آخر تحديث :السبت 08 فبراير 2025 - الساعة:23:46:23
ماذا تعني سيطرتنا على أراضينا المحررة ؟!
علي ثابت القضيبي

السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

مجازاً يمكننا القول إننا نبسط يدنا على معظم جنوبنا اليوم ، بل ومؤخراً ثمة حالة من الاستقرار الأمني تسود هذه الرقعة المحررة من الجنوب ، وخصوصا بعد الضربات الموجعة للقوى التي عاثت فساداً في أرضنا بعد التحرير ، وكل هذا إيجابي ومشجع ولاشك .. لكن مع كل ذلك ما فتئ الاداء العفاشي بفساده وعبثه يصبغ حضوره وبقوة في نطاقنا المحرر ، بل وبكل المساوئ التي أرساها عهد عفاش في جنوبنا ، مع أن المفهوم الصحيح للتحرير يقتضي ضرورة استئصال كل ما يمثل تلك السلطة البائدة وفي كل الجوانب ، وإلا ما معنى أننا كجنوبيين نبسط سيطرتنا على أرضنا ؟!

لنأخذ مثالا بسيطا وحياً على ما أسلفنا قوله ، ولنتحدث عن التعليم مثلا .. ففي هذا المجال الحيوي لأي شعب في المعمورة - والتعليم هو مصنع الأجيال - فلازال طلاب سنة تاسع أساسي وثالثه ثانوي لا يذهبون إطلاقا إلى مدارسهم او فيما ندر وحسب !! وهذا وضع كارثي بكل المقاييس ، والسبب انهم يركنون على الغشٌ المسهٌلِ  لهم من كل منظومة الادارة التربوية والاشراف والحراسات الشرطوية على قاعات الامتحانات .. الخ ، ولافت أن هذا الوضع حصراً في جنوبنا وحسب ، وهو أُرسي باستهداف ممنهج .. إذاً اين هي ادارة التربية والتعليم في م/ عدن مثلا من كارثةٍ بهذا الحجم والخطورة ؟! ومثلها اين هي مديريات التربية في المديريات ومدراء المدارس ؟! اين هم جميعا ؟!

اذا الفساد المدمر للأجيال والعبث في هذا السلك هو اداء ممنهج ومؤسسي ولاشك ، بل هو متوارث ايضا، وقد دَرَجَ عليه المعنيون في هذا السلك الحيوي واستمراؤه .. والا كيف لهم ان يصمتوا ويتعايشوا مع مثل هكذا وضعية متردية وخطيرة على اجيالنا وجنوبنا عموما ؟! وهي الان قاعدة متأصلة ان طلاب هاتين المرحلتين لا يذهبون الى مدارسهم ولا يتلقون تحصيلهم العلمي المقرر نهائيا ومع ذلك ينجحون !! وهنا لا يصلح العطار ما افسده الدهر ، فلا الحثّ على ضرورة إصلاح هذا الوضع الكارثي ، ولا اللوائح ولا المنشورات يمكنها ان تقيٌم المسؤولين في التربية لانتشال هذه الوضعية الكارثية من الاداء التربوي في جنوبنا ، فكل هؤلاء التربويين من عهد عفاش وتربية سلطاته ، أي لا يصلح هنا الا الاستئصال بالاستبدال والاحلال بكادرٍ تربوي جنوبي حريص على الجنوب وحريص على مستقبله ومصالحه الحيوية وحسب..

ثانية نقول ونعيد اننا حررنا أرضنا ولكن لم نبسطُ سيطرتنا الفعلية عليها حقا ، فلازالت العشوائية بالبسطات والمفارش والاكشاك تحتل كل زاوية وركن في شوارعنا واحيائنا السكنية ، ولازال البناء العشوائي والغير مرخص يجتاح كل مدننا وشوارعنا ، ومن يقوم به بناؤون وافدون وغير مرخصون بالبناء ولا مجازون قانونا، ولازالت السلع المهربة والتالفة والمزورة تغطي كل اسواقنا ومائدة طعامنا .. والسبب أن مكاتب الاشغال والصناعة والتجارة ..و .. وغيرها تعمل بنفس عقلية عهد وسلطات زمن عفاش وأدائه ، بل وتحمي موروثه واركانه في جنوبنا ، ولن نتحرر فعلا إلا باجتثاث كل ما يشير الى ذلك العهد البائد وثقافته ، والمجيئُ بكوادر جنوبية مخلصة وقلقة على الجنوب ومصالح الجنوبيين وحسب.

قد يقول قائل ان النجاحات تأتي خطوة خطوة ، وهذا غير دقيق في مثل حال جنوبنا ، لأننا في سباق مع الزمن اولا ، وحتى لا يعود طوفان العبث والفساد ويلتهمنا ثانية ، أو ان يصبح قاعدة راسخة في ذواتنا ولا نستطيع الفكاك والخلاص منها ، ثم ان التجذير واستئصال بُنى ومخلفات عهد قذر تستدعي السير بتناغم في هذا المجال والاخر - وهذه رسالة نرسلها لأخوينا الجنوبيين الغاليين عيدروس وشلال ونقول لهما - ففي الوقت الذي نسعى فيه الى تثبيت الامن وترسيخه في جنوبنا ، ليس ثمة مانع من تأصيل الجديد والنافع ايضا في ذلك الجانب والاخر وهكذا .. وهذا هو الاصل في التحرر والخلاص من سيطرة وعبث وفساد الحقبة التي مضت، وكذا التوجه الى ضفاف الحرية وتأسيس الصالح والنافع لجنوبنا واجيالنا القادمة .. اليس كذلك ؟!

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص