- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الثلاثاء بالعاصمة عدن
- عاجل : بدء صرف مرتبات ألوية وشهداء العمالقة الجنوبية لشهر أكتوبر
- بالاسماء.. 746 ألف دولار ميزانية وفد العليمي وغالبية النساء المكرمات من تعز.. بريطانيا ترفض حضور العليمي فعالية نسوية تكريمية غير رسمية
- رئيس الإمارات يستقبل وزير خارجية قطر
- مصادر لـ«الأمناء»:إجراءات مرتقبة لمكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين المتورطين بالفساد
- أهمية الجنوب وموقعه البحري الاستراتيجي
- وكالة إماراتية : قيادات الحو/ثي تتخلص من أملاكها في الحديدة استعدادا لهزيمة عسكرية
- محكمة الأموال العامة تعقد أولى جلسات محاكمة المتهمين بقضية فساد مصافي عدن
- اجتماع بعدن يناقش الترتيبات لتنفيذ مشروع خط كهرباء ساخن لمستشفى الصداقة
- محافظ سقطرى يناقش مع فريق مصلحة الجمارك جهود تطوير العمل الجمركي
الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
كنت قد أصبحت يومي أعد الدقائق وأحسب الساعات حتى يؤذن لليل أن ينجلي ليشرق صباح يوم أشرقت له سماء عدن وانحنت له قمم شمسان وتلاطم موج بحر الخليج العدني والأحمر طربا وفرحا لتنشر أضواؤه في سماء الحرية ترتسم فيه أروع صور الحرية وتتجلى فيه أسمى معاني الكفاح السلمي , يوم كان للحرية فيه ثمن دفعه آباؤنا وأجدادنا بدمائهم الطاهرة , واليوم يتجدد وفي نفس اليوم العهد مرة أخرى وتخرج المليونيات رافعة شعار الحرية والاستقلال , سيحقق شعب الجنوب بهذه الجماهير والأفراد الصادقة اعتراف العالم بدولة جنوبية لها الحق في تقرير مصيرها انتصارا لشعار «ثورة حتى النصر»، فالثورة السلمية الجنوبية كانت هي ربيع كل الثورات العربية وعلى نهجها سارت جموع الثورات العربية فالأرض تشكر أبناءها على ما قدموه من تضحيات منذ انطلاقتها ، أما الآن فقد حان طلوع ربيعها على الدنيا ، وليحيا الانسان صاحبها الشرعي عليها عزيزا كريما حرا بسلام.
, كانت جموع المتظاهرين قد ملأت جميع المنطقة يتردد صدى صوتها وبقوة في أرجاء المنطقة فلا صوت اليوم يعلو فوق صوتها , مختلف الأعمار من الرجال والنساء اكتظت بهم الساحات حاملين أعلام دولتهم تحت لهيب الشمس المحرقة , هم قد أخرجهم جميعا ووحدهم في صف واحد وتحت راية واحدة لتكون بداية الطريق الصعب والذي سقط فيه الشهداء والجرحى وزج بالكثر في غياهب السجون , فقد خرجت كل هذه الجماهير لترسي أهداف الثورة المعاصرة والتي قامت على أساس الحياة والأمن والسلام والاستقرار والحرية والاستقلال لشعب الثورة وقيادته المخلصة فلا معنى لأطلاق مسمى ثورة على أي حراك أو فعل جماهيري منظم ما لم يرتكز على قوانين ( ثورية )، مبادئ وضوابط تغير جذريا ما هو سائد أو ما كان قائما من مفاهيم ومعان للثورة، فالإنسان لا يمكن ان يكون ثائرا ما لم يكن عقله تجريبيا، ما لم يتمتع بعقلية الباحث، وحكمة الفيلسوف، ورؤية العارف بأسرار المحيط، إذ من السهل أن يمضي راغب بالفوز بلقب قائد او زعيم السير على أنماط الآخرين، أو يقلدها، فيحظى بما رغب فيما يسقط أتباعه واحدا تلو الاخر على جنبات طريق مرصوص بالألغام وقد سقط الكثير منهم وللأسف الشديد.
كنت متلهفا لالتقاط بعض الصور والتي تعكس ثورة الجنوب في أحلى لباسها وزينها أرسلها إلى أصدقائي النشطاء في حقوق الانسان من جنسيات مختلفة والمهتمين بالقضية الجنوبية , لكن ثمة أمور كانت قد لفتت انتباهي لا تسر كل محب للقضية والحراك الشعبي وكل من كان لدية ذرة حب للوطن وتراب الوطن مناظر كانت قد خدشت جمالية الفعالية وأعطت الانطباع الذي لا يوحي بالوعي الذي عهدنا به شعب الجنوب كنت حذرا من ألا التقط كهذه المظاهر والتي كان من أبشعها والتي خدشت وتخدش كل فعالية ظاهرة بيع القات وكأنها جزء لا يتجزأ من ثقافة أي فعالية تقام , وفيما أذكر عن فعالية كان قد تعاهد الجميع على ألا يكون للقات بينهم مكان ودون جدوى فشلوا جميعا دون أن يستطيعوا السيطرة على نشوة لا تدوم سوى بضع ساعات فكيف إذا نعول على من لم يستطع أن يكبح جماح نفسه ويسيطر عليها ولو لبضع ساعات في استرداد وطن بحجم السماء في قلوبنا.
مشهد آخر من المشاهد التي تثير التأفف والتقزز في النفس تمثلت في المسابقة برفع الصور وحجز الأمكنة التي من خلالها سيتمكن الكل من مشاهدتها على واجهات المنصة في الساحة , وكان كل يغني على ليلاه وكان كل يشدوا في واد , رفعت صور ليست كلها على قلب رجل واحد في مشهد يوحي بمدى التمزق والتشرذم الذي وصلت إليه قيادات الخارج والداخل وكل حزب بما لديهم فرحون تسببت في تشققات وانقسامات داخل مكونات الحراك , دعونا نتكلم بما يجري وبكل وضوح ولا داعي للمجاملات وتجنب الضغط على الجروح فالحراك الجنوبي لم يعد يملك تلك النكهة الثورية والتي فقدت رونقها بسبب قيادات وعقليات متفسخة همها صور تعلق في كل مناسبة , لم نعد نطيق هكذا أفعال , فلم نعد نؤمن بالأشخاص كما نؤمن بمبادئ الثورة التي من أجلها خرجنا أول يوم فالحي لا تؤمن عليه الفتنة , إن سبب تأخر النصر وتأخر التفات العالم للقضية دليل قاطع على أن هناك لا يزال دخن بين فئاتنا الثورية وقد استمر طويلا ولن تؤتي الثورة ثمارها إلا متى كان هناك عزم ونية صادقة لا تشوبها ولاءات شخصية أو عرقية أو طائفية حينها يمكن ويحق لنا أن ننتظر الفجر المشرق .