آخر تحديث :الاحد 14 سبتمبر 2025 - الساعة:21:28:24
تقرير خاص لـ"الأُمناء" يكشف كيف أعادت قرارات الرئيس الزُبيدي الاعتبار للقرار الجنوبي والسيادة الوطنية ..
(الأمناء / تقرير – غازي العلوي :)

الانفراد بالقرارات يضع الشراكة السياسية أمام منعطف حاسم

وساطات محلية وإقليمية بين العليمي والزبيدي لاحتواء التوتر

الرئيس الزُبيدي يرفض الإملاءات: الشراكة لا يمكن أن تبنى على الإقصاء

الانتقالي يؤكد التزامه بدعم الحكومة وتعزيز حضور مؤسسات الدولة

كيف أثرت التعيينات الانفرادية على التوازن السياسي؟

هل تستطيع التوافقات تجاوز التجاوزات السابقة؟

استعادة الشراكة المختطفة !!

الأمناء / تقرير – غازي العلوي :

شهدت الساحة الجنوبية مؤخراً حدثاً مفصلياً تمثل في إصدار الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، سلسلة من القرارات والتعيينات في عدد من المرافق الحكومية. هذه الخطوات لاقت ترحيباً واسعاً من مختلف القوى السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني في عموم محافظات الجنوب، واعتُبرت محطة تاريخية تعكس الإرادة الشعبية وتعيد الاعتبار لمبدأ الكفاءة والشراكة الوطنية، بعيداً عن زمن المحسوبية والاحتكار.

 

تأييد شعبي واسع

 

أبناء الجنوب أكدوا أن هذه القرارات تمثل إصلاحاً حقيقياً يخدم تطلعاتهم الوطنية، ويضع أسساً متينة لشراكة عادلة بين جميع الجنوبيين. فقد رأوا فيها عودة للقرار الجنوبي الحر وتجسيداً لصوت الشعب، باعتبارها صادرة من إرادته ومعبّرة عن معاناته وتضحياته.

 

المجلس الانتقالي: لا شراكة مع التهميش

 

المجلس الانتقالي الجنوبي أوضح في بيانه أن الشعب الجنوبي عانى طويلاً من تجاهل حقوقه ومحاولات الانتقاص من مكانته السياسية، من خلال عرقلة صرف مرتبات موظفيه المدنيين والعسكريين، وتجميد قرارات تمكين كوادره، إضافة إلى تعطيل تنفيذ اتفاق الرياض 2019 ومخرجات مشاورات الرياض 2022.

 

وأكد المجلس أن أي شراكة حقيقية لا يمكن أن تُبنى على الإقصاء أو التجاهل، بل على العدالة والمساواة والالتزام الكامل بالحقوق المشروعة، مضيفاً أن "الأرض أرض الجنوب والقرار قراره"، وأن محاولات تجويع الشعب أو كسر إرادته لن تُجدي.

 

كما جدد المجلس الانتقالي التزامه بحماية حقوق الشعب الجنوبي وصون منجزاته، مشيداً بدور التحالف العربي والدول الراعية لعملية السلام وحرصها على التعاطي الجاد مع القضية الجنوبية باعتبارها عنصراً أساسياً في معادلة الأمن والاستقرار الإقليمي.

 

وساطات لاحتواء التوتر داخل مجلس القيادة

 

كشفت مصادر سياسية مطلعة عن تحركات محلية وإقليمية تجري حالياً لاحتواء التوتر القائم بين رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي ونائبه، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزُبيدي، على خلفية القرارات الأخيرة المتعلقة بالتعيينات الإدارية في مؤسسات الدولة.

 

وبحسب المصادر، فقد نقل الوسطاء رسائل من العليمي إلى الزُبيدي تتضمن موافقة ضمنية على تلك التعيينات مقابل وقف إصدار المزيد من القرارات دون توافق داخل المجلس. غير أن الزُبيدي رفض العرض بشكل قاطع، مؤكداً أن المجلس لم يعد يواكب المرحلة الحالية ويتطلب إعادة هيكلة شاملة، متهماً العليمي بالانفراد بالقرار والتعيينات منذ سنوات.

 

وأوضحت المصادر أن الزُبيدي يرى أن الشراكة القائمة باتت شكلية وغير عادلة، وأن الجنوب بحاجة إلى تمثيل حقيقي داخل مؤسسات الدولة. وتزامنت هذه الوساطات مع مخاوف متزايدة لدى العليمي من احتمال انتهاء مرحلته السياسية، وسط تنامي الدعوات الإقليمية والداخلية لإعادة تشكيل المجلس الرئاسي بحيث يتولى قيادته رئيس جنوبي مع نائب شمالي، بما يواكب موازين القوى السياسية والعسكرية على الأرض.

 

مجلس المستشارين: قرارات إنقاذية

 

في السياق نفسه، اعتبر مجلس المستشارين أن قرارات الرئيس الزُبيدي تشكّل محطة إنقاذية للأوضاع المعيشية والخدمية المتدهورة، وخطوة هامة نحو إصلاح مؤسسات الدولة وتمكين الكفاءات الوطنية. وأكد أن هذه القرارات جاءت استجابة لمعاناة الشعب وتجسيداً لإرادته الحرة، داعياً جماهير الجنوب إلى الالتفاف حول قيادتهم السياسية ودعم خطواتها لتحقيق الحرية والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية الحديثة.

 

الجمعية الوطنية: دعم مطلق وتفويض شعبي

 

الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، بهيئتها الإدارية ولجانها وكتلها في عموم الجنوب، باركت القرارات السياسية والإدارية للرئيس الزُبيدي، ورأت فيها خطوة هامة لوقف سياسات التهميش والإقصاء ولبناء مؤسسات قوية تستجيب لحقوق الناس وتحفظ كرامتهم.

 

وأكدت الجمعية الوطنية أنها ستكون في طليعة الداعمين لهذه الخطوات، ومشاركة بفاعلية في كل الفعاليات الوطنية القادمة، تعبيراً عن وحدة الصف الجنوبي ومواصلة النضال حتى استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

 

تفعيل المؤسسات وتعزيز الحضور الحكومي

 

المتحدث باسم المجلس الانتقالي، أنور التميمي، أوضح أن قرارات الرئيس الزُبيدي الأخيرة تهدف إلى تفعيل المؤسسات وتعزيز العمل المؤسسي الذي طالما تعطّل بسبب غياب الإصلاحات. كما دعا إلى انتقال المؤسسات الحكومية والبنوك والشركات والمنظمات الدولية إلى العاصمة عدن، مؤكداً استعداد المجلس لتسهيل مهامها بما يسهم في تعزيز الاستقرار والأمن.

 

رسالة إلى الداخل والخارج: لا عودة للتهميش

 

المستشار الإعلامي للرئيس الزبيدي ، الدكتور صدام عبدالله وصف قرارات الرئيس الزُبيدي بأنها تجسيد لإرادة الشعب وتأكيدا للسيادة الجنوبية، مؤكداً أن زمن التهميش والمماطلة قد ولى، وأن هذه القرارات ليست مجرد تغييرات إدارية بل ترجمة فعلية لمبدأ "الجنوب أولاً".

 

وأضاف أن تمكين الكفاءات الجنوبية وإعادة القرار إلى أهله يمثل امتداداً لمسيرة النضال وثورة 14 أكتوبر، ورسالة قوية بأن إرادة التحرير والاستقلال ماضية بلا توقف، وأن الشعب الجنوبي يقف صفاً واحداً خلف قيادته الحكيمة.


#
#
#
#
#
#

شارك برأيك