- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الثلاثاء بالعاصمة عدن
- عاجل : بدء صرف مرتبات ألوية وشهداء العمالقة الجنوبية لشهر أكتوبر
- بالاسماء.. 746 ألف دولار ميزانية وفد العليمي وغالبية النساء المكرمات من تعز.. بريطانيا ترفض حضور العليمي فعالية نسوية تكريمية غير رسمية
- رئيس الإمارات يستقبل وزير خارجية قطر
- مصادر لـ«الأمناء»:إجراءات مرتقبة لمكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين المتورطين بالفساد
- أهمية الجنوب وموقعه البحري الاستراتيجي
- وكالة إماراتية : قيادات الحو/ثي تتخلص من أملاكها في الحديدة استعدادا لهزيمة عسكرية
- محكمة الأموال العامة تعقد أولى جلسات محاكمة المتهمين بقضية فساد مصافي عدن
- اجتماع بعدن يناقش الترتيبات لتنفيذ مشروع خط كهرباء ساخن لمستشفى الصداقة
- محافظ سقطرى يناقش مع فريق مصلحة الجمارك جهود تطوير العمل الجمركي
الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
امتازت اليمن عن غيرها من الدول في العالم العربي والإسلامي بالانسجام والتعايش في إطار سلم اجتماعي راقي والذي في ظله لم تتعد أي فرقة على أخرى تحت دوافع مذهبية وطائفية طوال الفترة الماضية , فكانت ثقافة عاشتها اليمن وقبطها الكل حتى عاش اليهودي إلى جانب المسلم والشيعي إلى جانب السني وكان الكل قد رسم له خطوط حمراء لا يتجاوزها حتى لا تنهار الروابط وتكون هناك أحداث لا نهاية لها كما نعيش شبحه على ما يبدو اليوم .
روابط كانت مستوحاه من البيئة الحاضنة التي كانت قد أعطتنا دروسا وعبر في كيفية التعايش والرقي بالمجتمع تحت سقف واحد لا ينتقص فيه البعض الآخر تحت مسميات مذهبية أو عقدية أو عرقية , وفجأة وبدون سابق إنذار انقلبت الموازين وانعكست المفاهيم حين تلقت بعض الطوائف مشاربها واستقت علمها ومناهجها الدينية من خارج البلد وحينها كانت البداية وكانت المعادلة التي أصبح الكل يحاول استخلاص جذورها على هواه حيث أصبحت اليمن كاللوح والجماعات المتناحرة كالمعلم يخط بها صراع المعادلة وتستخدم بأيادي لا تريد الخير لهذا الشعب سوى العيش تحت رحمة قوى تتحكم بثروات البلد وهيكلته الاجتماعية .
لم نسمع يوما من الأيام عن تهجير طائفة دينية سوى ما سمعنا عن تهجير اليهود في صعدة والتي لم تلق الاهتمام الإعلامي كما حصل مع الجماعة الأيزيدية في العراق حينما قامت قوات داعش بتهجيرهم تحت شروط تعجيزية والتي لا تختلف تماما عما حصل في صعدة , هي نفس الأمور التي تحصل في العراق والتي آلت إلى ما آلت إليه من تشتت وتفكك للسلم الاجتماعي وبروز جماعات قد نبذتها المجتمعات كونها لا تتعايش ولا تقبل بالآخر حيث حظيت ببيئة كانت تحلم بها منذ زمن وواقع لم يكن في يوم من الأيام يخطر لها على بال , وهي نفس العلامات التي برزت ونشاهدها علنا والتي تمثل حربا طائفية تأتي على الكل دون استثناء كونها تبنى على دوافع دينية وعقدية تنتهج الولاء والبراء ولا تميز بين المتدين والعامي نار إذا شبت صعب علينا إخمادها وأتت على الأخضر واليابس .
غياب الدور الحكومي ووسائل الإعلام أدى إلى خلخلة السلم الاجتماعي ناهيك عن تجرد بعض الفئات الدينية عن منهج المقاربة والتسديد والتي أصبحت بدورها تمتلك الحق في تبديع وتفسيق وإخراج الناس من الدائرة والتي ما برحوا يضيقون الخناق على مجمل الجماعات في الساحة وحينما فرغت الدائرة لم يكن هناك أحد سواهم فبدأوا بعض بعضهم بعض وهو واقع مخز تعيشه الجماعات الدينية اليوم , فقد أعلنوا أحقيتهم في ادخال واخراج من شاءوا وكأنا نعيش عصور أوروبا الوسطى وعصر تهكم الكنيسة والقساوسة في كل مناحي الحياة , ومن هنا كانت البداية لحكاية تعددية أسدل الستار عنها لتتفرع عنها جماعات متناحرة حتى وصل الأمر في الأحيان إلى تحريم الصلاة خلف بعض الجماعات ومسائل اجتماعية نترفع عن ذكرها , شذوا عن الطريق بتعنتهم وتمسكهم بآرائهم غير مفسحين المجال لغيرهم بالاجتهاد فقد أصبح حكرا عليهم دونما سواهم , هكذا أصبحنا أمة تصلي إلى قبلة واحدة وتدين بدين واحد وكتاب واحد ولكن ,,, ليس على قلب واحد .
ومن هنا تظهر أهمية الدور الحكومي في البت في مثل هكذا مسائل أرهقت المجتمع وفصلت الأب عن ابنه وهكذا دواليك , فمن ثبت تورطه في الكلام في الناس وأعراضهم من منطلق ديني أو تحزبي وجب على الدولة أن تشرع في المحاسبة القانونية ليرتدعوا ويعلموا أن لكل إنسان كرامته وإنسانيته , مناهج قد أدلجت من المدرسة المدخلية وحوزات قم كانت قد أحدثت شرخا وهوة كبيرة في أواصر المجتمع لتخلف جيلا متناحرا لا يهدأ له بال حتى يرى أخيه المسلم وقد زل وكان أبعد ما يكون عن الحق مما كان عليه في السابق .
الأسس التي انطلقت منها رسالة نبينا محمد هي الدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة والوجه البشوش والمقاربة والتسديد وهذا ما نرى خلافه اليوم , فقد تحولت المدارس الدينية في اليمن إلى أشبه ما يكون بتجنيد للألسن وشحذ للأقلام والتفرق التام للمناكفات والتبديع والتضليل لكل من خالف هذه المدرسة أو تلك , منهج لم نشهد له مثيلا على مر التاريخ في السب والشتم والقدح بألفاظ أشبه بألفاظ سوقية يترفع عنها العامي قبل المتدين بدعوى الدفاع عن المنهج القويم وتشجيع الناس على الالتفاف حول الإمام الواحد ولسان حالهم دع عنك النقاش واتبع وكن كالميت في أحضان مغسله !