كان حلماً  واليوم أضحى حقيقة وفي مراحله الأخيرة لخروجه للنور ، لقد مكث فترة طويلة يحمل الكتاب على ساعديه بحثاً عن جهة تساعده في طباعة حلم حياته ، فكانت "الأمناء "  بداية انطلاق الخير بتحويل حلم ابن شهيد لحج  إلى حقيقة  وإخراج الكتاب إلى النور بعد إقدام الصحيفة على نشر حكاية هذا الكتاب، وحالياً  يعكف " ابن الشهيد  " ( حامد علي أبوبكر موسى )  في منزله المتواضع بحوطة لحج لمراجعة آخر خطوة قبل طباعة الكتاب والذي يحتوي على عدة أبواب وتبلغ صفحات الكتاب تقريباً 1000 صفحة.

"الأمناء" قامت بزيارة منزل الباحث حامد علي أبوبكر موسى المشهور بلقب ( ابن الشهيد ) ، والذي استشهد " والده "  بشارع الحوطة عاصمة لحج عام 1967 م ، بينما كان يقاوم الاحتلال البريطاني وفي نفس هذا اليوم أيضاً  استشهد إلى جانب الشهيد علي أبوبكر ، الشهيد " السلامي " ، ويسكن المواطن الباحث والموثق حامد علي أبوبكر موسى " ابن الشهيد " بعاصمة لحج " الحوطة " الحي الخامس حارة الجامع ، وهو من مواليد عام 1954 م ، وبعهد الرئيس سالم ربيع علي سالمين "  ابتعث " حامد " للدراسة إلى خارج الوطن بجمهورية المجر، وكان أحد رفاق "حامد" بالدراسة بالمجر  آنذاك الدكتور ياسين سعيد نعمان ، ولكن لظروف خاصة لم يتمكن "حامد" من مواصلة دراسته بالخارج ليعود إلى الوطن ، واشتغل بوزارة الزراعة بقسم الإحصاء والتخطيط ، وهو حالياً "متقاعد" ، وقد درس الابتدائية بمدرسة " المحسنية " بحوطة لحج والتي هي اليوم عبارة عن أكوام من الطين بعد تعرضها لقصف الطيران أثناء فترة احتلال مليشيات الحوثي و صالح لحوطة لحج ، كما درس " حامد " أول إعدادي بمدرسة "المجعلي" بحوطة لحج ، وعقب ذلك انتقل إلى محافظة عدن ليواصل دراسته بثانوية " عبود " بعدن .

معكتف للمراجعة :

لقد رحب " ابن الشهيد " بزيارة "الأمناء" إلى منزله المتواضع والذي يسكن فيه - (هو وأخوه أبوبكر وابن أخيه علي هاشم أبوبكر وابن اخيه هاشم بن هاشم علي أبوبكر) - وخلال الزيارة شاهدنا " حامد " وهو معتكف منهمك يراجع مسودة الكتاب ، كتاب (لحج.. تاريخ و حضارة) ، التي قامت مطابع جامعة عدن بتجهيزه المسودة  لغرض مراجعتها بالمراجع حتى يتمكنوا من طباعتها وإخراج الكتاب إلى النور بالقريب العاجل .

تفاصيل الكتاب :

تحدث بفخر واعتزاز حامد  "ابن الشهيد " عن  الكتاب بأنه ( يتكون من 6 أبواب ، الباب الأول نبذة عن مخلاف لحج ، والباب الثاني سيرة حكام لحج ( سلاطين وأمراء ) ، والباب الثالث التعليم إبان السلطنة ، والباب الرابع الزراعة بلحج ، والباب الخامس عن الحركة الفنية بلحج وينقسم إلى ثلاثة فصول هي ( الشعر والشعراء / الفنانون / المسرح ) ، والباب السادس عن الفلكور الشعبي ويشمل المراجع والمصادر والخاتمة مع الفهرس )  .

وأضاف " ابن الشهيد " بأن (عدد صفحات الكتاب ستكون تقريباً 1000 صفحة ويحتوي على العديد من المواضيع القيمة والصور وقد تقرر مطابع الجامعة بطباعة الكتاب على شكل [ 2 أجزاء ] ، لكي يتمكن القارئ من حمل وقراءة الكتاب بشكل ميسر كون عدد الصفحات تقدر بـ1000 صفحة) .

الكتاب قريباً بالمكتبات :

وعن موعد إخراج الكتاب إلى النور ويكون في متناول الجميع قال "ابن الشهيد" ( هذا راجع للإخوة بمطابع جامعة عدن ، وأنا أتقدم بالشكر والتقدير للدكتور وهيب عزيبان الذي يبذل جهودا كبيرة جداً لإخراج الكتاب إلى النور وبأسرع وقت ، فعن نفسي كنت أحلم باستكمال طباعة الكتاب مع ذكرى الـ30 من نوفمبر، ومع ذلك ما شاء الله كان وإن شاء الله يتم الانتهاء من طباعة وتوزيع الكتاب خلال هذا العام ولسوف أرفد صحيفة "الأمناء" بنسخة من هذا الكتاب لدورها في إخراج حلمي بطباعة الكتاب والذي اليوم وبحمد الله تعالى أصبح حقيقة وأشكر رئيس تحرير صحيفة "الأمناء" عدنان الأعجم على الاهتمام بموضوع الكتاب والنشر بعدة أعداد عن هذا الكتاب بصحيفة "الأمناء").

كلمات هامة :

عن مطالعة الكتاب اطلعنا على عدة كلمات يحتويها الكتاب لشخصيات عملاقة منها ( كلمة محافظ محافظة لحج الدكتور ناصر الخبجي ، وكلمة محافظ عدن السابق اللواء عيدروس قاسم الزبيدي ، وكلمة رئيس جامعة عدن الأستاذ  الدكتور الخضر ناصر لصور ، وكلمة مدير عام الثقافة بلحج سابقاً عبدالحليم  حسن عطا ، وكلمة الكاتب الإعلامي نجيب محمود اليابلي ، بالإضافة للعديد من الشخصيات).

مكتبة صوتية :

كما شاهدنا أثناء زيارتنا لمنزل "ابن الشهيد" وجود مكتبة خاصة  قال (إنها تحتوي على العديد من الألحان والأغاني الصوتية  من كافة أنواع الفن  اللحجي والعدني والحضرمي والعربي منذ الثمانيات وتعتبر تاريخا عريقا ونادرا جداً ، كما يمتلك العديد من الصور للعديد من الشخصيات والأماكن بلحج وعدن والجنوب عامة ، وقدر - ابن الشهيد - عدد الصور التي يمتلكها بأكثر من 1,500 صورة ، كما توجد لدى " ابن الشهيد " دراسات عن الأدب والفن اللحجي ويمتلك عددا من الكتب التاريخية والأثرية النادرة منها من هو باللغة العربية و الإنجليزية) .

انقطاع الكهرباء :

لقد أصر " ابن الشهيد " علينا البقاء عنده بالمنزل لكي يسمعنا عددا من الأغاني القديمة من المكتبة الصوتية، لكن انقطاع الكهرباء لفترة وارتباطنا بأعمال أخرى فقد اعتذرنا عن البقاء فترة أطول على أن نستمع لذلك بأي مرة قادمة، وعطفاً على ذلك فإننا نوجه الدعوة للإخوة في وسائل الإعلام الأخرى بزيارة منزل ابن الشهيد وتوثيق  التاريخ الذي يحتفظ به داخل منزله فهو تاريخ شعب عريق ناضل ضد الاستعمار البريطاني الذي ظل محتلا للجنوب 129 عاما، واستشهد والده ( الشهيد علي أبوبكر موسى)  وهو صغير وكانت الأقدار أن تجعل من هذا " الشبل " موثقاً للتاريخ بالعديد من الوثائق والتي جمع بعضها وقام بإعدادها بهذا الكتاب تحت اسم (لحج تاريخ وحضارة) ، والذي سيكون قريباً في المكتبات.

وفي ختام حديث ابن الشهيد فقد عبر عن شكره وتقديره لكل من كان له بصمة خير في نجاح إخراج هذا الكتاب إلى النور مكتفياً بعدم ذكر الأسماء حتى لا يسقط عليه اسم أي شخص فيبخس جهوده بمساعدته بطباعة الكتاب .

هل من موثق آخر؟

من خلال زيارتنا والاطلاع على محتويات الكتاب نجد أن لحج فعلاً ولادة بخير الرجال وفي مختلف المجالات ، فهذا الإنسان المتواضع والذي لا يمتلك الإمكانيات بقدر امتلاكه لقوة الإرادة وتحدي المستحيل ظل لسنوات متنقلاً باحثاً عن جهة تساعده في طباعة حلم حياته كتاب (لحج.. التاريخ والحضارة)  وبقوة الإيمان والإصرار والاحتفاظ بالتاريخ من خلال عملية التوثيق استطاع من إخراج الحلم إلى حقيقة، إذ يعتبر الكتاب إضافة جديدة وحديثة بالعديد من المعلومات المختلفة وقد ينافس في محتواه وعدد الصفحات كتاب (هدية الزمن) ، فهو كتاب يستحق الاطلاع والاحتفاظ به كمرجع تاريخي هام ، ولهذا السبب فقد كانت مطابع جامعة عدن صاحبة الامتياز بطباعة هذا الكتاب والذي نأمل جميعاً أن يكون في متناول أيادي الجميع قريباً لأهمية هذا الكتاب والذي سيولد مبدعين من هذا الجيل بجمع وإعداد العديد من الكتب التي تحكي تاريخ هذه المحافظة لحج التاريخ والحضارة ، لحج منبع الثورة وأم الرجال الأوفياء لهذا الوطن.