آخر تحديث :الخميس 20 مارس 2025 - الساعة:15:26:40
كيف يحكم من يدّعون السّيادة بـ"البيادة"؟
("الأمناء" تقرير/ عبد الله جاحب:)

عندما غزا مقاتلو الحوثيين شمال اليمن ووصلوا إلى جنوبه تحت شعار وخطابات وشعارات امتلأت بها المدن والقرى وعلى إيقاع وأوتار ومسميات السيادة الوطنية والأرض والحفاظ على الوطن من الغزو الخارجي وتحت الألحان والزّامل المذهبيّ الشيعي الطائفي غنّى الحوثيون سمفونية (الاحتلال) نزلوا من أعالي جبال مران ومن ثغور وكهوف (صعدة) وصل الفاتح إلى سدة الحكم وعلى نفس الاسطوانة (السيادة) الوطنية شنّ حاكم مران وقطيعة حربًا شرسة أفسد فيها الحرث والنسل وعم الخراب والدمار وكله تحت مظلة وسقف (السيادة) ولن يكون على أرضنا ونحن أحياء وصيا.

وعلى نفس المنوال ومن فنادق (الرياض) كان ينشد الرفاق والفرقاء أنشودة السيادة واغتصاب الأرض.

سارت الحكومة الشرعية على نفس خطى الحوثي ولكنه بقناع وغطاء دولي وفي نهاية المطاف وبعد شد وجذب ومد وجزر بين ولاء وسيادة ووطنية صاغ الفرقاء لحن والألحان وإيقاع وأوتار السيادة الوطنية من شماله إلى جنوبه من ثغور وكهوف مران إلى القصر الجمهوري في صنعاء إلى قلعة الحكومة الشرعية في معاشيق عدن كانت (السيادة) تملأ أرجاء وزوايا المكان.

وصل الفرقاء إلى مقاعد وغرف العاصمة السويدية ستوكهولم وكانت هناك اللاتفاقيات واللاتفاهمات تعد وتصاغ وتعلن عن سقوط وذوبان (السيادة) بين كراسيّ وغرف الأمم وعلى طاولات ستوكهولم ؛ انهار وسقط (الوطن) وانتهت (السيادة) وضاع حامي وفاتح ومنقذ (السيادة).

ذهب الحوثي والشرعية ووصلوا إلى العاصمة السويدية وفيها سلموا ملفات (السيادة) وكانت الحكاية والقصة من البداية إلى النهاية وفاة (السيادة) وتشييع الوطنية المزعومة وإعلان ونصب خيام التعازي الحارة في (سيادة) الوطن وكانت ستوكهولم شهادة ميلاد على سقوط إسطوانة لن ترى الدنيا على أرضي وصيّـًا وانهيار سقوط أقنعة وظهور ما وراء وجوه الدعمين بالسيادة ويحكمون بالبياده وتلك نهاية فصول الحكاية من البداية إلى النهاية.

تناغم وتوافق بين طرفي السيادة وعلى نفس المنوال والطريقة نسفوا كل شعارات والخطابات الرنانة على وسقط ذلك السقف وتلك المظلة على رؤوس الدعمين للسيادة وأفرزت وأبرزت الأحداث والمعطيات...

إنّ تناغم مدروس وتوافق على أبعاد واستراتيجيات وأهداف وغايات ومنظومة تهدف إلى خط سير وخطوات واحدة.

وأصبح ذلك جليًا ومعروف حتى قبل دخول حجر وغرف وقاعات ستوكهولم وما كانت العاصمة السويدية ــ إلا ــ تثبت ودليل قاطع على توافق وتناغم وانسجام أصحاب السيادية.

وذلك ما أكدت به كل أحداث ومعطيات ومخرجات مفاوضات ستوكهولم التي أعطت الصورة الحقيقة للجماعة الحوثية وللإخوان المسلمين بغطاء وقناع الشرعية أنّ الفرقاء يبحثون على وصيّ لا أرض وطنهم وأنهم باعوا السيادة في سوق ستوكهولم بأقلّ الأثمان وشخطة قلم تحولت مقولة: "لن ترى الدنيا على أرضي وصيا إلى : سترى الدنيا في أرضي ــ وفي عهدنا ومن قاعات ستوكهولم ــ وصيا وسوف نحكم بـ (البيادة) ولن تكون هناك سيادة".

 

استلام وتسليم "السيادة"

لم تكن مفاوضات السويد في العاصمة ستوكهولم سوى عملية استلم وتسليم بين الفرقاء إلى الطرف الرّاعي للمحادثات وكانت مهمّة الفرقاء هو التوقيع على محضر وبنود الاستلام والتسليم بين طرفي السيادة وتحويل ملكية السيادة إلى دهاليز وأروقه الأمم الدولية والإقليمية.

وقد بدأ الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، رئيس فريق الأمم المتحدة المكلّف الإشراف على تنفيذ اتفاق عملية الاستلام والتسليم للسيادة وتبدأ من الحُديدة في غرب اليمن، ومباشرة مهمته في حكم الدعمين للسيادة بالبياده من المدينة الساحلية الاثنين بزيارة إلى مينائها الذي يعتمد عليه ملايين السكان للحصول على الغذاء .

وقال يحيى شرف الدين , نائب مدير الميناء في المدينة الخاضعة لسلطة الحوثيّين : إنّ كاميرت "زار الميناء وتنقّـل في أرجائه وشاهد آثار قصف ".

وأضاف في اتّصال هاتفيّ "لقد وعدنا المسؤول (كاميرت) بـ أن تنتهي الحرب. قال : إنّ النزاع اليمني كان منسيّاً لسنوات، لكنّ المجتمع الدولي أصبح مصمّماً على إنهائه".

وبحسب شرف الدين فإنّ كاميرت "شدّد على أهمية تطبيق الاتفاق، وأشار إلى أنّه سيزور مناطق خطوط التماس في وقت لاحق".

ويترّأس الجنرال الهولندي المتقاعد تلك الصفقة بين الفرقاء وأصحاب اسطوانة السيادة لجنة مشتركة، تضمّ فريقاً من الامم المتحدة وممثلين عن المتمردين الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليًا. وانبثقت هذه اللجنة من اتّفاق تمّ التّوصّل إليه في السّويد هذا الشّهر.

وينصّ الاتّفاق على وقف إطلاق النار في الحديدة دخل حيّز التنفيذ الثلاثاء الماضي، وعلى انسحاب المتمردين من مينائها بحلول نهاية العام، وعلى انسحاب القوات المقاتلة من الطرفين من مدينة الحديدة المطلّة على البحر الأحمر بحلول نهاية الأسبوع الأول من 2019م.

وتدخّل عبر ميناء الحديدة غالبية المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان في اليمن.

وبحسب ستيفان دوغاريك المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فإنّ الفريق الأممي سيعقد في الحديدة أول اجتماع للجنة المشتركة يوم الأربعاء.

وقبيل وصوله إلى الحديدة الأحد توقّف كاميرت في صنعاء حيث كان في استقباله علي الموشكي رئيس ممثلي المتمردين الحوثيين في اللجنة المشتركة التي تضمّ أيضا ممثلين للقوات الموالية للحكومة.

ويسري وقف إطلاق النار الهش في مدينة الحديدة وسط تبادل للاتهامات بخرقه، ويسيطر المتمردون على الغالبية العظمى من أرجاء المدينة، بينما تتواجد القوات الحكومية عند أطرافها الجنوبية والشرقية.

وكان مجلس الأمن الدولي قرّر بإجماع دوليّ تبني إرسال مراقبين مدنيين إلى اليمن بهدف تأمين العمل في ميناء الحديدة الاستراتيجي والإشراف على إجلاء المقاتلين من هذه المدينة ووقف إطلاق النار، لتعزيز نتائج المحادثات التي أجريت في السويد.

وأفرزت وأبرزت مفاوضات ستوكهولم صفقة وعملية استلام وتسليم للكل تلك الشعارات والخطابات والاسطوانات التي ضجّ بها الفرقاء مسامع الشعب والمجتمع الدولي والإقليمي بين الحين والآخر.




شارك برأيك