آخر تحديث :الاثنين 06 مايو 2024 - الساعة:13:05:39
كيف أصبحت البلاد محطة (ترانزيت) لهجرة الأحباش إلى السعودية؟ "تقرير خاص"
(الأمناء / تقرير/ عبد القوي العزيبي:)

صباح يوم الأحد بينما كنت أحتسي كوباً من الشاي بإحدى كافتيريات  منطقة صبر بلحج، شاهدت شخصين يظهر عليهما التعب وكانا أجنبيين.

حاولت التقرب منهما والحديث معهما، فإذا بهما يتحدثا العربية، وبعد تعريفهما كمراسل لصحيفة "الأمناء" فقد رفضا الحديث معي بشكل رسمي، وبعد فترة تحدثا وهما متحفظين عن العديد من المعلومات منذ الانطلاق من مسقط رأسهما في أثيوبيا وحتى وصولهما إلى الكافتيريا بحثاً عن الطعام وأيضاً حتى تتعافى إحدى المهاجرات التي كانت مريضة بأحد المستوصفات بصبر، حاولت  التقاط صورة لهما، لكن رفضا (يوسف وأمير) التقاط صورة لهما وهما يتحدثان عن  تفاصيل  الهجرة من مسقط رأسهما  في  إثيوبيا وصولاً إلى المملكة العربية السعودية، وقد كانا يتكلمان اللغة  العربية  بشكل نسبي، بينما  يوسف كان مؤمنُا بالدين  النصراني، لكن أمير  كان يؤمن  بالدين  الإسلامي، لكنهما كانا كالأخوين  التوأمين  ، وقال ( أمير):" نحن نتعايش بسلام  ونخاف الله، لكن لا نزوّج  النصراني  من نسائنا فهذا محرم  شرعاً". وكشفا - أمير  و يوسف – لـ"الأمناء" جزئية مع التحفظ  عن الأسرار الخاصة بالهجرة  من وطنهم الحبشة (إثيوبيا)  بحراً إلى اليمن ومن  اليمن مشياً على الأقدام حتى دخول حدود المملكة العربية السعودية، وصولاً إلى قلب العاصمة الرياض، كما جاء بهذا التقرير.

 

ثلاثة ألف ريال سعودي

قال يوسف وأمير بأن من يقوم بنقل الأحباش بحراً عبر طرق  التهريب يستلم على كل رأس من البشر مبلغ  3,000 ريال  سعودي، حتى  وصولهم  إلى اليابسة، وبعد ذلك يقوم أشخاص  بتعريفهم  بمناطق المرور في اليمن حتى يتم وصولهم إلى آخر نقطة حدودية  في محافظة صعدة والدخول بسلام أراضي  المملكة العربية السعودية بالتهريب بطرقات وعرة مشياً على  الأقدام، وهناك يتم  ترتيب أوضاعهم للعمل داخل مختلف مناطق المملكة.

 

الهجرة الثانية

لقد كان أمير  ويوسف يتكلمان مع "الأمناء" بثقة وفرح وسرور، معتبرين  الهجرة إلى السعودية هي الثانية، بعد قيام  قوات  الأمن في المملكة بالقبض عليهما وترحيلهم مع آخرين جواً إلى أديس أبابا، ولكنهما قررا العودة مرة أخرى إلى السعودية سعياً إلى العمل وتوفير المال.

 

مصاريف لا تكفي

تحدث يوسف وأمير بطلاقة أن تدهور العملة  في وطنهما أثيوبيا، وقالا "لا تكفي مصاريف العمل في أثيوبيا غير الأكل، لكن في السعودية يعمل الواحد في اليوم بمبلغ  100 ريال سعودي يصرف  منها للأكل ومصاريف اليوم 20 ريال  ويتم توفير 80 ريالًا  كل  يوم". وبهكذا يتمكن من توفير المصاريف، ولهذا فقد قررا  الهجرة للمرة الثانية إلى السعودية، وأضافا بأن عُملة  اليمن  أفضل من عُملة بلادهم أثيوبيا.

 

إطلاق النار

لقد كان أمير ويوسف يتحدثان مع "الأمناء" في إحدى كافتيريات منطقة  صبر وكشفا عن قيام قوة أمنية بإطلاق النار على مجموعة من الأحباش أثناء التهريب وأصيب عدد من الأحباش بإصابات مختلفة، وأضافا  بان لديهم أحد المهاجرات مريضة  بإحدى المستوصفات وكانا  في حاجة للمال لعلاجها حتى يتمكنوا  مع  الآخرين  من مواصلة السير نحو السعودية.

 

خط  النار

عند  سؤال  يوسف وأمير: كيف يمكن  لهما  المرور عبر  صعدة  حتى الوصول إلى داخل حدود السعودية بينما المنطقة  تشهد  مواجهات عسكرية قتالية؟ ، فابتسما وقال أمير: " نمر في مناطق  بعيدة عن  خط  النار نشاهد القتال  لكن نحن مسالمون بدون  سلاح؛ لهذا الحوثة لا  تطلق علينا  النار وندخل الحدود بأمان  ونعمل بعدة أعمال  بناء وحدادة وزراعة وغيرها كثير، وعندما يتم ضبط أحد الأحباش من قبل الأمن  يتم حبسه وترحيله إلى أدس أبابا".

 

تزايد الهجرة

على مدار ساعات اليوم  تشاهد العديد من الأحباش والصومال  وهم يمشون على الأقدام باتجاه الشمال، ومؤخراً ازدادت الأعداد  بما  في ذلك النساء وتمر من أمام جميع النقاط الأمنية دون أي اعتراضات وكأنهم يمتلكون جوازات  دبلوماسية حمراء، بينما  تشاهد في النقاط رجال الأمن تطلب وثائق الهوية  لبعض الأشخاص من أبناء الوطن!.

 ويحدث  هذا  في اليمن  والتي تحولت إلى حاضنة وأرض للتجارة المتنوعة  بما  فيها تجارة  البشر،  فإذا افترضنا في اليوم  يتم  تهجير 100 شخص  وعلى كل رأس يتم دفع مبلغ  3,000 ريال  سعودي بإجمالي 300,000 ريال سعودي في اليوم،  وإذا  تم ضرب هذا المبلغ  في  شهر  يكون إجمالي مبلغ  التجارة الشهرية 9,000,000 ريال سعودي في الشهر  بدخول 3,000  مهاجر  أي بمبلغ  شهري  بالريال اليمني  يقدر بـ 1,350,000,000 ريال  يمني شهرياً  بمبلغ  سنوياً  في حال  تهريب  في الشهر  3000 فرد  بمبلغ  16,200,000,000  ريال  يمني ، وبهذا فإن تجارة الأحباش أصبحت  ثراءً فاحشًا  وسريعًا  وأمرًا مباحًا بدخول المهاجرين بطرق غير شرعية إلى أراضي  البلاد وتحويلها محطة ترانزيت  للوصول  إلى السعودية بطرق غير شرعية، يستفيد من هذه  التجارة  أفراد قد  تكون تقف خلفها  قوى ذات نفوذ في صنع  القرار، ومن هنا تبرز عدة تساؤلات، منها: أين  يكمن دور التعاون  الأمني اليمني السعودي تجاه هذه التجارة الغير مشروعة؟ ومن  يقف خلفها؟ وماهي فوائدها وأضرارها مستقبلاً على الأمن القومي اليمني السعودي؟ وهل لهذه التجارة دوافع سياسية ودينية؟.

 

الخطر الديني

نرى قيام التحالف العربي بعاصفة الحزم للقضاء على التمدد  الحوثي  الإيراني لمنع المذهب الشيعي من غزو المنطقة، لكن  في نفس الوقت نشاهد  يومياً  المئات من الأحباش والصومال يمشون على الأقدام زحفاً للوصول إلى صنعاء والسعودية بذريعة الحصول على العمل، ولا نعلم هل بجوف هؤلاء المهاجرين قنابل  موقوتة  دينياً سوف تتفجر بأي لحظة ضد الإسلام والمسلمين،  وبموجب حديث عامة الناس فلابد من الانتباه إلى هذا  الخطر  القادم من خلف البحر، وقبل أن تغرق السفن وحدوث  الطوفان  القاتل.



شارك برأيك