آخر تحديث :الاثنين 17 مارس 2025 - الساعة:14:41:40
ملفات تنفيذي لحج عن الاحتياجات تعصف بالوفد الحكومي "تقرير"
("الأمناء" تقرير/ عبد القوي العزيبيّ : )

شهدت محافظة لحج زيارة وفد حكومي رفيع المستوى برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد سالم الخنبشي ، بمعية وزيرًا الإدارة المحلية والصحة والسكان، ونائب وزير الكهرباء وآخرين.

وجاءت زيارة الوفد الحكومي التي كانت نهاية الأسبوع المنصرم، استناداً إلى توجيهات رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، ولكن كانت المفاجأة قوية للوفد الحكومي بحضور أعضاء المكتب التنفيذي في لحج وبعض مدراء مديريات المحافظة وبيد كل واحدٍ ملفٌ يحمل مصفوفة احتياجات المكتب أو المديرية وعرضها فوق الطاولة وبشفافية أمام الوفد الحكومي الذي جاء من أجل أضرار الأمطار والسيول التي حصلت مؤخراً في لحج نتيجة تقلبات الأجواء فكانت مداهمة تنفيذي لحج أشبة بإعصار "تسونامي" فكانت مطالب تنفيذي لحج كسيل جارف من الاحتياجات العاجلة للمحافظة والتي لم تقدم لها الحكومة منذ أكثر من أربع سنوات أي حلول جذرية، الأمر الذي فرض على المحافظة أن تعيش حالة حرب من خلال انعدام توفر الخدمات الأساسية كغيرها من المحافظات المحررة.

ولا يعرف حتى اليوم أسباب فرض العقاب على محافظة لحج من قبل الحكومة بينما أبناء لحج كانوا ولا زالوا حزامًا أمنيًا للشرعية، ولحج تقدم يومياً الشهداء والجرحى في جميع جبهات القتال وهي محروم من حق الرعاية والاهتمام الحكومي رغم أن لحج محافظة منكوبة من حرب (القاعدة والحوثي)، ومع ذلك حتى اليوم لم تتمكن من نيل حقوقها كاملة.

ومن أبسط تلك الحقوق التي لم تحصل عليها المحافظة (الكهرباء، حيث لا تزال وزارة الكهرباء تلعب بالبيضة والحجر بعدم تمكين لحج من الطاقة المشتراة بواقع 20 ميجاوات في ظل اشتداد حر الصيف وتوفير الطاقة للمحافظات المحررة بشكل متكامل وحرمان محافظة لحج منها).

وقالت مصادر : إن ذلك الحرمان في الكهرباء صُنف من قبل عامة الناس كـ"عقاب جماعي لأبناء لحج من قبل وزارة الكهرباء والطاقة"، وهو الأمر الذي استنكره وزير الإدارة المحلية الذي قال: "من العيب تأخير وصول الطاقة بسبب العقد والذي يمكن أن يبرم خلال يومين"، فكان الوزير منصفاً لأبناء لحج.

وأضافت المصادر لـ"الأمناء" إنه ربما "يكون وزير الإدارة المحلية لا يعلم بأن الطاقة المشتراة قد أعلن عنها في بداية شعبان 1440 هجرية ونحن اليوم في منتصف شوال ولا تزال 20 ميجاوات مع العقد في الوزارة لم تخرج إلى النور حتى هذه اللحظة مما يضع الوزراء في قفص الاتهام خصوصاً أن المجتمع اللحجي في طور رفع دعوى قضائية على الكهرباء، حيث تشهد لحج قيادة وقواعد موجة غضب جارف تجاه وزارة الكهرباء والطاقة لعدم قيام الوزارة بواجبها الوطني والأخلاقي والإنساني مع أبناء لحج من خلال توفير لهذه المحافظة محطة كهربائية بحسب احتياج المحافظة من الطاقة".

وتابعت المصادر: "وزاد الاحتجاج تصاعداً نتيجة تأخير وصول 20 ميجاوات المعلن عنها قبل شهر شعبان وإلى اليوم لم تصل".

 

الحكومة وتجاهل لحج

وعن زيارة الوفد الحكومي قالت مصادر خاصة : إنه "رغم زيارة الوفد الحكومي إلى لحج من أجل الوقوف على حجم الأضرار التي تعرضت لها محافظة لحج وماهي الإجراءات التي قامت بها السلطات المحلية وماهي الصعوبات التي تقف أمام السلطة في معالجة هذه الأضرار، إلا أنها أشعلت الغضب لدى عامة الناس".

وأضافت لـ"الأمناء": "الزيارة كانت محددة الهدف وليس زيارة تلمس احتياج المحافظة كاملاً ولو في الخدمات الأساسية وكان لحج لا ينقصها غير دعم الحكومة لمواجهة مخلفات الأمطار والسيول التي شهدتها المحافظة مؤخرا".

وتابعت: "ومن خلال ذلك زاد من غضب الشارع الملتهب ناراً من شدة ارتفاع حرارة فصل الصيف التي بلغت ذروتها تزامناً مع زيارة الحكومة وزيادة انقطاع الكهرباء لأكثر من كذا ساعة".

 

لحج ابنة السوداء!

يشبه حال محافظة لحج ما قال عنترة بن شداد، عندما رأى حاله مع قومه: (يُنادُونني في السِّلم يا بْنَ زَبيبة  *  وعندَ صدامِ الخيلِ يا ابنَ الأطايبِ

ولولا الهوى ما ذلَّ مثلي لمثلهم  *  ولا خَضعتْ أُسدُ الفَلا للثَّـــــــعالبِ).

ورغم أن لحج تعتبر البوابة الرئيسية للعاصمة الجنوبية عدن وحزامها الأمني برجالها الأوفياء إلا أنها تلاقي ظلما كبيرا من قبل الحكومة الشرعية، حيث تتعامل الحكومة مع لحج كأنها "ابنة السوداء" وعدن "ابنة الأصول" في ظل ادعاء الحكومة بتقليص المركزية وتطبيق الحكم المحلي واسع الصلاحيات فالوفد الحكومي برئاسة النائب الأول لرئيس الوزراء الدكتور الخنبشي استعرض تدخلات عديدة في مجال الكهرباء فقط في عدن وحضرموت ومن داخل قاعة المكتب التنفيذي لدى لحج ولكن للأسف لم يبشر أبناء لحج بأي خير قادم في قطاع الكهرباء حتى لم يعطِ ضوءًا أخضر لا من قريب أو بعيد وبشكل مباشر بمعالجة قضية العشرين ميجا الموعود بها لحج بمحطة عباس التوليدية .

وأكدت المصادر الخاصة لـ"الأمناء" أن "ردود الوفد الحكومي غير مقنع لعامة الناس واعتبرت بمثابة حقن مسكنة لما يعانيه أبناء المحافظة ولا تختلف كثيراً عن وعود الحكومة اليمنية السابقة الكاذبة، بالرغم من زيارة الحكومة بالتزامن مع تنفيذ اختبارات النقل للثانوية العامة فلم تكلف نفسها باعتماد مبلغ مالي لدعمة نجاح العملية الامتحانية ".

وقالت المصادر : "فقط كان هدفها الأساسي من الزيارة هو حجم الأضرار وكيفية الحكومة على المساعدات بخصوص هذا الأمر وتصريفها كعادتها هنا وهناك وبعد ذلك نسمع ونقرأ العديد من الشكاوي والتظلمات بعدم الإنصاف في المعالجات".

وأضافت: "لحج فقط بنظر الحكومة أم الرجال الأوفياء عند الشدة وفعلاً أبناء لحج في مختلف الجبهات للدفاع عن الشرعية، وعن السلام تعطي الحكومة لمحافظة لحج ظهرها ولا تفي بوعودها وخير شاهد على ذلك بقاء لحج محافظة منكوبة من حرب الحوثي  والقاعدة منذ انتهاء تلك الحرب وحتى اليوم، بينما نظر الحكومة موجة لمحافظات أخرى وحرمان لحج من مختلف الدعم الذي ينهض بإعادة البناء والتنمية ؛فإلى متى لحج ستدفع ثمن الثورات والدفاع عن الوطن؟ ولا يقابل إحسانها بأي إحسان حكومي مثل بقية المحافظات المحررة".

 

الماء مقابل الكهرباء

كما هو معروف بأن لحج منذ عهد الاستعمار البريطاني مصدر مياه الشرب لمعظم سكان عدن من حقل مياه بئر ناصر، ومؤخراً اُضيف إلى هذا الحقل حقل آخر لعدن هو مياه آبار منطقة الفشلة.

ورغم استمرار ضخ مياه الشرب إلى عدن حتى اليوم دون انقطاع من باطن خيرات لحج نرى عدن في قطاع الكهرباء تستكثر إمداد لحج ولو بـ10 ميجاوات بالرغم من وجود اتفاقيات سابقة بخصوص هذا الأمر لكن تتمرد عدن عن تزويد لحج بطاقة كهربائية، فاين العدالة والانصاف؟ وهل لابد لأبناء لحج انتزاع حقوقهم من عدن برفع شعار الماء مقابل الكهرباء فأبناء لحج يعانون العذاب ليل نهار من انقطاع الكهرباء بشكل يومي ولسنوات وتزيد المعاناة بفصل الصيف بينما مياه لحج تضخ لعدن دون انقطاع، فكيف سيكون حال المواطنين بعدن في حال قيام أبناء لحج بإيقاف ضخ الماء عن عدن من حقول بئر ناصر والفشلة لأكثر من 24 ساعة؟.

وقال مواطنون : إن على "الحكومة ووزير الكهرباء ومحافظ عدن مراجعة الحسابات جيداً وإنصاف أبناء لحج بسرعة من خلال معالجة وضع كهرباء لحج فالشارع في هيجان متصاعد وقد تكون أزمة الكهرباء قنبلة مؤقوتة قد تنفجر في لحظة مع زيادة انقطاع الكهرباء وشدة حرارة الصيف في ظل حكومة اهتمامها الأساسي بمعالجة أضرار الأمطار والسيول وكأنه لا ينقص لحج غير هذه المعالجات العاجلة فاتقوا الله يا حكومة معين".

وأضافوا لـ"الأمناء": "هل فيكم رجل رشيد يا حكومة معين يقول كلمة حق من أجل لحج التاريخ والحضارة وحصولها على الاهتمام والرعاية في الخدمات الأساسية؟".

وتابعوا: " إننا على أمل التجاوب، وأن نشاهد تحسنًا ملموسًا وملحوظــًا قريباً جداً".

واختتموا بالتأكيد على أن "لحج تتعرض للإهمال من قبل حكومة الشرعية".

 

فساد الطاقة المستأجرة

وكان نائب وزير الكهرباء أكد بأن الطاقة التوليدية ــ أي المستأجرة ــ هي ليست حلول جذرية لأزمة الكهرباء ويسودها فساد مالي وتكلف الدولة مبالغ ضخمة"، ويبقى السؤال : إذا كان هذا موقف نائب وزير الكهرباء فلماذا لا توجد حلول بديلة للطاقة المشتراة؟ ومن المستفيد من فساد هذه الطاقة؟ ولماذا تحويل لحج لحقل تجارب الطاقة المشتراة؟ ولماذا لا تؤسس في لحج أي محطة كهربائية مستقلة منذ الاستقلال وحتى اليوم؟.

ومع كل هذا الفساد هل سيتم عاجلاً إبرام عقد الطاقة المشتراة لمحافظة لحج بواقع 20 ميجا قريباً ودخولها الخدمة الفعلية للحد من أزمة الانقطاعات وتلطيف الأجواء نسبياً بفصل الصيف؟...نترك الإجابة للمختصين في وزارة الكهرباء.




شارك برأيك