آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:10:51:00
القائد العظيم .. يصارع المرض
محمد علي محسن

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

هو القائد الثوري .. هو المرجعية السياسية للجنوب .. من أبرز مؤسسي الجيش الجنوبي بعد الإستقلال من الإحتلال البريطاني .. هو أول برلماني جنوبي يواجه الإحتلال اليمني تحت قُبّة البرلمان بعد الوحدة .. مؤسس عدد من الحركات الثورية التي لقنت الإحتلال دروساً قاسية في الضالع .. من أبرز مؤسسي الحراك الجنوبي وقبله التصالح والتسامح .. وغيرها الكثير من صفحات تاريخ هذا القائد التي جعلت الشارع الجنوبي يطلق عليه إسم (( المرجعية العُظمى الجنوب )) .. إنه القائد العظيم اللواء الركن / محمد ناجي سعيد .. الذي يظل حتى اللحظة بالنسبة لي بمثابة الوطن الآخر .

 

نعم أبا شفيع .. لطالما اختلف القادة السياسيون والعسكريون والثوريون في كل شيء إلّا فيك .. فحضورك في هذه القضية أو تلك يجعل الجميع يتوقف عن الكلام ويلتزم الصمت لأن المرجعية العُظمى باتت حاضرة في المشهد وهنا يجب الإنصات إلى الوطن حين يتكلم .

 

في كل مرحلة جنوبية سياسية كانت أم عسكرية أم ثورية لا تكاد تخلو من اسمك كمؤسس بارز ومرجعية رئيسية مؤثرة في ذلك .. لأنك تمتلك من الحكمة ورجاحة العقل واتزان الفكر وثبات الموقف والتعامل الصائب مع المرحلة ما يمكنك من تحقيق الانتصار حتى وإن كان في الوقت بدل الضائع .

 

أيها الأب الفاضل الذي لطالما أشبعتنا بأفكارك الثمينة وأسعدتنا بابتسامتك العريضة وبشاشة وجهك المُطلَقة في كل مرة أقابلك فيها ، فكل فرصة أحظى بها في الجلوس معك أجد نفسي أستمد منك الأفكار الثمينة والنصائح الأغلى التي تنطلق من عقل وقلب الأب والمربّي لأبنائه بل لجيل بأكمله .. كل فرصة أجدها بمثابة رحلة مكوكية ممتعة في عالمٍ يندُر الحصول فيه على مثل هكذا فرصة .

 

والدي الفاضل .. اليوم أجد نفسي عاجزاً عن تقديم شيء لك ليرفع أو يخفف عنك المرض والألم الذي جعلك طريح الفراش في مستشفى السلام في عدن .. فوالله لو كان بإمكاني أن أقاسمك مرضك وألمك ومعاناتك لاقتسمت كل ذلك معك ،، فلعل ذلك يخفف عنك شيء ، ولكن ليس في اليد حيلة .. فكل الذي أمتلكه وبمقدوري تقديمه لك هو الدعاء لك في كل صلاة وفي كل وهلةٍ أجد نفسي بين يدي الله عز وجل .

 

والدي الفاضل .. لم أستطع ترتيب أفكاري لنقلها إلى هنا لأقول فيك ما يجب أن يُقال .. فلمجرد الكتابة عن شخصك الكريم وعما تعانيه اليوم يتوقف قلمي وتتمرد العبارات والكلمات وتتجمد المشاعر والأحاسيس ويستعصي كل شيءٍ أحمله بداخلي إلّا شيئاً واحداً أستطيع أن أبوح به وأتضرع به إلى الله وهو الدعـــــاء لك من قلبٍ مخلص وخاشع لجلال وجهه وعظيم سُلطانه .

 

اللهم هذا عبدك بين يديك ،، اللهم فأشفه وعافِه واعفو عنه وارفع عنه ما هو فيه من البلاء .. اللهم ألبسه لباس الصحة والعافية والمعافاة الدائمة التي لا يُخالطها ألم .

 

اللهم آمـــيــن

إبنكم / فارس الحُسام



ا
 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص