آخر تحديث :الاثنين 10 مارس 2025 - الساعة:18:54:52
سواحل أبين .. ملاذٌ آمن لتهريب الأفارقة..! "تقرير خاص"
(الأمناء نت / لقاءات/ حمدي العمودي :)

قامت "الأمناء" بنزولات ميدانية لسواحل أبين وما حواليها لتنظر في قضية مهمة وهي قضية تهريب الأفارقة، وخلال نزولاتها قدمت أسئلة مباشرة لأهالي وصيادي الأسماك بقرى المناطق التالية: البندر والمساني وحناذ وهي مناطق ساحلية اتخذت عصابات التهريب منها مخرجا ومسرحا لممارسة عملية التهريب، وسنستعرض هنا ما هي المخاوف والمخاطر التي تحيك بالصيادين والساكنين في هذه القرى الساحلية في ظل تدفق وازدياد تهريب الأفارقة هذه الأيام من سواحلهم؟ وما إذا كان هناك أشخاص من أبناء المديرية يساندون عصابات التهريب، وكذلك الأسباب التي جعلت سواحل قرى أحور محل أنظار المهربين.

كيف يتم التهريب؟

والبداية كانت مع الأخ "عبدالله أحمد" وهو أحد أبناء مديرية أحور والذي بدوره فصل لنا عن الكيفية التي تتم بها عملية تهريب الأفارقة بقوله:  تأتي صنابيق أو زعائم صغيرة تسمى عبري أكبر من الصنابيق وأصغر من الزعيمة (أي قوارب وسفن) إلى سواحل قرى أحور وعند وصولها تتواصل مع جهات محددة متفقة معهم وإذا اتت في النهار أو لم تتمكن من إنزال الأفارقة أو الممنوعات يتم تزويدهم بالغذاء في عرض البحر قبالة سواحل أحور إلى أن تجد الفرصة في الساعات المتأخرة من الليل وتقوم بعملية الإنزال  قبالة سواحل القرى حيث  تحدد لهم تلك الجهة التي على الساحل وقت نزولهم، ويتم تزويدهم بسيارات دينات تنقل الأفارقة ثم يأخذونهم أو يستأجروا لهم دينات ويتوجهون بهؤلاء الأفارقة إلى المحفد ويمرون عبر طريق فرعي إلى منطقة قريبة من شبوة في مديرية المحفد ثم يتم توصيلهم إلى شبوة عبر تلك الطريق ولا يمرون بالمدن الرئيسية وصولا إلى شبوة عبر طريق فرعي ومن شبوة يتحول الاتجاه إلى جهة مجهولة ولا يعلم بهم إلا الله  أين يذهبوا هل إلى بيحان لمدد قوات  الحوثي  او غير ذلك، الاهم في ذلك أن سواحل احور هي مكان الإنزال وللعلم ان هذه العملية منظمة منذ أن يطلعوا  في السفينة إلى أن يوصلوا إلى المكان المحدد وثم  يدفع ايجارهم وكذلك يوفر لهم الغذاء ومن الجهات التي استقدمتهم ويدفعوا عليهم مبالغ باهظة  في التنقلات تغري ضعاف النفوس.

 وشبكات الاستقبال موجودة في أحور كانوا يأتون عبر شبوة ولكن بعد دخول النخبة الشبوانية التي فرضت سيطرتها على السواحل الشبوانية ولذا وجدوا أحور هي المنطقة المفتوحة والآمنة لهم.

وقد تم الإمساك ببعض المهربين والعباري، ولكن العملية لا تزال مستمرة وشبه يومية وبأعداد كبيرة وكلهم شباب لا يتجاوزون ال ٢٥ سنة والأغلبية منهم دولة أثيوبيا حسب ما يقول هؤلاء.

سواحل غير محمية

من جانب أخر قال المواطن "علي محمد علي" :  وهو أحد أبناء قرى الساحل ( المساني) بمديرية أحور يقول حول هذا الموضوع: أولا: نشكر صحيفة الأمناء على أداءها واهتمامها بما يدور على الساحة الجنوبية، والذي من خلالها نسلط الضوء من هموم وشكاوي يعاني منها المواطنين.

وبالنسبة لأسباب التهريب فأرجعها إلى أن هذه السواحل غير محمية لا من الحكومة ولا من السلطة المحلية في هذه المديرية وغياب الأجهزة الأمنية التي هي بدورها تقوم بإيقاف مثل هذه التصرفات التعسفية والهمجية، التي تتعرض لها هذه السواحل من قبل هذه العصابات الإجرامية التي لا يهمها سوى العبث وخلق الفوضى وانتشار الفساد، وجلب الخوف والهلع والرعب في قلوب الأهالي والصيادين في قرى الساحل ومدن مديرية احور خاصة والجنوب عامة،

ان هذه السواحل تعتبر لهؤلاء المهربين أماكن آمنه ومستقرة يعبثون بها كيف ما يشاءون ،وتقع هذه السواحل بالقرب من الخط الساحلي الذي يربط بين مديرية احور ومحافظتي عدن وحضرموت، مما يسهل لهؤلاء في عمليات التهريب دون أن يشعرون بالتعب والكد والملل ،وهذا كل ما يريدون، وهي عصابات إجرامية همجية من البر ومن البحر يسرحون ويمرحون دون حسيب او رقيب، في مديرية احور الخير والعطاء.

وعن المخاطر قال بأنها كثيرة حيث يتعرض لها الصيادين والأهالي في هذه القرى، نحن في هذه القرى لا نجد اعمالا نشغل بها أنفسنا ولا يوجد لنا مصدر رزق نعول به أسرنا واولادنا سوى الاصطياد في هذا البحر ولكننا لم نجد الأمن والأمان بداخله نعاني من الخوف الشديد أثناء دخولنا إلى أعماق البحر وخاصةً في هذه الأيام في ظل تهريب الأفارقة والممنوعات والأسلحة الخطيرة التي تقتلنا وتقتل أولادنا، تعرضنا لأكثر من مرة لمحاولات قرصنة وتعرضت حياتنا للموت لكن عناية المولى عز وجل أحاطت بنا، من شبح الموت الذي  يهدد حياتنا، وحياة اهلنا واولادنا، فهل من واعي وهل من مدرك وهل من منقذ، بعد الله عز وجل، يقينا شر هؤلاء المجرمين الذين لا يخافون الله.

وبشأن تعاون بعض أبناء المديرية مع المهربين قال: نعم يوجد من أبناء المديرية ولكن ليس أغلبهم وإنما اقلية قليلة لا يتجاوزون عدد الأصابع، ولكن تجد بعضهم من أبناء المديريات الأخرى اغلبهم وكبار السن يستقلون صغر سن شباب هذه المديرية، لكي يساعدونهم ومساعدة هؤلاء العناصر الإجرامية، بتحديد الأماكن والمواقع الاستراتيجية التي يتم فيها النزول، ويقومون بضخ الأموال لهؤلاء الشباب من أجل أن لا يثبت الأمن  لاستقرار لهذه المديرية وتكون سواحلها ووديانها مسرح لعمليات التهريب، ونشر الفوضى وإزعاج السكينة العامة، ووجه الأخ علي نصيحة لأبناء هذه المديرية: هذه نصيحة نوجهها إلى أبناء مديرية احور حافظوا على مديريتكم وقفو صفا ًواحداً في وجه كل من يريد أن يجعل من احور مسرحاً للعمليات الإجرامية او يريد أن يعكر صفو الأمن فيها ،او أن يريد تشويه بسمعة احور او أبناءها.

لماذا أحور بالذات؟

أما الأخ "فهمي داحي" وهو أحد أبناء قرى الساحل (البندر)  وهو خريج كلية التربية أبين حدثنا حول هذا الموضوع  قائلاٌ: الأسباب التي جعلت سواحل احور  محل أنظار المهربين هو مضايقتهم في السواحل الشرقية من قبل النخبة الشبوانية التي نعتبرهم  يعملون  بجد في تأمين مناطق سواحلهم بالكامل لذلك لجأوا إلى سواحل احور لأنها تعاني من انفلات أمني.

ويواصل حديثه حول المخاوف والمخاطر: أما بالنسبة للمخاوف أولاً يعتبر ساكنين البندر الهدف الأول من قبل المهربين الغير يمنيين  لأنه عندما يقوم أصحاب الحزام الأمني بإخراج قارب التهريب الذي تم القبض عليه وإخراجه إلى قرى الساحل (البندر)  اذاً فالغريم الأول هم أصحاب هذه القري ونخشى من ردة الفعل من قبل هؤلاء المهربين وأخذ قوارب الصيادين المرابطة  في البحر لذا يجب على قوات الحزام الأمني تأمين المنطقة البحرية.

وعن الأشخاص المتعاونين مع هذه العصابة يقول: نعم هناك أشخاص مخفيين خلف هذه الظاهرة لأنه لا يمكن أن يخرجوا إلى الأماكن الآمنه بالصدفة لأن عند خروهم من البحر يتم ركوبهم في سيارات خاصة ولا تشاهدهم أو تجدهم في المدينة لهذا من المؤكد أن هناك أشخاص يقوم بتهريبهم إلى خارج مديرية  احور ويتلقون مبالغ ضخمة من الأموال.

بدوره الأخ غسان عبدالله أبوبكر: وهو أحد أبناء قرى الساحل (حناذ) يجيب على اسئلتنا قائلا: الأسباب التي جعلت سواحلنا محل أنظار المهربين هم من كبارنا وقدوتنا الذين لهم جاه ونفوذ وأظن أنهم ممن يتواصل معهم لأنهم ساكتين على هذه الأحداث والتطورات المستجدة.

ويواصل حديثه حول المخاوف والمخاطر: أصبحنا نحن الصيادين  نخاف من ممارسة اصطياد الأسماك بسبب الخروج المستمر والتدفق الغير مسبوق على مناطقنا الساحلية لذلك  الضرر سوف يكون مضاعفا وتكون مناطقنا وسواحلنا مستهدفة.

وعن حديثه حول الأشخاص الذين لهم صلة بعملية التهريب يقول: نعم هناك أشخاص خلف هذه العملية من أبناء المديرية فهم المهربين الحقيقيون وسينكشفون عما قريب بإذن الله تعالى.

السبب الرئيس للتهريب

بينما الأخ مهدي الطل: وهو أحد صيادي الأسماك من منطقة حناذ الساحلية يقول حول هذا الموضوع: بالنسبة باتخاذ سواحل احور محل أنظار المهربين.

وعن السبب الرئيسي: قال بأنه الانفلات الأمني وعدم مراقبة السواحل بشكل صحيح وهذا هو العامل الرئيسي الذي جعل سواحل قرى احور محل يلفت نظر تلك العصابات المهربة.

وفي حديثه عن المخاطر والمخاوف يقول: المخاطر كثيرة منها القرصنة التي أصبحت تهدد وتخوف الصيادين  الذين يخافون على سرقة  قواربهم من قبل هؤلاء المهربين وقد ينتقمون منا نحن الصيادين بسبب قيام قوات الحزام الأمني بالقبض على بعض القوارب الكبيرة التابعة للمهربين ويتم مصادرة تلك القوارب والمحركات وثم يصبح الغريم هو الصياد المسكين وبعد ذلك قوات الحزام عاجزة عن حماية قوارب صيادي القرى التي تعتبر مدخل رزق لهؤلاء الأهالي والسكان وهذه القوارب  يتم بها اصطياد الأسماك في أعماق البحر.

ويكشف لنا الأخ مهدي عن الأشخاص والجهات التي تقوم بمساعدة المهربين هناك شبكة متكاملة و كثيرة البعض يتبعون قوات الحزام الأمني وأصحاب قوارب صيد كبيرة من خارج المديرية وبعض من ضعفاء النفوس من مناطق الساحل البعيدة مننا.

 

فيما الأخ الصافي محمد الشبير وهو احد أبناء مديرية احور قرية الشاقة السفلى قال بأن الأسباب التي جعلت سواحل وقرى احور محل انظار المهربين  هي اولاً لكبر المساحة الساحلية بمديرية احور والتي هي تقع على أكبر مساحة بحراً على مستوى البحر العربي وكذا وجود أكبر عدد للمواقع البحرية وحيث أن المنطقة خالية من وجود قوات خفر السواحل التي تمتلك زوارق بحرية لتمشيط البحر ..وأن وجدت بعض العناصر الأمنية وهي تكافح التهريب بشكل ذاتي .

مخاوف ومخاطر

أما مسالة الخطر الذي يهدد حياة الصيادين بلا شك أن المهربين يشكلون تهديد لحياة الصيادين في حياتهم الإنسانية  وكذا قطع ارزاقهم بسبب تعمد الاصطدام لقوارب الصيادين التي لا تتحمل سفن المهربين التي تمتلك محركات ذات دفع سريع وحديث.

 أما مسالة المخاوف والمخاطر التي تهدد حياتنا نحن ساكنين القرى الساحلية وهي تفشي الأمراض وكما تكون الأسر والأطفال عرضتا ًللخطر من قبل الأفارقة في تهريب الأطفال.

وحول الأشخاص الذين يساندون تلك العصابة معلقا عنها: لا أعتقد أن هناك أشخاص يساعدون عصابة التهريب عبر البحر ولكن يوجد هناك أشخاص يهربون الأفارقة عند نزولهم سراً من البحر عند وجودهم على الطرقات وهذا يعود إلى انهيار المخيم التابع لمنظمة شؤون اللاجئين في المديرية.

الأخ عوض داعر أحد صيادي أبناء منطقة البندر الساحلية يحدثنا قائلا: الأسباب التي جعلت سواحلنا محل أنظار المهربين لممارسة عملياتهم قرب تلك المناطق الساحلية من بلدان الأفارقة  الذين يقطعون المسافات بحريا في غضون يومين للوصول قبالة السواحل اليمنية. وايضا عدم تفعيل دور الحكومة على أرض الواقع لحماية الشواطئ للتخفيف من ظاهرة التهريب .

وعن المخاوف والمخاطر يقول داعر: ادت هذه الظاهرة التي تحيط بسكان المناطق الساحلية إلى فقد مصدر دخلهم  اليومي الوحيد البحر كاصطياد الأسماك وكذلك عدم الاستمرار في اصطياد الأسماك وتقليل  ذهابهم لعملهم الروتيني كعادتهم  بل يذهبون في ساعات و أوقات محددة خوفا من هذه المشاكل التي حلت بهم وحول الأشخاص الذين يساندون تلك العصابة يجيب علينا: نعم هناك مجموعة من عصابات التجارة الغير شرعية وهم من أبناء  احور وغيرهم من الأشخاص من مناطق مختلفة كشبوة وهم أيضا يساعدوا في إنزال الأفارقة إلى سواحنا وكل هذا بسبب اللامبالاة من قبل الجهات المختصة.

ومن خلال الحوار قدم الاخ عوض مناشدة ورسالة: أناشد الجهات المسؤولة في الدولة بكبح هذا التدفق لما له ضرر على البلاد والعباد ونقل الأمراض المعدية إلى سكان احور ومناطق اليمن ككل.









































شارك برأيك