آخر تحديث :الخميس 12 سبتمبر 2024 - الساعة:22:07:28
آخر الأخبار
الجنوب بمن حضر
رفقي قاسم

الخميس 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

الثابت إن كافة الأطياف الجنوبية والرموز لن تعد مؤثرة في المشهد السياسي اليمني الذي يتكامل وفق قواعد قديمة جديدة وهي لا تخرج في مضمونها عن حالة رفض قبول الطرف الجنوبي في معادلة السلطة والثروة.. فما تكشف على مدى العقود المنصرفة يجري تكراره حاليا، وبصورة لا تختلف في مضمونها عما كان عقب حرب 1994م من حالة تجاوز وإقصاء وتهميش والغاء للأطراف الجنوبية التي وإن بقيت مشاركاتها في السلطة فالأمر لا يعد كونه تشريعا لإبقاء الجنوب تحت قبضة هؤلاء.

صنعاء قطعا لا تجد نفسها عاجزة عن إيجاد الشريك الجنوبي الذي يمنحها شرعية أبناء الجنوب تحت الهيمنة.

فهي قادرة على ابتكار هذا الشريك بمن حضر لديها وقدم نفسه كزعيم يمثل الجنوب وما أكثر قائمة الزعماء لدينا ممن لم يكتشفوا قدراتهم ومواهبهم ودهائهم السياسي إلا في هذه الأثناء.. حيث تركز عيون الكاميرات على هؤلاء الأشخاص المرتعشين ممن يبلغون صهوة العاصمة اليمنية على ظهور حافلات عامة فيتم التقاطهم في لحظة ويحاطون بكل التقدير والتبجيل مع إضافة مسميات ممثلي الجنوب الى أشخاصهم هكذا تحاصرهم وسائل الاعلام كأشخاص على قدر من الأهمية والدهاء خصوصا حين ينبري هؤلاء بالتعبير عن إخلاصهم للوحدة (الباقية) وتمثيلهم للحراك الجنوبي وما أكثر ممن يمثلون الحراك الجنوبي لدى كافة الأطياف في صنعاء.

فعلى مدى الأعوام الماضية تم تلميع بعض الشخصيات الهامشية التي قدمت نفسها لتمثيل الجنوب بمعنى أدق لا توجد معايير تذكر لمن يفترض أن يمثلوا الجنوب أكثر من أن يكون هذا الشخص يحمل الهوية الجنوبية حتى وإن كان يعاني من العته فيمكن أن تعالج حالته بإضافة مسميات كثيرة الى شخصه، وهذا ما عملت عليه صنعاء منذ البدء.

بمعنى أدق أن حالة تهميش والغاء الجنوب وعدم الأخذ بعدالة القضية الجنوبية هو نهج تعمل عليه كافة الأطراف في صنعاء وبتشجيع فاضح وواضح من قبل المجتمع الدولي والإقليمي اللذين لم يبديا حتى اللحظة مواقف واضحة تدعم وتساند الحق الجنوبي.

فدول الجوار الإقليمي مثلا حتى اللحظة تبدو بعيدة عن القراءة الواقعية للوضع وهذا الغياب ربما مثل فرصة سانحة أمام الكثير من القوى خصوصا المتحالفة في اليمن من إعادة رسم المشهد السياسي وفق ثقلها على الأرض وحضورها المدعم بالقوة العسكرية التي باتت هي المعيار الحقيقي للتواجد على الأرض بغض النظر عن ما نسمع من تخمينات لا تمت الى الواقع بصلة.

فما يجري في صنعاء ليس مسرحية عبث أو لعب عيال كما يصفها البعض.

بقدر ما هو تجسيد واقعي لحالة غياب قوة الأطراف الداخلية وغياب لقدرة الجنوبيين على تدعيم حظوظهم وتماهي المجتمعان الدولي والإقليمي مع ما يجري.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص