آخر تحديث :الجمعة 27 ديسمبر 2024 - الساعة:23:50:08
قصيدتان ومناسبتهما
(الأمناء نت / كتب / محمد ناشر مانع :)

مُش مصدق !

أنتَ يا اللي كنتَ تأخذ من حياتي كل دقيقة ؟!

          مش مصدق أنك أنتَ بين أحضاني حقيقة !

      بل وأجمل من حقيقة !!

 

كيف أنثر لك أحاسيسي وأشواقي دموع ؟!

        كيف أضمَّك واعشق النار التي بين الضلوع ؟!

 

كيف أتعذَّب بحبك ؟ كيف خليتنا أحبك ؟

 

بس أنا اتوسل إليك لا تخلينا لوحدي

        لا يغرَّك كل هذا الحُب وتتنكر لودي

 

هذه الكلمات للأستاذ الشاعر/ لطفي جعفر أمان ، وهي من الكلمات التي تتجدد بتجدد الزمان والمكان . الجميل في هذه الكلمات أنها حظيت بلحنين رائعين مختلفين لعلَمَين كبيرين من أَعلام الفن في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، هما : الموسيقار أحمد بن أحمد قاسم ، والأستاذ الفنان الكبير/محمد مُرشد ناجي ، والأجمل أن هذين اللحنين لا يقبلان التمايز بسبب أن كليهما نال استحساناً من الجمهور ، فقد كانت جودة الغنوة وعذوبة كلماتها والصدق الانفعالي و الشعوري وعلوّ الذائقة في حُسن انتقاء وتوظيف الألفاظ الذي تميَّز رائد المدرسة الرومانسية في بلادنا شاعرنا الكبير لطفي ، الذي كان له دورٌ كبير في ولادة هذين اللحنين ، إذ مَنَحَ الفنانان كلمات هذه القصيدة - التي أوردنا هنا جزءًا منها - كلاً على حده ، ولم يخبر أحداً منهما بما فعل ، فأنتجت هذه الفكرة هذين اللحنين المختلفين الذي يبدُو كل لحنٍ منهما أمتع من الآخر . وكانت مثل هذه الأعمال الكبيرة تُقدَّم في مناسبات الأعياد ..

 

أخي كبّلوني ..

وهذه قصيدةٌ أخرى تاريخية للشاعر الكبير لطفي جعفر أمان هي "أخي كبَّلوني" ..

وهي القصيدة التي كتبها الشاعر حين أقدمت السلطات الاستعمارية البريطانية على اعتقال الشخصية الوطنية والسياسية والنضالية الكبيرة الأستاذ /عبدالله عبدالرزاق باذيب - رحمة الله عليه - وكان الاثنان في تباين لا يفسد للود قضية ، ولهما عمود صحفي يردُّ كل واحدٍ منهما فيه على الآخر الحجَّة بالحجَّة ، لكن الأمر تغيَّر تماماً عند اعتقال الأستاذ عبدالله باذيب ، إذ كتب لطفي القصيدة واتصل مباشرة بالأستاذ محمد مرشد ناجي وطلب منه المجيء بأسرع ما يمكن ، فأتى المرشدي إلى منزل لطفي وطلب منه لطفي الإسراع في تلحين هذه القصيدة ليغنيها على المسرح ، وبالفعل تمَّ ذلك وقُدِّمت القصيدة مغناة من المرشد على أرقى المستويات .. كان المرشد يتوقع أن تذهبَ بهِ السلطات الاستعمارية ليلحق بالأستاذ عبدالله في المعتقل ، لكن حساب سلطات الاستعمار كانت مختلفاً ، فحين رأت الحضور الجماهيري الواسع والزخم الكبير والمعنوية العالية التي زادت حيويتها وعنفوانها تلك الكلمات الفدائية التي حوتها أغنية بل قصيدة "أخي كبَّلوني" ، أصدرت السلطات الاستعمارية على إثرها الإفراج الفوري عن الأستاذ عبدالله باذيب  .

 

المصادر منها :

- محطات صحفية  "برنامج ثقافي" "الأستاذ جهاد لطفي" "إذاعة عدن" .

- لقاءٌ إذاعي مطوَّل مع محمد مرشد ناجي حوى ذكريات تاريخية هامة وممتعة تمَّ تقديمه في حلقات رمضانية طوال شهر رمضان أجراه معه الأستاذ عبدالله عمر بلفقيه قبل سنوات "إذاعة عدن".

- ملاحق ثقافية لصحيفة الجمهورية التي كانت تصدر من تعز .

- كتابات نقدية للأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح.

- محاضرات متنوعة.

- لقاءات إذاعية "إذاعة عدن" .

 




شارك برأيك