آخر تحديث :الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - الساعة:18:48:01
ثلاث رسائل للعرب
علي الزامكي

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

الرسالة الأولى لكل العرب , أقول : أتمنى أن تدركوا بأن هناك هدفين للفوضى الخلاقة المجسدة في الربيع العربي , أحدهما يتعلق (بسايكس بيكو جديد) يقوم على المصالح العالمية والمحلية معا بعد أن أصبح العالم قرية , والثاني يتعلق باستبدال الدولة المركزية بالدولة الاتحادية، فمن يستطيع إدراك ذلك والقبول به سيجنب بلاده الدمار , ومن لم يستطع فسوف يتم ذلك عبر الدمار، أما من يقول بأن هذا تمزيق لوحدة بلاده , فعليه أن ينظر إلى الدولة الاتحادية في أمريكا وفي ألمانيا وكندا والهند وغيرها من الدول الاتحادية كيف تماسكت وتطورت ، فلو أي من حكام هذه البلدان أعلن الدولة المركزية لما بقيت وحدة بلاده يوما واحدا , ثم إن الدولة المركزية هي الدولة القديمة التي هي أصلا دولة الجباية , بينما المطلوب اليوم دولة الرعاية، كما أن الدولة المركزية تعني حكم الناس بدون رضاهم وهذا شكل من أشكال العبودية، فالعرب حتى الان للأسف لم يدركوا ذلك مما جعل الربيع العربي يأخذ منحىً مذهبيا وطائفيا معاكس لما هو مطلوب , وكل ما حققه الربيع العربي حتى الان هو فقط إقناع الحكام بأنهم موظفون مع المجتمع وليسوا مالكين له كما كانوا يعتقدون .

الرسالة الثانية لعرب الخليج , أقول : إذا كنتم تريدون تحقيق الأمن والاستقرار في عدن وبقية مناطق الجنوب , فعليكم أن تدركوا بأن هناك شروط موضوعية وذاتية يستحيل الاستقرار بدونها , وهي :

1_ إيجاد حل لقضية شعب الجنوب كشرط موضوعي لمنع وجود حاضنة اجتماعية للإرهاب والفوضة الأمنية , لأنه بدون ذلك قد يتحول شعب الجنوب بكامله إلى حاضنة اجتماعية لكل أنواع الفوضى الأمنية والإرهاب .

2_إيجاد حامل سياسي للقضية يقدم نفسه للعالم كممثل لشعب الجنوب وحامل هويته كشرط ذاتي لحلها , لأنه بدون ذلك يستحيل حلها .

3_ إعادة التقسيم الإداري للجنوب على أساس أقاليم اتحادية كشرط موضوعي وذاتي للأمن والاستقرار والتنمية .

4_تشكيل وتدريب وحدات أمنية تكون مهنية خالصة وبعيدة تماما عن السياسة , ويتم تدريبها وتجهيزها في الخارج .

5_تشكيل وتدريب وحدات عسكرية نظامية كجيش نظامي محترف وبحيث يكون مهنيا خالصا وبعيدا تماما عن السياسة , ويتم تدريبه وتجهيزه في الخارج على مختلف الأسلحة .

6_بناء إدارة حديثة تقام على الكفاءة وعلى الولاء والإخلاص للوظيفة كما كان قبل خروج الإنجليز وليس على الولاء والإخلاص للحزبية أو للأشخاص ,لأن ذلك هو من يبني الوطن , وهو من يجعل الناس يتنافسون على العلم والمعرفة لبناء حياتهم وبناء الوطن وليست الشعارات .

الرسالة الثالثة لعرب الجنوب , أقول : إن أعظم إنجاز تحقق للقضية الجنوبية حتى الان هو تأطيرها النظري وحراكها الوطني وما حققه من انتصارات , لأن كل ذلك قد أظهر القضية وثبتها في الوعي السياسي والاجتماعي وثبتها في المحافل الدولية , ولأن كل ذلك قد جعل  جيل الشباب في عموم الجنوب يتعرفون على بعضهم من أجلها ويناضلوا مع بعضهم من أجلها , وكل هذا يساوي حلها وفقط تبقى المسألة هي مسألة وقت يتوقف على وجود حامل سياسي لها، أما لماذا لم يوجد هذا الحامل السياسي حتى الان؟ , فهناك من يناضل وفي باله السلطة والمال أو في باله مشاكل الماضي , وأي أناس يناضلون وفي بالهم السلطة أو المال أو مشاكل الماضي لا يمكن أن يتوحدوا , لأن من يناضلون وفي بالهم الوطن يستحيل أن يختلفوا، ولهذا أدعو كل جنوبي بأن يقيس نفسه على هذه القاعدة حتى يعرف نفسه أين هو؟ و يصحح سلوكه، كما أدعو الجميع إلى الإسراع في توحيد الصفوف وإيجاد حامل سياسي للقضية , أو تفويض أبناء السلاطين إن كان باقي أمل فيهم أو القيادات القديمة مثل الرئيس البيض ونائبه الجفري والرئيس علي ناصر والرئيس العطاس أو حتى واحدا منهم لكي يقوم بالتالي :

1-   إقناع القوى الدولية والاقليمية بأن الوحدة بين دولة اليمن الجنوبية ودولة اليمن الشمالية لم تقم في الواقع من الناحية العملية , بل إن كافة مؤسسات الدولتين المدنية والعسكرية والأمنية قد ظلت قائمة بما فيها العملة النقدية إلى أن جاءت حرب 1994 م وألغت كافة مؤسسات الجنوب بما فيها العملة النقدية , وأبقت كافة مؤسسات الشمال وأسقطت مشروع الوحدة باعتراف الجميع , ومع ذلك ظل الشماليون وما زالوا يرفضون ثنائية اليمن كقاعدة للحل ويصرون على واحديته النافية أصلا للوحدة , ويرفضون الحوار الندي الذي هو الشرط الموضوعي لشرعية الحل رغم الدمار الشامل الذي ألحقته حرب 1994م وحرب 2015م بالجنوب وأهله، وبالتالي ألم يكن كل ذلك هو نكران للوحدة ورفض عملي لها ؟؟؟, وألم يكن من واجب القوى الدولية والإقليمية إلزامهم بالحوار الندي لحل القضية؟.

 

2-   إقناع  القوى الدولية والاقليمية بأنها لا توجد قضية أساسية وجوهرية في اليمن غير قضية الجنوب , وأن ما عداها هي قضايا وهمية مفتعلة لدفنها , بدءا بحروب صعدة ومرورا بوجود تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة في الجنوب وانتهاءً بثورة الشباب في صنعاء، فبعد حرب 1994م انبهر علي عبدالله صالح من الانتصار وظهرت لديه مخاوف من تعاطف السعودية والقوى الكبرى مع الجنوب , ولذلك قام بخلق تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة في الجنوب ليقول للعالم بأنهم البديل , وقام بخلق حركة الشباب المؤمن في صعده لخلق مشكلة حدودية ومذهبية للسعودية في حالة تعاطفها مع الجنوب ، وظل يدعمها إلى أن تم ترسيم الحدود مع السعودية وبالذات الحدود مع الجنوب ، وبالتالي اعتبر أن الحاجة لحركة الشباب المؤمن في صعده قد انتهت وأراد أن يلغيها , ولكن انقلب السحر على الساحر ودخل في حروب ستة معهم انتهت بفشله في إلغائهم , وحاليا تحالف معهم لنفس الهدف، ومع ظهور الحراك الجنوبي عام 2007م سعت المعارضة في الشمال إلى خلق ثورة الشباب واستبدال علي عبدالله صالح برئيس جنوبي لإسكات الجنوبيين ودفن قضيتهم ... الخ , وكل ذلك يبرهن بأن القضية الجنوبية هي القضية الأساسية والجوهرية في اليمن وأن ما عداها هي قضايا وهمية مفتعلة لدفنها، و حتى قتالهم الحالي يهدف إلى إيجاد شكل جديد للدولة يستوعب القضية الجنوبية و يؤدي إلى دفنها ، لأنه لولاها لما فكروا في شكل جديد للدولة .

3-   إقناع القوى الدولية والاقليمية بأن الأقاليم الستة التي يقال عنها ليست حلاً لقضية الجنوب سواء كانت هذه الأقاليم سياسية أم أقاليم إدارية , لأنها إذا ما كانت أقاليم سياسية ستخلق صراعات حدودية بين هذه الأقاليم على الثروة باعتبارها أقاليم بدعه لم تكن لها حدود سابقة مع بعضها , وإن كانت أقاليم إدارية فلا جديد فيها غير الأسوأ بالنسبة للجنوب , لأنها ستجعل الجنوب ككل عبارة عن وحدتين إداريتين تابعتين لصنعاء , وهذا طمس لهوية شعب الجنوب وضياع لمستقبل أجياله، فلا يجوز أن يقاس الحل على ميزان القوى بين الشمال والجنوب , وإنما على ميزان الحق والباطل بين الشمال والجنوب، فعلى سبيل المثال , بعد حرب 1994 م قال الدكتور مسدوس إن الحرب أسقطت مشروع الوحدة وألغت شرعية إعلانها , وأن الحل هو في (( إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة )) ولكن السلطة اعتمدت على القوة وقالت إن الحرب قد ثبتت الوحدة , وكان الكل وبدون استثناء بما في ذلك الجنوبيين يعتقدون ذلك , ولكن الحياة قد برهنت على عكس ذلك , وبرهنت على أن الأفكار الصحيحة أقوى من ميزان القوى وأقوى من القوى العسكرية، ولهذا أقول لأصحاب الحوار القادم افصلوا قضية الجنوب الوطنية عن قضايا الشمال السلطوية , لأن الحرب التي جرت في الجنوب هي حرب تحرير ، بينما الحرب الجارية في الشمال هي حرب على السلطة و شكل الدولة ، و لذلك فإن أي حل لقضية شعب الجنوب في حوار الكويت حتى وإن كان إيجابيا سيظل باطلا وغير مشروع ما لم يستفت عليه من قبل شعب الجنوب , وأتمنى على دول التحالف بأن تدرك هذه الحقيقة حتى لا تترك الجنوب للإرهاب والفوضى الأمنية  .

4-   إقناع دول الخليج بأننا جميعا في جزيرة واحدة وأن أمنها واستقرارها مشروط ببعضه , وأنه بدون ذلك يختل أمنها و استقرارها كتحصيل حاصل لبعثرتها، وبالتالي فإنه من مصلحتها أن تعمل على حل قضية الجنوب وضم الجنوب والشمال إلى مجلس التعاون الخليجي كضمانة أكيدة لأمن واستقرار الجميع.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل