- الرئيس الزُبيدي يشارك في مؤتمر الاتحاد من أجل التسامح والأخوة الإنسانية لمكافحة التطرف في جنيف السويسرية
- بالوثائق .. طلاب يتهمون وزير التعليم العالي بالفساد والممارسات التعسفية
- الأرصاد الجوية : موجة شديدة البرودة تضرب معظم المحافظات خلال الساعات القادمة
- تقرير خاص لـ" الأمناء " يكشف كواليس مخطط إخواني لنهب ثروات الجنوب عبر بوابة شبوة
- انتقالي أبين يطلع على سير عمل النيابة العامة بالمحافظة
- اللواء مساعد والعميد جبر يدشنان الحملة الوطنية الأمنية في شرطة عدن
- العميد الوالي يترأس اجتماعًا بمدراء الإدارات العامة ويؤكد أهمية مضاعفة العمل
- الرئيس الزُبيدي يعزي أمير دولة الكويت في وفاة الشيخ عبدالله راكان الصباح
- شعفل يدعو الجميع الى التفاعل مع حملة تنظيم السيارات الخاصة المغادرة الى السعودية عبر الوديعة
- المحافظ "بن ياسر" واللواء "مرصع" يدشنان العام التدريبي لوحدات محور الغيضة 2025م
تعتبر الحملة الشرسة التي تشنها أطراف في الشرعية ضد المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة حملة عبثية، وتبرهن أن الشرعية اقتربت نهايتها، حيث سربت تلك الأطراف أنباءً بعيدة عن الواقع بزعمها أنها استطاعت إخراج القوات الإماراتية من عدن.
وتأتي تلك الإشاعات ضمن سعي بعض القوى إلى تعطيل حوار جدة، كما تقوم تلك القوى والأطراف في الشرعية بشن هجوم إعلامي أيضا على السعودية, وهي التي احتضتهم وطلبت الحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي للخروج بماء الوجه بعدما كانت الشرعية شبه منتهية في محافظات الجنوب.
مراقبون أكدوا، في أحاديث متفرقة مع الأمناء"، أن القوات الإماراتية والسعودية يجري بينهما تنسيق مشترك وتسلم القوات السعودية بعض المواقع في العاصمة عدن في إطار تفاهمات مشتركة بين دول التحالف العربي.
الأخوّة لا تخضع لابتزاز الإخوان
مراقبون سياسيون أكدوا أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تربطهما علاقات تاريخية قديمة، ولا يمكن أن تتأثر بممارسات جماعة الإخوان.
وقالوا أن: "العلاقات (السعودية – الإماراتية) تشهد تطوراً استراتيجياً في إطار رؤيتهما المشتركة للارتقاء بالعلاقات الثنائية وتعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات، تحقيقاً للمصالح الاستراتيجية المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وحرصهما على دعم العمل الخليجي المشترك".
وفيما يخص مفاوضات (جدة) السعودية، فأكد مراقبون سياسيون أن السعودية هي من ستقود التسوية حاليًا في عدن ضمن تفاهمات بين دول التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات.
علاقة تاريخية أزلية قديمة
علاقة المملكة العربية السعودية بدولة الإمارات العربية المتحدة علاقات ثنائية تاريخية، حيث لدى السعودية سفارة في أبوظبي وقنصلية في دبي، ولدى الإمارات سفارة في الرياض وقنصلية في جدة، والسعودية والإمارات جارتان، وعلاقاتهما تاريخية وودية للغاية، وقد شهدت العلاقات بين السعودية والإمارات في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود تطورا ملحوظا في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية بسبب رؤيتهما وأهدافهما المشتركة وقيادتهما لدول التحالف العربي في الحرب ضد الحوثيين والجماعات الإرهابية.
وفيما يخص العلاقات الاقتصادية والتجارية، فتعتبر العلاقة الاقتصادية بين السعودية والإمارات الأكبر بين دول مجلس التعاون الخليجي، والإمارات واحدة من أهم الشركاء التجاريين للمملكة على صعيد المنطقة العربية بشكل عام ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين نحو (72) مليار ريال سعودي في 2018م، وتتصدّر الإمارات قائمة الدول الخليجية المصدرة إلى السعودية، كما تأتي في مقدمة الدول الخليجية التي تستقبل الصادرات السعودية، وتأتي في مرتبة متقدمة في قائمة الدول العشر الأولى التي تستورد منها المملكة، كما تتجاوز استثمارات المملكة في الإمارات 35 مليار درهم، حيث تعمل في الإمارات حاليًا نحو (2366) شركة سعودية مسجلة لدى وزارة الاقتصاد و(66) وكالة تجارية، ويبلغ عدد المشاريع السعودية في الإمارات (206) مشاريع، بينما يصل عدد المشاريع الإماراتية المشتركة في المملكة إلى (114) مشروعًا صناعيًا وخدميًا، برأسمال قدره (15) مليار ريال.
ويعد إطلاق مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بكلفة تتجاوز الـ(100) بليون ريال، نقلة مهمة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث تم تشكيل تجمع إماراتي - سعودي بقيادة شركة إعمار الإماراتية وبالتحالف مع شركات سعودية لتنفيذ المشروع على ساحل البحر الأحمر.
وتقوم السياحة بين البلدين بدور مهم وحيوي في تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية بينهما، وتعد من بين أهم القطاعات الواعدة التي توفّر فرص الاستثمار وجذب المزيد من المشاريع المشتركة، لتنويع القاعدة الاقتصادية والتجارية في البلدين، خصوصاً بعد أن خصصت دولة الإمارات مبالغ مالية ضخمة للسنوات العشر المقبلة، لتطوير هذا القطاع، بعد النجاحات المطردة التي حققتها في جذب شركات السياحة العالمية، لما تتمتع به من مقومات أساسية، تكفل نجاح الصناعة السياحية فيها، وفي مقدمتها الأمن والاستقرار، والموقع الجغرافي الذي يربط بين مختلف قارات العالم، والبنية الأساسية الحديثة والمتطورة من مطارات وموانئ وشبكة طرق ووسائل اتصالات وغيرها من الخدمات الراقية.
فيما تمثل التطور في العلاقات السعودية – الإماراتية من خلال تكثيف التشاور والاتصالات والزيارات المتبادلة على مستوى القمة، والاتفاق على تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين لتنفيذ الرؤى الاستراتيجية لقيادة البلدين، للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر ازدهاراً وأمناً واستقراراً، والتنسيق لمواجهة التحديات في المنطقة لما فيه خير الشعبين الشقيقين وشعوب دول مجلس التعاون كافة.
وترتبط المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز ودولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بعلاقات تاريخية أزلية قديمة، ضاربة في جذور التاريخ والجغرافيا، تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك، أسس دعائمها المغفور له آنذاك الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمهما الله)، وحرص قيادتي البلدين على توثيقها باستمرار وتشريبها بذاكرة الأجيال المتعاقبة، حتى تستمر هذه العلاقة على ذات النهج والمضمون، مما يوفر المزيد من عناصر الاستقرار الضرورية لهذه العلاقة، التي تستصحب إرثاً من التقاليد السياسية والدبلوماسية التي أُرسيت على مدى عقود طويلة، في سياق تاريخي، رهنها دائماً لمبادئ التنسيق والتعاون والتشاور المستمر حول المستجد من القضايا والموضوعات ذات الصبغة الإقليمية والدولية، لذا تحقق الانسجام التام والكامل لكل القرارات المتخذة من الدولتين الشقيقتين في القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وقطعت المملكة شوطاً كبيراً في إرساء دعائم العلاقات الاستراتيجية بينها وبين دولة الإمارات في المجالات والميادين كافة، على أسس ثابتة وراسخة ومستقرة، وتطمحان، كأكبر قوتين اقتصاديتين في المنطقة، إلى الوصول للشراكة الاقتصادية بينهما من أجل خدمة شعبي البلدين الشقيقين والمنطقة.
كما حرصت المملكة ودولة الإمارات منذ تأسيس مجلس التعاون على دعم العمل الخليجي المشترك، وتبني المواقف التي تصب في وحدة الصف الخليجي، بما يعود بالخير على شعوب دول المجلس في حاضرها ومستقبلها، ويمكّنها من مواجهة الأخطار والتحديات الإقليمية والدولية التي تنعكس آثارها السلبية على المنطقة.
استراتيجية السعودية القادمة
ومن خلال الشواهد السابقة، فقد استبعد مراقبون سياسيون، في أحاديث متفرقة مع "الأمناء"، أن تتأثر العلاقة التاريخية بين السعودية والإمارات بسبب غطرسة وفجور (جماعة الإخوان).
وأكدوا أن هناك استراتيجية محددة اتفقت السعودية والإمارات عليها لتنفيذها في المرحلة القادمة.
وأشاروا إلى أن هذه الأطراف التي تروج بانسحاب الإمارات أصبحت خارج اللعبة السياسية القادمة ولن يكون الإخوان متحكمون بالقرار السياسي في اليمن.
الإمارات لن تتخلى عن الجنوبيين
دولة الإمارات العربية المتحدة لن تتخلى عن حليفها الرئيسي المتمثل بالجنوبيين وبقوات المقاومة الجنوبية، فالجنوبيون هم الوحيدون من انتصروا لعاصفة الحزم، وهزموا الإرهاب، بحسب مراقبين سياسيين وعسكريين.
وقالوا المراقبون السياسيون والعسكريون: "الإمارات ستظل تدعم الجنوبيين وأيضا التسوية السياسية في اليمن, وهي التي كان لها دور بارز وعسكري فعال في كل الجبهات وكذا في الجوانب الإنسانية وهي التي أجهضت المشروع الإيراني في الجنوب والطموح الإخواني ومشروع داعش والقاعدة".
خارجون عن العملية السياسية
وفي محاولة لخلط الأوراق، يحاول عدد من الخارجين عن العملية السياسية إدارة إشاعات وأكاذيب هدفها إفشال مفاوضات (جدة) التي ترعاها السعودية.
وزير النقل في حكومة الشرعية صالح الجبواني يعتبر أول الخارجين عن العملية السياسية، لذا فقد لجأ إلى لعب أدوار عبثية تعادي التحالف العربي، ويرتمي أكثر وأكثر في أحضان المليشيات الحوثية بشكل مفضوح.
أحدث ارتماءات الجبواني في أحضان المليشيات ومعاداته للتحالف ظهرت في تغريدة له في (تويتر)، استقوى فيها بالحوثيين وعبّر عن عدائه الصريح للتحالف العربي.
وقال إنّه وزملاءه في حكومة الشرعية (المخترقة من الإخوان) واجهوا التحالف على مدار السنوات الماضية، وأكد أنهم مستعدون لاستمرار المواجهة حتى الموت.
تصريح الجبواني يكشف حجم الاختراق الإخواني برعاية قطرية وتركية لحكومة الشرعية، وكيف أن هذا الفصيل حوّل الحرب على الحوثيين إلى اتجاه آخر؛ خدمةً للانقلابيين في المقام الأول، وأنّه حمل العداء منذ اليوم الأول للتحالف العربي رغم الدعم الهائل الذي قُدِّمه لها على الأصعدة السياسية والعسكرية وحتى المالية، إلا أنَّ هذا المعسكر سار في طريق الخيانة.
الجبواني لم يكتفِ بهذا الأمر، بل قال أيضًا إنّ ما يقلقه وزملاؤه المناوئون للتحالف هو ما أسماه بـ(البعسسة) من الذيول المتواجدة داخل الشرعية نفسها، ما يشير إلى الانقسام الكبير الذي يسود في الشرعية، وهو انقسام يقوم على مصالح شخصية، يبحث كل طرف فيه عن تحقيق أهدافه قبل أي شيء آخر.
وبرهن الجبواني على توّجهه العدائي، وذلك من خلال وصفه لمن يعارضون سياسات وتوجّهات حزب الإصلاح ودولتي قطر وتركيا بـ"الخونة"، وذلك دفاعًا منه عن جماعة الإخوان الذي يدر ولاؤه إليها الكثير من الأموال والنفوذ.
مغازلة الجبواني للحوثيين لا تقتصر على مجرد التغريدات والرسائل البعيدة، فالوزير المتهم في قضايا فساد عديدة، كان قد التقى قبل أيام عددًا من قادة المليشيات؛ وذلك تحضيرًا على ما يبدو لمرحلة جديدة من التقارب الحوثي الإخواني الذي يُمثل طعنة شديدة الغدر من حكومة الشرعية بالتحالف برعاية قطرية وتركية مباشرة، وتحركات الجبواني تشير إلى أنّه مستعدٌ لعمل أي شيء في سبيل تأمين منصبه.
وتأتي تصريحات الجواني تزامنا مع حملة إعلامية عدائية تشنها أبواق حزب الإصلاح الإخواني ضد حوار جدة في محاولة لإفشاله بشتى الطرق، بعدما باتت أيام هذا الفصيل معدودة.
مراقبون قالوا إن المحاولات الإخوانية لإفشال الحوار بدأت سريعًا في تعامل حكومة الشرعية مع الدعوة السعودية الأولى في أغسطس/آب الماضي والتي واجهتها الحكومة بالرفض، ثم أظهرت تناقضًا كبيرًا في الدعوة الثانية التي وجّهتها المملكة في سبتمبر/أيلول.
وأشار المراقبون، في أحاديث متفرقة مع "الأمناء"، إلى أن الأبواق الإعلامية التابعة لحزب الإصلاح شنت حملة غير مسبوقة، لا تزال قائمة إلى الآن، تحاول بشتى الطرق إفشال الحوار.
وتابعوا: "الحرب الإخوانية على اتفاق جدة لا تقتصر على الصعيد الإعلامي وحسب، بل عمدت المليشيات الإخوانية إلى تصعيد الوضع عسكريًّا من خلال هجمات إرهابية متواصلة ضد الجنوب، بالتنسيق مع المليشيات الحوثية وتنظيمات متطرفة".
واستطردوا: "التحشيد الإخواني العسكري لمناهضة التحالف جاء في وقتٍ كُثِّف فيه العمل على الصعيد السياسي أيضًا، وذلك من خلال تسريبات تروِّجها أبواقٌ إعلامية تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، تحاول بشتى الطرق إنقاذ الموقف السياسي لحزب الإصلاح في مرحلة ما بعد الحوار".
واختتموا أحاديثهم بالقول: "وبينما أيقن حزب الإصلاح الخطر الكبير الذي يداهم مستقبله السياسي فيما بعد الحوار، لجأت قناة "الجزيرة" القطرية إلى الحيلة الماكرة والخديعة الواضحة، باعتبارها خط الدفاع الأول عن جماعة الإخوان الإرهابية، حيث روَّجت لأكاذيب عن حوار جدة، ونشرت ما وصفتها بتسريبات، تعزز من نفوذ حزب الإصلاح في المستقبل السياسي، وهو ما تلقّفتها الأبواق الإعلامية والكتائب الإلكترونية التابعة للجماعة الإرهابية سريعًا وعملت على ترويجها".