- تخوف حوثي من عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
- الشرطة الألمانية تعتقل نجل أمين عام الإصــلاح
- من فصول الدراسة إلى العمل الشاق.. واقع مؤلم لمعلمي لحج
- أسعار صرف الريال اليمني صباح اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر
- أسعار الخضار والفواكه في العاصمة عدن اليوم الثلاثاء
- اسعار المواشي المحلية في العاصمة عدن اليوم الثلاثاء
- أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء فى العاصمة عدن
- درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء في الجنوب واليمن
- أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 19-11-2024 في اليمن
- أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 19-11-2024 في اليمن
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
على إثر ما تناولته من نقد للوهابية والصوفية كفكرتين متصادمتين الآن، كان أحد العارفين بالوهابية قد هاتفني وبما يشبه العتاب خاطبني : الصوفية أم الحوثية يا محمد ؟ بالطبع الرجل أراد القول بأن الخلاف القائم طرفاه حوثية رافضة مقابل وهابية ناصبة لا مثلما زعمت في مقالتي السالفة " أفكار عابثة خاطئة " والتي عدها محدثي تجنيا على الصوفية وإقحاما لها .
لقد كان الاحرى بي وضع الوهابية أو قولوا السنة في مواجهة الحوثية وإن شئتم الشيعة ، أيا يكن الامر فهأنذا أوضح لمن لم يستوعب ما قصدته ، فالحوثية في رأيي وإلى هذه اللحظة ليست إلَّا حركة دينية مضللة خادعة باعثها الاول والاخير إحياء الصوفية وتراثها وتحديدا بما له صلة بالإمامة والولاء الاعمى لها وان تستر بمحبة أهل البيت .
فهذا التراث العتيق الذي تم غشه زمنا بأفكار وممارسات جديدة دخيلة على اليمنيين كان هو المحرك الاصل الذي دفع بالحوثية من ضيق وجودها المجتمعي والجغرافي الى فضاء رحب وفسيح لم تكن تحلم به يوما .
نعم قد تكون هذه الحوثية وفي صميم نشأتها ووجودها ، وفي مهدها أيضا عقيدة طارئة مازجة بين الشيعة الاثني عشرية وبين الزيدية ؛ بل والصوفية السنية باعتبارها جامعة للزيدية والشافعية والاسماعيلية وغيرها من الفرق المختلفة مذهبيا وفقهيا لكنها في المحصلة تتفق في خاصية تشاركها في سمة محبة آل البيت وتعظيم مكانتهم .
وعندما نقول بالتقاء الشيعة والسنة حول مسألة التفضيل لعترة النبي محمد فلا يعني في حال من الاحوال أن آل البيت الاسلاف هم ذاتهم الاخلاف المدعيين زورا وبهتانا بأحقيتهم في المُلك والخُمس وبأفضليتهم وبتميزهم وبنقاء سلالتهم وغيرها من الاباطيل التي يراد فرضها على عامة المسلمين وكأنها مسلمات لا يجوز المساس بها .
الحوثية في حقيقتها ليس إلَّا جماعة تدثرت بجلباب الصوفية قبل اجتياح صنعاء وتحديدا في أخر جمعة شهدتها الحصبة كان البعض قد استغرب وتعجب كيف ان الشيخ مختار الصارمي صاحب رباط الصوفية في الضالع قد اعتلى منبر الخطبة وليؤم تلكم الحشود .
الواقع أنني لم أندهش وقتها فمعظم تلكم الجموع لا تعلم شيئا عن كتب ومحاضرات الشهيد حسين بدر الدين الحوثي ، كما واعلم ان جامع تلكم الحشود كان اسقاط الحكومة والجرعة ، فضلا عن ان جزءا منها هدفها سياسي ثوري وطني فئوي شخصي ديني ثأري انتقامي لا علاقة له بفكر السيد عبد الملك او جماعته .
فهذه الجماعة المتمددة اليوم الى جغرافيا لا مكان فيها او متسع لنشر افكار السيد ومذهبه الزيدي القديم المقبول نسبيا ؛ فكيف بإشاعة ما اعتنقه من افكار جديدة ليست محل قبول ورضا غالبية مجتمعية وجدت ذاتها متفقة مع الحوثية ؟ فإذا ما انتقلت الى التفاصيل والممارسة فحتما ستجد نفسها إزاء صوفية داحضة لا جامع لحركة الحوثية بها غير اقامة الموالد والحضرات والمكرمات ونشيد " مرحبا جدي الحسيني " .
نعم الصوفية أعدها المحرك الاساس وليس الحوثية ، دعكم من صرخة الجياع " الموت لأمريكا الموت لإسرائيل " المضللة المستقطبة لكثير من الابرياء والجهلة ! تأملوا جيدا في ماهية المعركة المحتدمة وفي الحوثية كفكرة وحركة ما كان لها ان تكبر وتسيطر لولا ان منطلقها ومنهجها تماهى مع صوفية داخلية عانت حقبة من الاقصاء والتهميش والالغاء ، ناهيكم ان الوهابية كبديل ثبت اخفاقها الذريع في التعايش والتسامح والسلام وسواها من مفردات الحداثة والتطور الحضاري الانساني .