علمت صحيفة "الأمناء" أن العاصمة الأردنية عمّان شهدت، اجتماعًا سياسيًا برعاية منظمة ألمانية ومنتدى التنمية السياسية الذي يرأسه الدكتور علي سيف  حسن، خصص لمناقشة مستجدات الوضع اليمني شمالًا وجنوبًا، وآفاق الحلول الممكنة للأزمة الراهنة.

وبحسب المصادر، فقد تناول الاجتماع مستقبل المجلس الرئاسي اليمني وسبل تقييم أدائه، إلى جانب مناقشة مقترحات لتسوية بدائل محتملة بشأن هيكلته أو استبداله، في إطار البحث عن حلول سياسية شاملة تنهي حالة الجمود القائمة.

وحضر اللقاء عدد من ممثلي الأحزاب السياسية اليمنية، إضافة إلى وفد من المجلس الانتقالي الجنوبي مثّله الدكتور ناصر الخبجي والمحامي يحيى غالب الشعيبي، حيث جرى تبادل وجهات النظر حول الأوضاع في المناطق الجنوبية والشمالية، والخيارات المتاحة أمام القوى السياسية لإيجاد حلول توافقية تضمن الاستقرار وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة.

ويشهد اليمن منذ ما يقارب تسع سنوات صراعًا معقدًا بدأ بسيطرة ميليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من الشمال، ما أدى إلى اندلاع حرب شاملة تسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

ورغم تشكيل المجلس الرئاسي اليمني في أبريل 2022 كآلية توافقية لنقل السلطة من الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، إلا أن المجلس واجه تحديات كبيرة تمثلت في الخلافات الداخلية بين مكوناته، وضعف قدرته على إدارة الملفات الأمنية والاقتصادية والخدمية.

وفي الجنوب، يبرز المجلس الانتقالي الجنوبي كقوة سياسية وعسكرية فاعلة، يطالب بتمثيل قضية الجنوب بشكل مستقل في أي مفاوضات سياسية قادمة، ويؤكد على حق أبناء الجنوب في تقرير مصيرهم. هذا في الوقت الذي تضغط فيه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتجاه حل سياسي شامل يجمع كافة الأطراف لإنهاء الحرب والدخول في عملية سلام مستدامة.

وسط هذه التعقيدات، تبرز لقاءات كهذا الاجتماع في الأردن كجزء من محاولات محلية ودولية لإيجاد صيغ توافقية جديدة قد تسهم في إعادة ترتيب المشهد السياسي اليمني، سواء عبر إصلاح المجلس الرئاسي الحالي أو البحث عن بدائل أكثر فاعلية.