آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
الهوية وسراديب الوهم
محمد عبدالله الموس

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

 

يبدو أن لعنة الغباء، التي عصفت بالجنوب والجنوبيين طوال السنوات منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي بسبب قيادات الجهل، لا يزال لها حراس أمناء يذكرونا بها وبأنفسهم وما أوصلونا إليه من تمزق وتدمير يدعونا إلى المطالبة بمحاكمتهم في المحاكم الدولية.

آخر ما أتحفتنا به سراديب الوهم كان تصريحا لذاك الذي يريد أن (يعشينا) بالوهم الذي (غدونا) به في 1967م حين يمننوا الجنوب إلى أن أوصلوه إلى باب اليمن وتفرغوا للفيد والتكسب، وتركوا الجنوب وأهله يذوقون شظف العيش وذل الحاجة والقتل والسحل والسجن لكل من يرفع صوته مستغيثا، حين قال أن الجنوب ليس جنوبا عربيا.

واقع الحال أن ما أتحفنا به، رجل الكهف هذا، يقع في إطار صناعة صراع جنوبي، جنوبي، يلوح في الأفق، تتولاه مطابخ كثيرة تستخدم أبواقا جنوبية، منها من يدعي الدفاع عن القضية الجنوبية ويعمل على إفشال وحدة الجنوبيين بمحاولة إفشال المؤتمر الجنوبي الجامع الداعي إلى وحدة الأداة والمشروع لنكسر جدار تجاهل الشأن الجنوبي، ومنها من يدعي الانتماء للجنوب ويصر على تثبيت ملكية الجنوب لسكان باب اليمن من خلال الادعاء الواهم بيمنية الجنوب، والملهاة بعينها حين يجد الطباخون ضالتيهم في دار واحد، فيؤديا نفس الهدف بصوتين متعارضين.

الهوية ليست تعميما حزبيا ولا مزاجا (سلتاويا) ولا قرحة قات (ارحبي) يتعدى ثمن (الربطة الواحدة منه) راتب شهر من رواتب كبار موظفي الجنوب ناهيك جيوش (خليك بالبيت)، الهوية انتماء، ولم تكن الهوية يوما صانعة لوحدة أو معوقة لها، إلا في حالة الرغبة في البسط والتملك، فلم تمنع الهويات المتعددة في أوروبا من أن تتوحد، كما لم تمنع الهوية السودانية الواحدة من انقسام السودان، ولم تمكن الهوية الكردية الواحدة من إقامة وطن كردي واحد، لكنا لم نسمع احد ينكر الهوية الكردية ولم نرى مواطنا كرديا، صابغ شعره وملمع وجهه، يقول أن الهوية الكردية مجرد وهم.

يا هؤلاء ... لم يعد أبناء الجنوب قطيعا قابلا للانقياد كما تتوهمون، ولكنه إرادة شبت عن الطوق، شعب أراد أن يكون فكان، وأذكركم بما قاله احد القادة الجنوبيين الذين عادوا إلى صفوف شعبهم (لم نكن نعلم أن الناس أصبحت تناقش وتعترض، كنا نظنهم يسمعون الكلام كما تركناهم)،،، فهل وصلت الرسالة للمنفصلين عن الواقع القاطنين في سراديب الوهم؟.

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل