آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:10:48:14
خائن بامتياز !
محمد بن محمد الشينه

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لست هنا بصدد التطرق إلى الواقعة التاريخية  التي شهدها جامع الصالح بالعاصمة صنعاء صبيحة عيد الفطر المبارك حينما تفاجأ عامة الشعب -خلال بث وسائل الإعلام لوقائع صلاة العيد- بوجود الرئيس السابق صالح واللواء محسن في مقدمة صفوف المصلين يتوسطهما هادي، والتي انتهت برفض صالح -عياناً بياناً جهاراً نهاراً- مصافحة يد محسن التي كانت تتوجه نحوه مرتعشةً خجولة وكأنها تحكي الأسف الشديد وتلهج بالاعتذار المبين على ما بدر منها تجاهه في أحداث 2011م ، في مشهد يشرح حالة الانهيار التي يعيشها الجنرال هذه الأيام  بتساقط كل قواه وأجنحته العسكرية على أيدي (أنصار الله) في صعدة وعمران وحجة وأرحب وهمدان والجوف.


لا لا لن أتطرق لذلك ولا لخلفياته ولا أبعاده أو تداعياته على مستوى المشهد السياسي اليمني ،ولكني سأتطرق هنا إلى راعي تلك المبادرة واليد الوسيطة الساعية لإصلاح ذات البين بين ذينكم الإثنين....
(هادي) ذلك الرجل الذي يتربع عرش الجمهورية اليمنية وهو المحسوب جغرافياً على الجنوب كونه ابن محافظة أبين، سأتطرق إلى موقف هذا الرجل في محاولته الحثيثة بهذه المبادرة وإن لم يتأكد حتى الآن ما إذا كان هو صاحب فكرتها والواقف وراءها  المهم أنه كان راعيها والمنفذ لها بحماس شديد بدا جلياً من خلال شده يد محسن وجذب يد صالح بتلك الطريقة ليحقق بينهما -على يديه- تصالحاً تاريخياً.
 
فأنا بصفتي أحد أبناء الجنوب المتشرفين بحمل لواء القضية الجنوبية على عاتقهم ككل أبناء الجنوب، أرى أن هذا الرجل يمعن في تعميق جراح أبناء الجنوب وتأجيج مشاعرهم تجاهه ليؤكد لهم في كل مرة أنه هو ذلك الرجل الذي غدر بدولته وشعبه لاعتبارات مناطقية تنمُّ عن حقدٍ دفين إثرَ أحداثٍ كلُّ طرفٍ فيها –باعتراف الجميع- كان هو الخاسر الأكبر .
هذا الرجل يستمرئ -بشتى الأساليب- تبديد أي شعور لأي جنوبي بمدى واقعية وفاعلية ميثاق التسامح والتصالح الجنوبي الجنوبي، وكأن لسان أفعاله تصرخ بوجه أبناء الجنوب : "افهموا .. لا مكان في نفسي ولا في أجندتي لِما تحلمون به من تسامح أو تصالح أو تحقيق أمانيكم باستعادة الدولة الجنوبية" ..
إلا أننا -ومع الأسف الشديد- نجد الكثير والكثير من كتاب ومثقفي أبناء الجنوب من يحاول بكل وسيلة وطريقة التماس الأعذار وتخريج الذرائع لشخص هادي، ومن هنا أقول لأولئك الطيبين حد السذاجة : لا داعي لكل هذه الدفاعات الهشة عن رجل لطالما تفنن في نكش جراحات أبناء شعبه وتلذذ بتحطيم آمالهم المشروعة .

ommaasho@hotmail.com

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص