- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الجمعة بالعاصمة عدن
- الموت بسلاح وحماية محور تعز.. سبعة أشهر وجثمان المواطن الراشدي في الثلاجة وقائد المحور يرفض تسليم شقيقه المتهم بإرتكاب الجريمة
- تزامنا مع وديعة سعودية بنصف مليار .. الشرعية تواجه موجة الانتقادات بحملة على الفساد
- شائعة الحملة العسكرية في المكلا.. مؤامرة خبيثة لتصدير الفوضى لحضرموت
- عقب هجوم استهدف صنعاء والحديدة .. الجيش الإسرائيلي يتوعد قادة الحوثي "لا حصانة لأحد"
- تفاقم أزمة الكهرباء في عدن وانقطاع التيار يصل إلى 18 ساعة يوميًا
- المجلس الانتقالي في لحج يؤكد دعمه لجامعة لحج ويدعو لحماية حرمها الجامعي
- الـرمال المتحـركة تحاصر وتطمّـر عدد من منازل المواطنين في الـوعـرة دون أي حلـول جـذرية من سلطة لحـج
- بعد عجز الدولة والجهات المختصة ..حملة خيرية لإعادة بناء وترميم مدرسة الشهيد الحدالي في الشعيب تتحدى عجز الدولة
- الحملة الأمنية لقوات العمالقة الجنوبية في الصبيحة تضبط شحنة ذخائر وقذائف مهربة
هزّت الرأي العام في محافظة عدن جريمة موت الطفلة منيرة نشوان خالد الشعبي ذات الثماني السنوات بسبب خطأ فني تسبب به أطباء في المستشفى السعودي الألماني بصنعاء.
دخلت منيرة المستشفى لإجراء عملية بسيطة لتصفية رمانة القدم في الفخذ الأيمن فخرجت منه جثة هامدة بسبب خطأ طبي فادح يستوجب معاقبة ومساءلة مرتكبيه إن كنا في دولة تحترم أبسط أبجديات حقوق الإنسان وتعطي أدنى اعتبار لصحة مواطنيها وحياتهم.
منيرة ليست الطفلة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تنتهي حياتها بسبب الإهمال والاستهتار في سلخانة المستشفيات العامة والخاصة على حد سواء.. طالما وأنه لا إجراءات رادعة ضد المستهترين بالحياة البشرية في المستشفيات التي أصبح له هم لها سوى الاستثمار.
بداية رحلة الموت
يعمل نشوان الشعبي موظفا في مصافي عدن.. لذلك قرر معالجة ابنته في المستشفى السعودي الألماني الذي يتعاقد مع شركة المصفاة لعلاج موظفيها والتي تفيد تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بأن المصفاة تدفع سنويا مئات الملايين لهذا المستشفى في حين أن هذه المبالغ قد تكون كافية لإنشاء مستشفى خاص بالمصفاة خلال سنوات.
عرض والد الطفلة منيرة الشعبي – ثمان سنوات – ابنته على البروفيسور خالد بترجي – سعودي الجنسية – وهو طبيب زائر للمستشفى السعودي الألماني لعمل فحوصات شاملة لابنته الحاملة لمرض تكسرات الدم.. أكد له البروفيسور بترجي بعد إجراء الفحوصات أن حالة الطفلة منيرة تحتاج عملية بسيطة لتصفية رمانة القدم من ميكروب سائل يسير بالمنطقة المشمولة بالمعاينة.
في الـ8 من فبراير 2014 تم تمديد الطفلة وأجريت لها فحوصات دم أكدت أن نسبة الدم (6.3) وركبت لها قربة دم بما يعادل 450 جرام, وفي اليوم الثاني قامت طبيبة تعمل في قسم الأطفال بتركيب قربة دم أخرى بنفس النسبة دون اطلاعها ومعرفة فحص نسبة الدم والمسماة طبيا (cbc) وهو الأمر الذي رفع نسبة الدم لدى الطفلة إلى (18.6) وهي نسبة دم كبيرة جدا لا يستطيع أن يتحملها إنسان شاب فضلا عن طفلة لم تتجاوز الثامنة.
أفاقت الطفلة منيرة بعد العملية بيوم واحد وهي تعاني صداع وآلام شديدة في الرأس. يقول والدها إن إحدى الطبيبات قامت بإعطائها حقنة تسببت مباشرة بحساسية شديدة في جسد الطفلة وعند اعتراض ذويها قامت بإعطائها حقنة مضادة دون أن تأخذ "اختبار".
تنجيم لأكثر من أربعة أيام
طوال ثلاثة أيام كان الأطباء في المستشفى السعودي الألماني يمارسون التنجيم على حالة الطفلة منيرة، قال الأطباء المختصون في اليوم الأول إن الزيادة في الدم وضغط الدم قد تكونان سببتا للطفلة جلطة دماغية.. على إثر ذلك تم استدعاء أخصائي مخ وأعصاب وأفاد في حينه أن "التبنيج" الذي أعطي للطفلة قبل العملية سبب لها هذه الأعراض.
في مساء نفس اليوم تدهورت الحالة الصحية للطفلة منيرة, وظهرت عليها أعراض عنف تجاه جسدها "عظ الأصابع والتشنجات", وفي اليوم التالي أفاد دكتور الأعصاب في المستشفى أن الطفلة تعاني من حمى السحايا وترتب على ذلك أخذ عينة من سائل العمود الفقري لفحصه "3 قنينات صغيرة" تحوي كل وحدة نسبة 5 جرام من السائل تم فحصها وكانت النتيجة في اليوم التالي خلو الطفلة من مرض حمى السحايا.
استمر تنجيم الأطباء في المستشفى بعد فشلهم في تحديد السبب لأكثر من أربعة أيام، حينها أفاد أسرة الطفلة منيرة طبيب الأعصاب نفسه أن ما تعانيه الطفلة منيرة مجرد توتر عصبي ونفسي.
غيبوبة صناعية
في الـ15 من فبراير, وصل الطبيب المصري عمر الصيرفي – أخصائي مخ وأعصاب - إلى المستشفى وأمر بإجراء أشعة مقطعية أكدت وجود شحنة كهربائية زائدة في دماغ الطفلة فأمر بإدخالها في غيبوبة صناعية لمدة 24 ساعة عبر إعطائها مهدئات قوية لإيقاف التشنج. في اليوم التالي تم إجراء أشعة مقطعية للرأس وكانت نتيجتها سلبية بانعدام أي شحنات كهربائية في الدماغ وأن الدماغ لا يستجيب بسبب تلف خلايا الدماغ لكثرة النزيف.
استهتار بعد الوفاة
صبيحة الأربعاء 19 فبراير 2014م توقف نبض منيرة, ورغم معرفة الطاقم الطبي بحالة الوفاة, تعاملوا باستخفاف واستهتار بجثمانها.. يقول والدها: "قاموا بإجراء عملية إنعاش القلب بطريقة همجية وهو الأمر الذي تسبب بتهشيم أجزاء كبيرة من ضلوع صدر الطفلة، في حين قام الطبيب المناوب فور وفاة الطفلة بأخذ الملف الخاص بعلاجها وفر هاربا".