- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الثلاثاء بالعاصمة عدن
- عاجل : بدء صرف مرتبات ألوية وشهداء العمالقة الجنوبية لشهر أكتوبر
- بالاسماء.. 746 ألف دولار ميزانية وفد العليمي وغالبية النساء المكرمات من تعز.. بريطانيا ترفض حضور العليمي فعالية نسوية تكريمية غير رسمية
- رئيس الإمارات يستقبل وزير خارجية قطر
- مصادر لـ«الأمناء»:إجراءات مرتقبة لمكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين المتورطين بالفساد
- أهمية الجنوب وموقعه البحري الاستراتيجي
- وكالة إماراتية : قيادات الحو/ثي تتخلص من أملاكها في الحديدة استعدادا لهزيمة عسكرية
- محكمة الأموال العامة تعقد أولى جلسات محاكمة المتهمين بقضية فساد مصافي عدن
- اجتماع بعدن يناقش الترتيبات لتنفيذ مشروع خط كهرباء ساخن لمستشفى الصداقة
- محافظ سقطرى يناقش مع فريق مصلحة الجمارك جهود تطوير العمل الجمركي
الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
هكذا قررنا اقتحام معسكر "الأمن المركزي" في عدن، ليتم بعد ذلك نهبه، ومعه نهبت المعسكرات الأخرى، بطريقة تلقائية بشعة وغير مقبولة - على الأقل - بالنسبة لي، لأنه لم يتمَّ السيطرة على الوضع، أو لنقل دون وضع احتمالات معينة، لما ستؤول إليه الأمور، لدرء ما قد يحدث من نهب، أو حتى من انفلات قد لا يتم السيطرة عليه، ودون وضع حمايات على الأماكن التي كان يحميها الأمن المركزي، من المرافق الحكومية، كبديل لتجنب حالة الانفلات والنهب المركَّز، وهذا يدل على أن لا خطة سبقت هذا الاقتحام..!
في زحمة تلك الأحداث وغمرتها، لم يتم استثناء (المستشفى) الذي أعمل فيه..، والذي كان يداوي جراحات البسطاء والمقهورين من الناس، والذي كان على مقربة من أحد المعسكرات الخاوية، والذي لا يوجد فيه أشياء ذي قيمة، يمكن سرقتها ونهبها، ليتم توجيه شوكة النهب بدلاً عن ذلك، صوب ذاك المشفى كجهد تعويضي لحالة النهب، و عقولة إخوانا المصريين "أهي بتفي بالغرض"؛ لتنهب أجهزة المختبر، والثلاجات، والطابعات، والحواسب الآلية، وأجهزة الضغط، وكل ما يمكن حمله، ذهبت ولن تعود..، ومعه نهبت حقائبي وأشيائي وكتبي، كنت أظنُّ خطأً أن المستشفيات لها حرمة كبيرة، ولكن..!، ومع ذلك كل الأشياء المنهوبة، ليست ذي أهمية، بقدر أهمية مشروع "روايتي" التي كنت أعدها كمفاجأة لأصدقائي..، للأسف هي الأخرى ذهبت أدراج الرياح..
الزملاء والزميلات من الأطباء والممرضين، وطاقم المشفى سيء الحظِّ بالنهب، يتَّصلون ببعضهم من القهر الذي أصابهم، معزِّين وحزِنين: " نهبوا المستشفى، نعم نهبوه"، لم يصدق أحدٌ ذلك، الكل يتذكر تلك الأشياء الجميلة وذكرياته معها، من أدوات ذلك المشفى، لقد كونت الأيام حنيناً لتلك الأدوات الصماء، التي كان لها قلب على المرضى المساكين، لقد تمَّ سرقة كلَّ ما خفَّ وزنه أو ثقل..، حتى ثلاجَّات المياه طبعاً تم سرقتها، وحتى بعض النوافذ..، اللعنة عليكم أيها النَّهَّابون اللصوص..
عجبي عليهم كيف يفكرون..؟! ما هو يا ترى حكم النهب، هل يأخذ حكماً غير "السرقة" مثلاً؟!؛ الناس يتباهون، "شوف أنا إيش حصلت"، سبحان الله وكأن اللصوصية أصبحت رزقاً مكتوباً بالحلال..!، يحتفلون بلصوصيتهم المقيتة؛ ومهم الأمر بالتأكيد، هو أنني أستغرب كيف سيتم حفظ الأمن في الأيام القادمة، ما دامت هذه الطريقة هي التي ستؤسس لمستقبل "عدن" القاتم والمجهول..؟!!
لعدن وأبنائها، استعدُّوا للنزوح، الحرب قادمة، والنهابون على أُهبة الاستعداد، الجميع مكابرون في هذه المدينة، والجميع أيضاً طيبون ومسالمون فيها؛ لكن ما قد يحدث فيها، قد يجعل أبناءها يهيمون كالطرائد بالنسبة للبعض..
هكذا أعلنت نزوحي مبكراً من هذه المدينة، وسيعلنها من لم يقدِّر خصوصية الوضع - ربما - بعد ساعات أو أيام قلائل، وستصبح عدن مدينة طاردة للحياة، فلا نسمع فيها إلا نهبا..، لا أتمنى أن يحدث هذا أبداً؛ لكنها حسبة تطالب بالتنبه لسيناريوهات ما سيأتي، ولكي يتم وضع الاحتمالات في تصرفات قادمة، دون الدخول بمغامرات لا طائل منها، لقد كان اقتحام الأمن المركزي في عدن، ليس مبنيا على معادلة حقيقية، وربما لو لم يوجد بعض القادة العسكريين المشهود لهم بالحنكة، من الذين حصروا الوضع في زاوية ضيقة، لربما كان حدث ما لم يُحمد عقباه، فلولا الحِسبةٌ غير المضمونة من السقاف، وسوء التدبير، لكانت عدن قد أضحت مسلخاً كبيراً لأولئك المساكين المدنيين الذين يهرولون خلف الدبابات..، الرحمة على أشيائي المنهوبة، وأرجو ألا أقولها قريباً على عدن وأهلها.. أستودعها الله الذي لا تضيع ودائعه، هي وأبناءها وكل شيء جميل فيها..