آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:10:51:00
ذكرى الوحدة وطلقة الرحيل
احمد عمر باحمادي

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

في البدء يجب أن نعلم أن الوحدة مطلب شرعي يقرّ به الجميع، وهي قضية إيمانية إسلامية لا مراء فيها، وما نراه اليوم من أخطاء ليست الوحدة سبباً فيه، نقول هذا الكلام بإنصاف وإن لم يوافقنا البعض تأثراً بواقع أليم وأحداث فظيعة لا تزال تطرقنا بين الحين والآخر، فمن الإنصاف أن لا نحمل الوحدة أخطاء ارتكبها ولا يزال يرتكبها مجموعة من الظلمة الفاسدين المفسدين الذين لا يريدون خيراً لهذا الوطن، فمآسينا ومشاكلنا وأزماتنا لا يمكن بأي حال أن نحمّلها الوحدة، وإن اتفقنا أنها تحققت خلال ظروف متعجلة كان ينقصها الكثير من التروّي كان سببها في الأمس من ننادي من القيادات المحنطة اليوم أن يكونوا مخلصين لنا، لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء سوى مزيد من التشرذم والتفرق والمتاجرة بدماء وقضية الشعب وتضحياته الغالية.
دعونا نفكر في الأمور على نصابها ولننظر إلى كثير من دول العالم التي نراها اليوم تتوحد وتتكتل، وتشكل قوىً وتحالفات اقتصادية وسياسية تفرض رؤاها على الساحة العالمية، لم يكن لها أن تكون كذلك لولا توحدها، في حين نطالب نحن بالتفكك والتفرق، والحق والأولى بنا أن نصلح المسارات ونشخص الأخطاء، ونزيل التشوهات الحاصلة، فالعودة إلى الماضي أمر مستحيل وليست هي الحل الأصلح والأنجع لمشاكلنا، والدعوة إلى الانفصال دعوة لا يسلكها إلا العابثون اليائسون الذين لا يملكون رصيداً من الأمل والمحبة، ناهيك عن تجاهلهم لتوجيهات المولى عزّ وجل الذي يأمرنا بالاعتصام بدينه والاستمساك بحبله المتين، فاجتماع المسلمين ـ لا تفرقهم ـ يصلح دنياهم ويحقق لهم كل خير، وهنا يمكن أن يسأل البعض تهكماً: ما فائدة اجتماعنا مع قوم ( همج )؟، ومع تأففي من هذه الصفة المقرفة التي نسمعها تتردد كثيراً على الألسنة فإنني أرد على من يقول ذلك بأن الله عز وجل يقول: ” إنما المؤمنون إخوة”، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم:” المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً”، ومهما فعل بنا جهّالهم فإن الواقع لا يكون حجة على الأمور الشرعية، فلا داعي لإشاعة الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد، ولا داعي لإشعال مزيد من الفتن بين عباد الله فـ ” إن الله لا يصلح عمل المفسدين”.
لقد أصبح الحوار الوطني اليوم وما تمخض عنه من مخرجات باهرة خطوة عظيمة في سبيل تصحيح الأخطاء وتجديد المشهد السياسي، وإعطاء مساحة أكبر للمشاركة الشعبية بجميع الفئات، وما علينا إلا الصبر والاصطفاف خلف كل من يريد نفع الوطن، وبذل المزيد من الجهد والعمل الدؤوب والمتواصل من أجل تجسيد ما تحقق من مخرجات الحوار على ظهر الواقع، ولا ننسى أن العدل أساس الحكم، ولنترك الشعارات والخطب الرنانة ولنستعيض عنها بالأفعال فهي الكفيلة بعون الله على تحقيق واقع أفضل ومستقبل مزدهر يعوض الناس عن هذه المعاناة، ويكفل لهم العيش بكرامة في ( اليمن السعيد ).

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص