آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:19:47:45
آخر الأخبار
علي علعله.. سارق المكحلة
جلال عبده محسن

الخميس 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

كثيرا ما تلعب القصص والحكايات وكذلك النوادر والطرائف والأمثال والتي هي حصيلة تجارب الإنسان وفلسفته في الحياة في تشكيل ملامح مميزة لثقافة شعب معين أو حضارة عصر ما، وتقود إلى تحديد بعض سمات روح المجتمع التي تشيع فيه، وتعكس مفاهيم حضارية وثقافية متعددة الجوانب للمنطقة التي انطلقت منها تلك القصص والروايات كتلك التي انتشرت في كثير من الثقافات سواء العربية أو العالمية ونسبت إلى شخصيات عديدة وفي عصور ومجتمعات مختلفة كحرص على تأكيد قيمة معينة أو رمزية خاصة أو دعوة إلى قيم واتجاهات ومواقف وانماط وسلوكيات لها إشاراتها ودلالاتها الاجتماعية في جانبيها المادي والروحي لاكتساب الدروس والمواعظ والحكم، والبعض من تلك الحكايات والروايات والطرائف تستمد أصولها من الواقع وبعضها تكون من نسج الخيال وكأفكار لا يلبث أن ينتج عنها تأليف الكثير من القصص والأحداث الخيالية التي تنمو وتتضخم بفعل الخيال الشعبي وكنوع من تزاوج الواقع والخيال على شكل قصص وأمثال  أو طرائف ونوادر، وفي تراثنا العربي أبدعت المجتمعات الشرقية الكثير من تلك القصص والحكايات التي تحمل مضمونا ثريا وعميقا، ومن منا لم يتأثر في طفولته بها كما تأثر بها آباؤنا من قبلنا وأجدادنا من قبلهم، منها ما تروى للأطفال بغرض الترغيب قبل النوم ليجدوا فيها متعة بالغة تساعدهم على نوم هادئ كحكاية الراعي الصغير والدجاجة والبيضة، ومنها ما تروى لإخافة وترويع الأطفال الأشقياء للسيطرة على تصرفاتهم كالحكاية المصرية القديمة "أمنا الغولة" و"أبو رجل مسلوخة"، والرواية اليمنية الخيالية "طاهش الحوبان"، ومنها ما تروى بغرض الفكاهة والتهكم والسخرية كقصص جحا والتي هي من الشخصيات العربية المشهورة بالفكاهة وسعة الحيلة ومع ذلك يدعي الحماقة، وحكاية علاء الدين والمصباح السحري في تحقيق ما يستحيل تحقيقه.

كما أن الأمثال والتي هي حكمة الشعوب ومرآة الأمم كما يقال، والتي يجد فيها الكبار معاني كبيرة هي الأخرى تشكل مخزونا هائلا يعج بها تراثنا العربي، حيث يرتبط كل مثل بقصة أدت إلى نشوء ذلك المثل وانتشاره بين الناس عبر أزمان مختلفة كالمثل " رجع بخفي حنين" والذي له قصته المعروفة ويضرب على الشخص الذي يرجع من سعيه خائبا، وكذلك المثل المشهور " جنت على نفسها براقش " والذي يضرب في الشخص الذي يعمل عملا يرتد ضرره إليه.

 كما أن القصص والروايات العالمية كثيرة هي الأخرى والتي انتشرت في المجتمعات الغربية كالقصة العالمية "روبنسون كروزو" والتي أصبحت واحدة من الروائع التي أحبها الأطفال لما فيها من المفاجآت والأسفار والمخاطرات، وحكاية بابا نويل الشخصية الخرافية المرتبطة بعيد الميلاد عند المسيحيين والتي تطلق على العجوز الطيب ذو الرداء الأحمر واللحية البيضاء بضحكته المميزة وهو يقوم بتوزيع الهدايا على الأطفال وتحقيق بعض ما يتمنوه في أحلامهم، أو حكاية سندريلا نسبة لصاحبة الحذاء الشهير الذي تركته في حفلة الملك وكان سببا في اختيارها كعروس لابن الأمير، وحكاية فارس الأحلام على الحصان الأبيض والذي تحلم به فتيات اليوم عند التفكير بالزواج، أو تلك التي تستهوي أطفالنا كمغامرات "سوبرمان" البطل الجبار و"الرجل الوطواط باتمان"، أو ما يغرم بها شبابنا كالعميل السري "جيمس بوند" وقصة المحقق البوليسي الشهير شيرلوك هولمز وهي من أشهر الشخصيات الخيالية على الإطلاق في حل الألغاز المعقدة  أثناء التحقيقات في الحوادث، وغيرها الكثير من الروايات والقصص والأمثال المرتبطة بحياة الإنسان وكجزء من قيمه الثقافية والتي لها مدلولها الاجتماعي.

 أما عن أساليب الكذب والخداع والمراوغة والنصب والاحتيال والتي تحاكي واقع مجتمعنا اليمني اليوم، فلن نجد حكايات نرويها لأطفالنا أشهر من قصة علي بابا والأربعين حرامي وحكاية "علي علعلة سارق المكحلة".

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص