- لملس: تعزيز التعاون مع المجتمع الدولي يتطلب تكثيف حضور المنظمات في العاصمة عدن
- الرئيس الزُبيدي يشدد على سرعة تنفيذ مصفوفة قرار تصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية
- روسيا تعلن طرد دبلوماسيَين بريطانيَين بسبب التجسس
- مسام ينزع أكثر من ألف لغم وعبوة ناسفة خلال أسبوع
- العثور على جثث 15 مهاجراً قبالة السواحل اليمنية
- الدفاع المدني بشبوة ينجح في إخماد حريق بأحد المحولات الكهربائية بمنطقة خمر
- سلطنة عمان ترفع حظر استيراد الحيوانات الحية من اليمن
- ناشط سياسي يدعو أبناء حضرموت لدعم تحركات النائب البحسني
- وزير الأوقاف يوجه انتقادات ضمنية لرئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك
- لملس يؤكد أهمية العمل المشترك والشفافية لتحقيق التنمية المستدامة في العاصمة عدن

محافظة لحج كغيرها من محافظات الجنوب تعرضت بنيتها التحتية للتدمير ، وأصبحت لحج محافظة منكوبة نتيجة لحرب مليشيات الحوثي وصالح أثناء حربها على الجنوب للمرة الثانية عام 2015 م ، واحتلالها لحج ، فمن خلال هذا الاستطلاع نستعرض حجم الدمار الذي لحق بقطاع الزراعة بلحج وخصوصاً في دلتا تبن بمديرية تبن وتحويل بعض المزارع إلى ثكنات عسكرية لتلك المليشيات مستغلين كثافة الأشجار لإخفاء راجمات الصواريخ ( الكاتيوشا) ، التي كانت تطلق صواريخها إلى مناطق داخل محافظة عدن وقتل الأبرياء وإحراق الزراعة والأرض بلحج وتدمير المنشآت بحرب قذرة تحت مسمى الدفاع عن الوحدة .
مزرعة الحاج (دباء) :
كما هو معروف شُهرة مديرية تبن بالزراعة طبيعياً نتيجة مرور وادي تبن ( الصغير و الكبير ) بأراضيها الخصبة ، مما جعل تبن قلب لحج الأخضر ، وسلة عدن الغذائية بمختلف الفواكه والخضروات ، بالإضافة لزراعتها مختلف محاصيل الحبوب ، وقد اشتهرت فيها عدد كبير من المزارع الخاصة ، وبهذا الاستطلاع قمنا بزيارة مزرعة الحاج المرحوم "صالح دباء" كمزرعة نموذجية كان يوجد فيها العديد من أشجار المانجو والليم الحامض ، وأيضاً الخضروات المختلفة ، ومع احتلال المليشيات لعاصمة لحج " الحوطة " ، فقد أقدمت استخبارات تلك المليشيات بتحديد مزرعة الحاج (دباء) كموقع عسكري استراتيجي للهجوم على عدن من خلال تحويل المزرعة إلى ثكنة عسكرية ومنصة إطلاق صواريخ وراجمات الصواريخ ( الكاتيوشا ) بهدف قصف المواطنين في عدن ، من خلال إخفاء ( الكاتيوشا ) ، تحت أشجار المانجو لكي لا يكتشفها الطيران ، فكانت تحرق الأشجار والأرض داخل المزرعة وتقتل الأبرياء بعدن وتحدث الدمار للعديد من المنشآت الحكومية والخاصة ، وبعون من الله استطاع الطيران تحديدها وقصفها وتدميرها تدميراً كاملاً ، مما نتج أضراراً كبيرة داخل مزرعة الحاج المرحوم صالح دباء ، كما قد تحدث إلينا نجل المرحوم الشيخ " عبدالرحمن صالح دباء أحمد بيقط " ، والذي ترعرع منذ طفولته داخل المزرعة فأحب وعشق الزراعة ، واليوم يواصل مشوار والده بالرغم من الصعوبات الكبيرة التي خلفتها الحرب داخل المزرعة وعدم تقديم أي دعم لهذه المزرعة وغيرها من قبل جهات الاختصاص .
استغلال كثافة الأشجار :
قال الشيخ عبدالرحمن دباء : ( لقد استغلت المليشيات الحوثية العفاشية كثافة الأشجار داخل المزرعة وحولتها إلى ثكنة عسكرية وإخفاء راجمة الصواريخ لضرب مواقع داخل عدن لأكثر من شهر ، وقد قام فيما بعد طيران التحالف بقصف ( الكاتيوشا ) وتدميرها وهو الأمر الذي خلف أضراراً كبيرةً داخل المزرعة وتدهور الزراعة مع فترة احتلال المزرعة لعدم قدرتنا على سقي الأشجار بعد احتلال المزرعة ، وعقب قصف الطيران احترقت العديد من الأشجار منها [احتراق ما يقارب 250 شجرة ليم حامض و20 شجرة مانجو مثمر و20 شجرة عباسي مثمر بالإضافة إلى العديد من المحاصيل الزراعية ، مع تعرض مبنى المزرعة للأضرار ومقتل العديد من الحيوانات الخاصة بالمزرعة من أبقار و أغنام] ) .
50 مليون حجم الأضرار :
وأردف الشيخ " دباء " : ( لقد تعرضت المزرعة إلى نكبة كبيرة جداً حيث تبلغ تكلفة المخاسير التي تكبدناها نتيجة للحرب داخل المزرعة أكثر من 50 مليون ريال كتقديرات أولية ، ولم نتحصل على أي تعويض مالي لا من الدولة ولا من التحالف حتى اليوم ، وأيضاً يوجد مزارعون آخرون بلحج تعرضت مزارعهم لأضرار كبيرة وبعضها خفيفة ولم يتحصلوا على أي تعويضات مالية ) .
كارثة زراعية :
يتذكر الشيخ " دباء " لحظات دخول المزرعة بعد عملية تطهير لحج من المليشيات وتأمين الطرقات من الألغام ومخلفات الحرب فيقول : ( لله الحمد على سلامتنا جميعاً من تلك الحرب الظالمة التي ليس لنا فيها لا ناقة ولا جمل ، فعند دخولي المزرعة بعد عملية التطهير شاهدت كارثة زراعية كبيرة ، حولت المزرعة إلى دمار كامل ، فقد احترقت أشجار الفواكه بمساحات كبيرة وتلفت بقية المحاصيل وقتلت الحيوانات وتهدم مبنى المزرعة فكان المشهد محزناً جداً وأحسست بقهر لم يمر بحياتي منذ فترة الطفولة وحتى تلك اللحظات المشؤومة ، كيف لا ؟ والزراعة [حبي و عشقي] ، فقد كنت على وشك الانهيار بكاءً مما حدث دخل المزرعة من كارثة بمعنى الكلمة ومع ذلك نقول الحمد لله على العافية والنصر ) .
جهود ذاتية :
وتحدث الشيخ عبدالرحمن دباء عن كيفية قيامه بعودة الحياة تدريجياً داخل المزرعة ، فقال : ( بجهود ذاتية تمكنت مع بقية الإخوة من إخراج المزرعة من الوضع الكارثي إلى وضع أفضل وبذلت جهداً كبيراً ولم تقدم السلطات المحلية أي مساعدات حتى اليوم ، فقد تمكنت من عودة تفعيل شبكات الري والتقطير التي حدث لها تخريب نتيجة للحرب واحتلال المزرعة وقمت بعملية إعادة تأهيل بئر الماء والمبنى وسقي الأشجار التي لم تحترق نتيجة للقصف ، والحمد لله حالياً نحن بوضع أحسن مع تكبدنا مخاسير مالية كبيرة جداً فوق تكلفة المخاسير التي سبق ذكرها ) .
أين لجان الحصر ؟
كشف " دباء " بأن : ( قطاع الزراعة في مديرية تبن تعرض لدمار كبير جداً بحرب مليشيات الحوثي وصالح ، لكن للأسف حتى اليوم لم يطرق باب هذا الأمر من قبل جهات الاختصاص ، حيث لم تقم الوزارة أو فرع مكتب الزراعة والري بلحج وأيضاً إدارة الزراعة مديرية تبن من تشكيل لجان زراعية تعمل على حصر وتوثيق هذه الأضرار وتقديم الدعم الطارئ للمزارعين ومتابعة ومطالبة الدولة والتحالف بالتعويضات العادلة نتيجة الأضرار التي لحقت بالمزارعين والزراعة بلحج ،فهذا حق شرعي وقانوني لكن لا نعلم لماذا حتى اليوم لا يتم تشكيل لجنة زراعية بخصوص حصر وتوثيق أضرار الحرب بقطاع الزراعة من قبل جهات الاختصاص ؟ ) .
الزحف الإسمنتي :
كما تحدث الشيخ عبدالرحمن دباء عن الزحف العمراني ( الإسمنتي ) على الرقعة الزراعية معتبراً ( هذا الزحف تهديداً للعملية الزراعية وتحويل أراضي لحج الخصبة من أراضٍ زراعية إلى إسمنتية) ، وأضاف " دباء " : ( نحن حالياً غير قادرين على عملية استئجار الأرض لزراعتها نتيجة لتحويلها إلى أرض عمرانية من خلال عملية البيع والشراء ، فنأمل من مكتب الزراعة عمل ورش وندوات ومحاضرات حول خطورة ظاهرة الزحف العمراني الأفقي على حساب الرقعة الزراعية ) .
مناشدات :
أطلق الشيخ "عبدالرحمن صالح دباء بيقط أحمد" عدة مناشدات عبر "الأمناء" .. من أبرزها ضرورة ( تشكيل لجان زراعية تقوم بعمليات حصر وتوثيق الأضرار التي لحقت بقطاع الزراعة والسعي مع الدولة والتحالف بدفع التعويضات المالية ، مناشداً مكتب الزراعة لحج بوضع خطة دعم المزارعين بنظام الطاقة الشمسية ولو بالتقسيط الميسر دون أرباح ، ضرورة تأسيس صندوق تنموي يقدم المساعدات لقطاع الزراعة بلحج أو على مستوى مديرية تبن ، تحديد سوق مركزي لبيع الخضروات والفواكه خاص بلحج وتنظيم الزراعة الموسمية ، بالإضافة لتنظيم ري الأراضي الزراعية من مياه السيول ) .
دعوة للتضامن :
ختاماً .. من خلال هذا الاستطلاع والذي تطرقنا فيه على نموذج لإحدى المزارع بلحج عن حجم الأضرار التي لحقت بقطاع الزراعة ، فإننا وعبر "الأمناء" نطلق دعوة للمنظمات الدولية والمحلية والمهتمين بقطاع الزراعة بالتدخل وإنصاف المزارعين بلحج وتمكينهم من حق التعويضات العادلة بعد تعرض الزراعة بلحج للدمار والتخريب نتيجة لحرب عام 2015 م ، فهل ستعمل وزارة الزراعة والري حلولاً عادلة وعاجلة عبر فرع مكتبها من خلال تحقيق العدالة لمزارعي لحج بعد تعرض مزارعهم لأضرار كبيرة نتيجة لحرب المليشيات الانقلابية عام 2015 م ؟! .