آخر تحديث :الخميس 13 فبراير 2025 - الساعة:01:00:34
الشعارات الفضفاضة لا تبني الأوطان
اديب صالح العبد

الخميس 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

قد يخالفني الكثير من أبناء الجنوب بأن اليوم أصبح الخوف على القضية الجنوبية أكثر من أي وقتٍ مضى برغم توفر الإمكانيات. وتوفر الحيز الكبير من حرية الرأي للجنوبين وبرغم وصول القضية الجنوبية اليوم إلى قمتها واعتراف كل الجنوبيين والشمالين بدون أي استثناء ومكابرة من أحد بما فيهم علي عبدالله صالح شخصيا .

اليوم نسمع من كثير من عناصر حزبي المؤتمر والإصلاح من الجنوبيين مالم نسمعه منهم من قبل بخصوص قضية الجنوب. بعد أن ظل الكثيرون منهم يتصدون ويقفون بكل قواهم ضد أي شيء يرمز للقضية الجنوبية .

وللأسف الشديد مع كل هذه المتغيرات في الطرف الآخر ووقوفهم بين مساند ومحايد إلا أننا لم نتغير ونشعر بضرورة الانتقال من مرحلة الشعارات الفضفاضة والرنانة إلى مرحلة البناء الحقيقي وطرح اللبنات وأساسيات لدولة الجنوب التي ناضل شعبنا للوصول لتحقيق هذا الهدف الذي قدم من أجله كوكبة كبيرة جدا من أبرز وخيرة أبنائه , اليوم يجب أن ننتقل من مرحلة الشعارات لأن الأوطان لا تبنى بالشعارات الرنانة بل تبنى بالعمل والجد والإخلاص والتفاني , اليوم يجب أن نتحرر من أي رواسب للماضي وأن نتحرر من عقلية السبعينات وما قبلها والتي يراد للجنوب أن يدار بها , اليوم الجنوب بين أيدي أبنائه في ظل انعدام للمشروع الوطني الجنوبي لدولة الجنوب وفي ظل اختفاء لكل الكوادر الوطنية التي تتمتع بالخبرات كلٌ في مجال عمله واختصاصه .

الجنوب اليوم يمتلك ثروة بشرية هائلة تتمتع بحس وطني جميل يفترض فالواجب توظيف طاقات وهمم هؤلاء الشباب نحو بناء الوطن فالشباب اذا لم يتم تشغيل طاقته في الاتجاه الصحيح فقد تسخر في الاتجاه الاخر, فمن حق شبابنا ان يعيشوا أن يحصلوا على الوظائف من خلال فتح التوظيف في مختلف المجالات مدنية أو عسكرية وأمنية لانتشالهم من عالم البطالة واليأس والاحباط إلى عالم آخر يرون من خلاله جمال مستقبلهم ووطنهم وهذا حق مشروع لا يحتاج منةً من أحد فالشعارات الرنانة والفضفاضة. فات عهدها فمثلما هي لا تبني أوطانا فهي لا تبني الشعوب والافراد ايضا فالمواطن يريد خدمات ملموسة في التعليم والصحة والامن والضمان الاجتماعي وليس شعارات وحبرا على ورق .

اليوم مطلوب ترجمة كل الشعارات والخطابات لقيادات ثورة الجنوب إلى واقع عملي ملموس يلتمسه المواطن الجنوبي فالجنوب اليوم أصبح عضوا في التحالف العربي بقيادة دول الخليج والتي يجب أن لا يتصور أي مواطن جنوبي بأنها ستعلن اعترافها بدولة الجنوب, ولكن المجال مفتوح لقيادات الجنوب أن تعيد كل مؤسسات دولة الجنوب بدعم من هذا التحالف العربي وترتيب أوضاع كل شباب الجنوب من خلال فتح التوظيف للجميع لتغطية احتياجات مناطق الجنوب من عمال القطاع العسكري والمدني للدولة ليتم بعدها الاستغناء عن الاخرين وطلب منهم الذهاب لمناطقهم في الشمال للعمل هناك ومن هنا سيدار الجنوب عبر أبنائه فقط وسيتم رفد الجنوب بالدماء الجديدة بمختلف المجالات انطلاقا من مبدأ الجنوب للجنوبيين فقط .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل