الخميس 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

عندما انتفض الجنوب ضد وحدة تحولت من حلم الى كابوس يؤرق شعبه، جراء غرز انيابها في جسم شعب قهرته وامتصت دمه وخيراته وثرواته وسلبته امنه وطمأنينته، انتفض في عام 2007 انتفاضة رجل واحد دفاعا عن ارضه وكرامته وعنفوانه، فقدم التضحيات العظام شهداء وجرحى.. حمل قضيتهم رجال عاهدوا الله وشعبهم على مواصلة الدرب الصعب حتى تحقيق النصر، مهما كانت الاثمان باهظة، فقد حملوا قضيته كل شهيد، كل جريح، كل مشوه، كل ارملة ثكلى وطفل مشرد، وشيخ طرد من ارضه وعامل سدت بوجهه كل سبل العمل الكريم، وفلاح زرعوا في قلبه الكره والحقد، ومهندس ضيقوا امامه الافق، وطبيب حملوه مستشفاه على ظهره ، ومعلم ما يزال ينظر الى مستقبل زاهر لجيل قادم يبني الوطن بساحاته وبنيانه ومصانعه ومدارسه ومستشفياته.. والاهم نفوس ابنائه.

قد تمر على الثورات كبوات، او قيلولة لا تدوم، اما ثورة الجنوب العربي فمستمرة بنبض متصاعد لا يعرف الخفوت، ولا يعرف الكلل حتى تحقيق النصر، وثورة يقودها رجال اوفياء ترى فيها كل من صغرت نفسه، وباع ضميره وخان ارضه وعرضه لترميه في مزبلة التاريخ، وليستكمل المسيرة رجال احرار مخلصون لمسيرة الشعب عصي على الغزاة عصي على الظلم، سيشهد له تاريخه في أكثر مراحله بأنه شعب ينتج قادة عظماء اوفياء، يصنعون تاريخا مشرقا لأرضهم وأجيالهم ولمستقبلهم.

إنها دعوة لئلا تخمد الثورة جراء تخاذل بعض الخونة، او مسلوبي الارادة من يبيعون تاريخهم ومستقبلهم بأرخص الاثمان.. دعوة لاستمرار الثورة لإنتاج دولة الحق والمساواة في زمن قل فيه الحق، وزيفت المساواة.. زمن نحن احوج فيه الى من يستل سيف الحق.. سيف ينتشله من أيدي لا تستحق شرف حمله ويتمسك به ليبقى الشعب موحدا من كبيره الى صغيره.. دعوة لرص الصفوف واستنهاض الهمم لإيصال الصوت الى اعلى المنابر في العالم.. دعوة الى كل شريف عربي لمساندة ومعاضدة الشعب الجنوبي لرفع الظلم، ونشر العدل، ولتصل الحقوق لأصحابها ولا تنعدي من بعضها فتسيطر لغة الاقتتال والحقد وغصب الحقوق واستعباد الشعوب.. دعوة للوصول الى يوم يحين فيه القطاف.. يحين فيه الحصاد.. يحين فيه النصر وتنشق الحرية.

عاش الجنوب العربي حرا مستقرا مستقلا.. جنوبنا العـربي يا ارض الشعب الأبي سطرت في الخطب ملاحم الشهداء والنسر ما غمد سيف الحق ابدا في دحر مغتصب ليحرر البلد، يفــي ما وعد، ما همه عـددا قد جد في الطلب مالا وروحا، ولدا بذلا للأرض فليغدو النصر.. غدا فجر الشعب العربي جنوبنا العربي.

خاص لصحيفة "الامناء"