ينتهي هذا الجيل كله ليأتي جيل جديد نظيف يحمل الإنارة وليس البندق، والقات .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل