آخر تحديث :الجمعة 13 سبتمبر 2024 - الساعة:02:05:42
آخر الأخبار
شعب وقضية من دون ربان
د. عبدالله الشعيبي

الجمعة 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

تنتصر حركة الشعوب أو ثوراتها فقط عندما يكون لها قائدا واعيا ومثقفا ومخلصا للشعب وقضيته ولا ينظر إلى ما سيتحقق لشخصه لو نجحت الثورة خارج دائرة ونطاق مصلحة الشعب وللجنوب تجربة في ذلك من خلال الجبهة القومية وربانها الشاب فيصل عبداللطيف الشعبي ورفاقه الثوار ... يعني نجاح أي قضية لأي شعب تتطلب قائدا وبرنامجا متكاملا يقنع الشعب به كي يلتحم معه بشكل متكامل وهنا يكون الشعب قد منح ذلك القائد توكيل شعبي وبذلك التوكيل ينطلق مع رفاقه حتى تحقيق الهدف الاسمى للشعب ومن دون ذلك فأي قضية لن تنجز أي شيء يذكر وملموس للشعب .

الجنوب اليوم وحراكه السلمي في حالة تخبط رغم أن العمل السياسي والثوري الإنساني زاخر بالكثير من التجارب النضالية للشعوب ولكن كما يبدو أن الواقع الجنوبي لا يقرأها وأن قرأها لا يستوعب منها أي شيء .

القضية الجنوبية وللأسف تفتقد للبرنامج السياسي التوافقي من جهة ومن جهة اخرى للقائد الرمز الذي يتحمل مسؤولية التسويق السياسي للقضية إلى مختلف المنابر السياسية المحلية والإقليمية والدولية وهذا سهّل للكثير من الأطراف السياسية المتعددة التي لا تنظر إلا لمصالحها وعلاقاتها المستقبلية وفي حالة استمر الوضع السياسي الجنوبي كما هو عليه فعلينا الانتظار الطويل وقد يكون انتظار للسراب والبقاء في دائرة الفوضى والاقصاء وربما تعميق درجات الانقسام السياسي والشعبي، وهنا يمكن القول ومن دون خوف ولا قلق أن الضرورة تقول ومن أجل نجاح القضية أن يقوم الشعب بتجاوز نخبه السياسية ومكوناته واختيار ديمقراطي لقيادته عبر استفتاء شعبي مع اشتراط أن يكون القائد من الشخصيات الشبابية غير المرتبطة بأي من المكونات والنخب التي فشلت في تأدية مهامها وأيضاً الاعتراف أن الشباب هم رمز المرحلة وعنوانها وقوتها ولا نعتقد أنه لا يوجد منهم قائدا يصلح للمرحلة أو الضرورة  ومن لا يعترف بذلك فهو ضد القضية ولا يعمل إلا لمصلحة شخصية له أو لمن يغذيه ويقوده بل يمكن أن يطلق عليه بالإقصايي أو الديكتاتوري أو العاجز عن مواكبة المرحلة والقضية .

ولو تفحصنا في قيادات المكونات بكل الوانها وأطيافها سنجد ان نسبة الشباب فيها لا تتجاوز ١٥٪ وهذا يدل على مدى الوهن الذي يعاني منه الحراك وأننا نستغرب من بعض الشباب الذين يروّجون بكل غباء للقيادات الهرمة والفاشلة وغير القادرة على استيعاب الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية والذي يمكن الاستفادة من خبراتهم وعلاقاتهم في الجانب الاستشاري .

وجود قيادة شابة ومثقفة ومعتدلة تمتلك سمات القيادة والحوار هو اهم شيء في مسيرة القضية و يعني كل جنوبي ومن يقول ان تعدد القيادات ظاهرة صحية فنقول لهم السفينة او الطائرة او قيادة حزب او بلد يقودها شخص واحد وليس اثنان أو عشرون أو أربعون ولكن التعدد السياسي والفكري والتدوير إن شئتم هو في الحق ظاهرة صحية  ولذا لابد من أن تكون هناك صحوة شبابية أو ثورة جنوبية شبابية لإعادة مسار القضية وحلحلتها هذا من جهة ومن جهة اخرى من يؤمن بالتعدد القيادي أو تعدد الرؤوس والرموز تحت مبرر أن حل القضية سيكون على أياد اجنبية فعليهم الانتظار الطويل والارتهان لتلك الايادي التي تعترف بعدالة القضية ولكنها لا تعرف مع من تتفاوض وعلى اي أساس او خطة لحل القضية وما بعد الحل ؟ ، لقد تعب شعب الجنوب من الثرثرة غير المجدية التي لا تزيد إلا من معاناتهم وأوجاعهم .

ومن يريد أن يقول إنه مع الشعب وعلى الآخرين اتباعه فتلك نسميها هرطقة فكرية وسياسية مرفوضة وقد ولى زمانها فالوطن من حق الجميع ولكن على الجميع احترام بعضهم بعض والاعتراف ببعضهم بعض ويكون الصندوق هو الحكم الفيصل للجميع والشورى هي أساس تقدم وازدهار المجتمعات وبغير ذلك لن يستمر شعب الجنوب في الصمت عن من يريد ان يكون الجنوب له وحده فقط ... وكفاية هدر واستحقار بطاقات الجنوب وكأنه غير موجود أي الشعب .

إن الأوضاع المحلية والخارجية تستدعي أن يتوافق الجنوبيون على الإسراع في التوافق على اختيار قائد توافقي ووضع خطة شاملة للحل وما بعد تحقيق الهدف .

وللأسف أن النخب الجنوبية أدمنت المنصات والشهرة من دون هدف ولم يستوعبوا بعد الأهداف الرئيسية لانطلاقة التصالح والتسامح خلال عقد من الزمان وما تبع ذلك من تفاعل الشارع الجنوبي ومسيرته النضالية وكان الأمل هو في اختيار قيادة توافقية موقتة أن يتم التوافق عليها في الذكرى التاسعة للتصالح والتسامح مع اني كنت أتمنى ان يتبع ذلك مصارحة شفافة بين مختلف القوى الجنوبية لان المصارحة والمكاشفة تساعد على تنقية مخلفات الماضي والاعتراف بان الماضي بعد اليوم منتهي الى الأبد ان كنا نسعى لجنوب جديد يتسع لكل ابناءه ... الايام تمر والاوضاع تتغير بسرعة والقضية تتحرك ببطء قاتل ان لم نلتفت الى ضرورة وجود مرجعية قيادية تتبنى القضية بكل مشاريعها وأفكارها.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص