آخر تحديث :الاثنين 29 ابريل 2024 - الساعة:14:53:55
مشـقافة لحج..قرية منسية تعيش في القرون الوسطى
()

منذ زمن كانت تعرف منطقة (المشقافة) بـ (المجهالة)، بحسب الشيخ/ أمين سبيت يقول: "سميت المشقافة لكثرة المشاقيف فيها لأنه قديما كانت عبارة عن مكان لصناعة الفخار ولا أحد يعلم من كان يسكنها، لكن مشاقفة اليوم ما زالت تعيش حياة بدائية كقرية منسية تعيش في القرون الوسطى، في ظل غياب الاهتمام الحكومي والفقر المدقع الذي يحاصر سكانها البسطاء.

 

استطلاع/ عبدالقوي العزيبي

 

تقع قرية المشقافة شمال قرية الفيوش في مديرية تبن بمحافظة لحج، وربما يختلف اليوم سكانها عن سكان من قد سكنها قديما، فحاليا غالبيتهم  ظروفهم المعيشية صعبة جدا ومنازلهم من أكواخ الخشب والأشجار، وهناك قلة ممن منازلهم من الطين والبردين.

 

بؤس وفقر مدقع

 ربما لا توجد قرية أخرى كالمشقافة في ما تعانيه من أوضاع إنسانية قاسية، أو أنها هي القرية الوحيدة التي تعاني كل ذلك كما هو في الاستطلاع!.. فالجميع أراد الحديث لنقل معاناتهم الى الدولة والمنظمات والجمعيات وأهل الخير والإحسان.

قالت لنا الحاجة عيشة عبدة زيد، انه لا يوجد لديها اي مصدر دخل ولا يوجد لها سكن غير عـشة من الخشب وسور من الأشجار، فقالت: "لا باب يحميني من الحيونات والكلاب دائما مارة بجانبها ليل نهار"، فتبكي وتذرف دموعا ربما تكون دما فالنار لا تحرق إلا رجل واطيها.. بدورنا نتساءل: أين القلوب الرحيمة لمساعدة عيشة؟!

 

بحثا عن فتات الضمان الاجتماعي

أيضا قالت لنا الأخت عيشة ثابت إبراهيم: "ظروفي الأسرية صعبة جدا وأعيل  يتامى لا أب ولا أم لهم ولا مصدر دخل أصحاب الرعاية مرتين نزلوا الى عندنا أعطوني كرتا أحمر وبعد ذلك كرتا أصفر ولحد الآن لم يتم اعتمادي ضمن الحالات المستفيدة، أناشدهم اعتمادي كحالة مستفيدة فظروفي المعيشية قاسية وإلى متى الانتظار؟!".

كما تحدث إلينا الأخ بشير محمد سعيد سلطان، ومن على باب بيته غير المكتمل قال: "كما تشاهدون هذا ماهو بيت زي الناس وما قدرت على استكماله نعيش فيه هكذا لا سقف ولا غطاء ولدي أسرة ننام في العراء، فهل من مساعدة لنا من المنظمات او الجمعيات او اهل الخير؟".

 

مناشدات لاهل الخير

 أم نصر هرعت الينا مسرعة راجية منا الدخول معها لتصوير أطلال منزل والدتها المتوفاة، وقالت: "أنا أعيل (14) نفسا ذكورا وإناثا ولا نقدر على إعادة بناء المنزل ولو حتى صندقة، والأطفال يعملوا بالأجر اليومي لتوفير ابسط متطلبات الحياة اليومية لا تعليم ولا اي مستقبل، أين الدولة لمساعدتنا أو أهل الخير؟".

الأخت مالكة علي سعيد، هي أيضا لديها معاناة، حيث قالت: "حالتي صعبة جدا فزوجي مريض ومعاق ممدد بالبيت لا نقدر على حق العلاج ولا يوجد مصدر دخل ثابت لنا، وانا اعتمد على (الصدقة) التي أتحصل عليها من بعض المواطنين من قرية الى أخرى وجزاهم الله خيرا.. أناشد فاعلي الخير مساعدتي وعلاج زوجي، فالحياة قاسية جدا في هذا الزمان".

 

5 موظفين فقط

 تحدث إلينا عاقل المشقافة الأخ زكي علي حسن، قائلا: "القرية تعاني من الفقر بصورة كبيرة نتيجة عدم وجود موظفين فيها، فيقدر عدد سكانها بـ (700) نسمة بين ذكور وإناث وموظفين فيهم فقط (5) لا غير، الجميع لا عمل لهم غير عمل يومي غير منتظم  في الزراعة او حمالين، وللقرية معاناة عديدة فلا ماء بالقرية كون الشبكة السابقة انتهت، بالرغم من وجود بئر ماء حفرها فاعل خير ولكنها ينقصها معدات كثيرة نطالب إدارة المياه باستكمالها وضخ الماء للقرية كون الصيف قادم وايضا شهر رمضان.

 

طلاب خارج المدارس

 اما من حيث التعليم فالفقر يلعب دورا في حرمان ابناء القرية من التعليم، وقد ساعدتنا احدى المنظمات السويدية برجوع حوالي (65) طالبا وطالبة، ولكن سرعان ما انقطعوا عن الدراسة لعدم استمرار دعم المنظمة  ولسياسة التمييز بالمدرسة، وباقي فقط (5) يواصلوا التعليم، نطالب الدولة باستحداث لأولادنا مدرسة داخل قريتهم ولو من الخيام، اما بخصوص الإعانة الشهرية نطالب بتوسيع حالات الإعانة داخل القرية كون معظم سكانها فقراء ولا لهم اي مصدر دخل ثابت، ويوجد حوالي (100) شاب في سن الزواج قدمنا بهم للجمعيات الخيرية لمساعدتهم في الزواج، نتحصل على وعود ولكن دون تنفيذ ويوجد من هو خاطب لأكثر من (5) سنوات وغير قادر على تكاليف الزواج، نأمل من أي جمعية خيرية المساعدة للشباب في عمل او زواج جماعي".

 

زحف الرمال

بعد ذلك قمنا بجولة داخل القرية حيث وجدنا أنه يسكنها مواطنون بسطاء لا حول ولا قوة لهم، فالقرية لا تعاني من زحف الرمال فقط وانما من فقر بشكل كبير جدا يعيش غالبيتهم في وضع غير إنساني، بل إن بعضهم بنى له عشة او صندقة في مجـرى السيل بعــبر (نجير) وقالوا لنا تقدم صندوق التنمية عدن لمعالجة هذا الأمر من حوالي (4) اشهر بوضع عبارة للماء، ولكن تم سحب المشروع الى منطقة الصبيحة، وهم على أمل في الصندوق لمساعدتهم في ذلك المشروع.

 

بالقرب من القرية مشروع استثماري لتربية الدواجن، وعند السؤال: هل للمشروع أضرار؟ قال لي أحدهم: "ماذا نفعل صاحب المشروع فيه الخير يخلينا بين فترة وأخرى نعمل معه واحيانا يوزع على المحتاجين من دجاجة، لهذا نرى فيه خيرا".

"الأمناء" تنقل معاناة وهموم ومشاكل موطنين قرية المشقافة الى الأخ محافظة لحج ونائبه والى المجلس المحلي بالمديرية والمحافظة، وذلك من خلال عرض قضيتهم هنا، على أمل مساعدة الموطنين من قبل الدولة او المنظمات او الجمعيات او فاعلي الخير.

 

 

 

 



شارك برأيك