- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء السبت بالعاصمة عدن
- في ظل الصمت تجاهها.. شركات النقل تتمادي في رفع أسعار التذاكر
- مصر تدين تصريحات إسرائيلية ضد السعودية: أمن المملكة خط أحمر
- قوات اللواء الأول دعم وإسناد تقضي على أوكار القاعدة في جبال المحفد بأبين
- خبير اقتصادي: الظلم والاستبداد لا يدومان ونهاية القمع السقوط
- استعادة السيطرة على المدينة بمساعدة جوية أمريكية .. باحث أمريكي يكشف مصير اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة
- الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالحزام الأمني تضبط “حلاق” مروج مخدرات في العاصمة عدن
- سوء الأوضاع في عدن يضع الانتقالي الجنوبي في مواجهة انتقادات أنصاره ومزايدات خصومه
- تدشين صرف البطاقة الشخصية الذكية في مودية – خطوة لتخفيف معاناة المواطنين
- برعاية المحرّمي.. انطلاق المخيم الطبي المجاني الثاني لعلاج المخ والأعصاب في مستشفى عدن الخيري
![](media/imgs/news/1397544707.jpeg)
في أحياء محافظة تعز تمتد أسلاك الكهرباء عبر الشوارع وبطريقة فوضوية تبعث على الدهشة.
مئات الأسلاك المهترئة تحملها أعمدة واهنة توصل التيار الكهربائي الى المنازل حينها تجد أنها تضاعفت معاناة الكثير من الأسر في تعز بعد ان كان ضوء الكهرباء عاملاً رئيسياً للسعادة والراحة في كل منزل تتواجد فيه... فأصبح ظلاماً دامساً يملأ قلب تلك الأم أو ذلك الأب الذي يسعى لتوفير لقمة العيش الحلال له ولعائلته بسبب العشوائية المستفحلة في الآونة الأخيرة في تمرير اسلاك الكهرباء والذي يدفع ثمنها المواطن البسيط.
وتستمر معاناة سكان تعز من عشوائية امتداد اسلاك الكهرباء التي لا تخفى عن الأعين حيث لا يمر وقت طويل حتى نسمع ونرى إزهاق أنفس بريئة, هذا بالإضافة إلى تلف الإلكترونيات نظراً للقانون الثابت (طفي، لصي)..
وفي هذا الاستطلاع, حاولنا جاهدين عرض حجم المعاناة ومحاكاة الواقع, وتجاوب المواطنون لقول الرأي رغم ما قد يلاقونها من تعسفات بسب الإدلاء بأقوالهم.
رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الأمل بتعز الدكتور عبد الحكم عون, بدأ حديثه بقصة محزنة للغاية في شأن الكهرباء وتمددها بشكل عشوائي, فقال: "توجد امرأة مطلقة ولديها ولد وكانت تراه ضوء الحياة لها, وفي أيام الصيف أيام هطول الأمطار صعد ولدها على سطح المنزل المبتل بالماء وسلك الكهرباء الضغط العالي يلامس السطح, فصعقته الكهرباء وتركته جثة هامدة, وسمعنا صراخ الأم ودويها يملأ أرجاء الحارة (ولدي لن يموت ولدي حي, أليس كذلك؟) ونحن نهدئ من روعها".
نجار يصعق في الدور الثاني
وأضاف عون "تأتي إلينا حالات مصابة بالكهرباء بشكل متكرر قبل أسبوع كان أحد العاملين يعمل نجارا وبينما هو يعمل على السطح ولم ينتبه للسلك الممتد مكان العمل فإذا به يصعق فجأة, ورمت به الكهرباء من الدور الثاني إلى الأرض فتم إسعافه إلى مستشفى الأمل".
وأوضح "تلمح العشرات من الأسلاك الممتدة على الأرض بسبب قوة الرياح التي تسببت في انقطاعها، بل إن مرور السيارات المرتفعة نسبيا يتسبب في بعض الأحيان بحوادث خطيرة على صحة الإنسان والمجتمع حين تلامس الأسلاك سقوفها، معرضة الإنسان والحيوان على السواء للخطر".
إبعاد كارثة
قبل يومين كنت على متن سيارتي, يقول رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الأمل بتعز, حاملا عفشا على السطح, وتلقيت موقفين لأسلاك الكهرباء الممتدة بشكل عشوائي, وكان أحد أصدقائي يمسك بالعفش فصاح بصوت عال وأوقفني وإلا كانت الكارثة ستحل.
وآخر كلامه وجه رسالة للجهات المعنية في المجلس المحلي ومؤسسة الكهرباء ووزارة الكهرباء بأن تلفت نظرها إلى مثل هذه الأمور التي لا تحتاج إلي بذل جهد أكبر بينما مشكلتها وخطورتها أعظم.
القنبلة الموقوتة
مدير مخازن للكتب المدرسية محمد قائد عبادي, وهو من سكان حي جبل جره, قال: "هذه الأسلاك تشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين؛ لأنها دائما ما تكون من الضغط العالي ومعظم الأطفال يلعبون بالقرب منها متجاهلين مدى خطورتها عليهم", مبينا "يجب على مؤسسة الكهرباء التدخل الفوري ووضع وسائل السلامة وتجنيب المواطنين من المصائب وحفاظاً على منظر وجمال المدينة".
وأضاف "هذه الأسلاك بمثابة القنبلة الموقوتة على سكان الحي المتواجدين بالقرب منها", مطالبا مؤسسة الكهرباء والجهات المعنية ممن يهمهم الأمر إيجاد حل فوري لهذه المشكلة خاصة وأن معظم الأحياء تتواجد فيها هذه الأسلاك المتدنية والضغط العالي بشكل مفجع, متابعا "في بعض الأحيان تصبح الأسلاك لعبة بيد الأطفال؛ لأنها في متناول أيديهم، فيعمدون إلى قطعها كنوع من المشاكسة التي يبديها بعضهم ضد البعض الآخر".
الكثير عن صدمات الكهرباء
وتابع عبادي "كنا نصلي صلاة الجمعة في مسجد الحارة التي نسكن بها, وبينما نحن على وشك مغادرة المسجد كان هناك سلك متدن قريب من الدرج وأمسك به أحد الجيران, وحملناه على السيارة, وتم إسعافه إلى مستشفى الثورة وقاموا بإجراء اللازم, حيث أنهم توصلوا إلى بتر رجليه, وما زالت حالته سيئة, وتمت المقابلة معه في بعض الوسائل الإعلامية"..
وأضاف "لدي صديق يسكن في حي جبل جره أصيب بضربة كهربائية كادت ترديه قتيلا, وتم نقله إلى المستشفى, وإنقاذ روحه, ولا نزال نسمع الكثير عن صدمات الكهرباء بسبب عشوائيتها, ولكننا نأمل من الحكومة الجديدة النظر إلى هذه القضية التي قد تسبب الكثير والكثير من الحوادث المفجعة".
رسالة
وطالب عدد من سكان أحياء مدينة تعز في رسالة وجهوها إلى مؤسسة الكهرباء والجهات المختصة بالنظر إلى أسلاك الكهرباء الرئيسية والأسلاك الممتدة عشوائياً والواقعة في منتصف الأحياء السكنية بمدينة تعز, حيث معظمها مكشوفة وقد تشكل خطرا كبيرا حد قولهم على سكان هذه الأحياء, وعلى الأطفال الذين يلعبون بالقرب منها, خاصة وأنها تمتد على أسطح المنازل ومتدنية على الأرض بالقرب من الأطفال.
وبحسب مصدر من مؤسسة الكهرباء، فإن شحة الكهرباء في محافظة تعز تمثل مشكلة كبيرة تجثم على صدور أبنائها, وخصوصا بعد أن وصلت انقطاع التيار لساعات، مما يجعل من (الأسلاك) أمرا لا مفر منه للحصول على التيار من قبل المواطنين من خطوط أخرى بشكل عشوائي؛ كونها حين تنقطع عن أحد الخطوط تكون متواجدة في الخط الآخر.
وأضاف المصدر "ليس هناك عمل منظم بهذا الصدد، فكل بيت يمد سلكه بمحاذاة الجدران والأعمدة وما إن تبتعد عن البيت حتى يصعب عليك متابعة السلك الخاص بك بسبب تداخله مع أسلاك ممتدة".
غياب الرقابة الحكومية والبيئية يزيد من مخاطر الأسلاك لا سيما وأن الجميع يعتقد أنه لا حاجة لصرف تكاليف إضافية لتنظيمها طالما أن الحكومة والجهات المختصة غير مهتمة, وفق المصدر.
وينهي حديثه "الحقيقة عكس ذلك، فهذه الأسلاك ستبقى لسنين أخرى قادمة، ولنا أن نتصور كم من الضحايا يتوقع المرء إذا استمر الأمر على هذا المنوال".