آخر تحديث :السبت 08 فبراير 2025 - الساعة:23:46:23
المشهد الجنوبي المأزوم والمحتقن
علي ثابت القضيبي

السبت 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

حتى اللحظة ، لاتزال عدن تدار باَلية ما بعد الحرب! فما انفكت ما تسمى بالمقاومة الجنوبية متشبثة بحضورها الطاغي في المفصل الامني ، وهذا لافت ولاشك، وخصوصا بعد تسنم الزبيدي وشلال لمنصبي المحافظ ومدير الامن، بل وبدء خطوات هيمنة الدولة على بعض المرافق الحيوية ، وان كان ذلك يحدث ببطئ ، وايضا بكلفة باهظة كما نلاحظ جميعا.. وهذا يفرض تساؤلا محيرا لماذا يحدث مثل هذا ؟!

واضح جدا ان بعض ما تسمى بالمقاومة الجنوبية اليوم تحتكم على أجندةٍ ما، وهذا له خلفياته وارتباطاته ولاشك .. ودعونا نقول وبكل صراحة ان هناك كيانات من المقاومة تحمل صفة الضد على الدولة والجنوب عموما ، وتقف ضد تطبيع الاوضاع والامن في عدن ، بل وواضح انها تتبع الخصم وحاشيته، وهذا لا يغيب عن عين الحصيف ، وهنا تتبدًى حقيقة مقاومة حضور الدولة في الجنوب ، وعلى ذلك تظهر حقيقة المتفجرات والسلاح المتلفع بثوب المقاومة الذي يوجه ضدا على الدولة واجهزتها وشعب الجنوب بالخصوص..

لانميل الى تشويه الاخر ولا الى قلب الحقائق مطلقا، لكن تجليات الاداء الظاهر للمقاومة --تحديدا في الجانب الامني -- يظهر بشاعة اداء الميليشيات الفوضوية المنفلتة العقال ، والسبب انه اداء يفتقر الى المؤسسية المتعارف عليها ، ويفتقر الى الانضباطية الصارمة والجدية في الاداء العسكري المعهود.. وتخيلوا ، وانا هنا اتحدث عن واقعة مرورنا انا وشخص اخر في سيارته وبجوارنا كلاشنكوف شخصي ظاهر للعيان ، وقد مررنا نهار الخميس 28/1/2016م من تسع نقاط امنية للمقاومة بين الشيخ عثمان الى خورمكسر ولم يسأل احدا في كل هذه النقاط عن هذا الكلاشنكوف! وقد كُثفت النقاط يومها بعد حوادث القتل في رابعة النهار في كل من المنصورة والبساتين في اليوم الذي سبقه، ولذلك لم يعد من المجدي ان نسأل كيف يمر القتلة والمفجرين الذين يرهبون البلاد من كل هذه النقاط الامنية! !

حتى اللحظة ترفض المقاومة تسليم الكثير من مراكز الشرطة والمقرات الحكومية والمدارس.. الخ ، وهذا مثير للاستغراب ولاشك ، وبطبيعة الحال هذا يقود الى بقاء المظاهر المسلحة في شوارع عدن ، وبين ذلك المصفحات وسيارات نصف النقل بالرشاشات المتوسطة، ووسط هذا المشهد تجوب الميليشيات المسلحة الشوارع بكثافة ، ولذلك من الطبيعي ان تظل الاغتيالات وخطف السيارات عنوة في الشوارع وبدون ضابط، لان الكل مسلح، وسياسة الخطوة خطوه غير مجدية مطلقا في التعاطي مع مثل هكذا وضعية! ! وهذا بديهي ولاشك ايضا..

اذا.. اذا كانت هذه المقاومة جنوبية كما يفصحُ لسانها، واذا كانت تسعى الى تثبيت الاستقرار كما تدعي ، فالاولى بها الانضواء في اطار مؤسسات الدولة الامنية والعسكرية وتثبيت كل هذه الامور عبرها وبواسطة اجهزتها الرسمية وضوابطها، واذا كانت تسعى كما تتشدق الى تثبيت حقوق الشهداء والجرحى وكل مايخص المقاومين ، فمن الممكن قبول ادارة بهذه الامور وفي اطار مكتب محافظ المحافظة ، وهذا هو الوضع الطبيعي.. اذا الى ماذا تصبوا الكيانات المقاومة المنتصبة كعصىً غليظة في دواليب حركة الدولة وسيرها نحو تطبيع الاوضاع؟! ولاتعليق هنا..

يظهر المشهد الجنوبي بتجلياته المرتبكة اليوم ان ثمة خبايا مبيتة ولاشك ، وهذا لايغيب عن عين الحصيف ، وتظهر بعض الكيانات المتلفعة زورا بثوب المقاومة انها تتحدث بلسان الخصم وتمارس دوره وادائه بدون لبسٍ ، وهي بين ظهرانينا وفي عقر دارنا ، ولاعجب من ان تمارس ذلك وهي تدعي جنوبيتها وبصوتٍ عالٍ ! وهنا مبعث عدم لجؤ السلطة الى استخدام العصى الغليظة معها تحسبا للتبعات المأساوية لمثل هذا المسلك ، ومراعاةً للمشهد الجنوبي المأزوم اليوم .. فهل سيطول أمد مثل هذا المسلك المهادن وبالتالي تفاقم قتلى التفجيرات والاغتيالات وغيرها من مظاهر الاختلال الامني السائد ، او هل سيفيق هؤلاء من غيهم ويقطعوا الحبل السري الذي يربطهم بالخصم الطاغي الذي ينفذ بهم مخططا خارجيا جهنميا على بلادنا وشعبها ويوقفون التعاطي معه ؟! وهل .. وهل .. اسئلة نضعها على طاولة المعنيين بها في جنوبنا ولنرى مالديهم بصددها..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص