آخر تحديث :الاحد 09 مارس 2025 - الساعة:22:59:13
مناطق رباعيات ردفان.. كبرياء رغم حجم البؤس والمعاناة
(الأمناء/ د.نبيل الحالمي)

رباعيات ردفان مناطق مختلفة التضاريس والمناخ تجمع بين السهل والجبل والوادي وتقطنها قبائل عربية أصيلة متعددة الأعراق ، أصولها تختلف من حيث المنشأ والتكوين وحاضرها يجمعه التقارب المعيشي والحالة الاجتماعية المتقاربة من بعضها البعض ...في ردفان فقط تجتمع الأصالة والشجاعة معا ، ويتميز سكان هذه المناطق بطيب المعشر ونقاوة السريرة يحترمون الآخر أياً كان انتماؤه وتوجهه ، ولا توجد النزعة العنصرية ذات النزق الجهوي والقبلي بأبعاده المختلفة ، في هذه الرقعة الجغرافية ذات الدلالة والأهمية القصوى التي تحتلها يتميز سكان هذه المناطق بالحماس الثوري والحس الوطني النابع من أصالة الانتماء وتقديس الثوابت الغير قابلة للمساومة.

وعانت ردفان الكثير ومازالت تعاني كثيرا من الحرمان بمختلف نواحي الحياة المختلفة ، ظروف استثنائية في غاية السوء يعيشها بعض الأهالي ويفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة والعيش من أجل البقاء ..

من يعيش ويتعايش مع سكان هذه المناطق يشعر بالحسرة والألم للمعاناة التي يعيشها هؤلاء الأبطال ، ولا يخفى على أحد أن أبناء هذه المناطق هم حجر زاوية صنع النظام وصنع قادته ، دائما يوقفون مع القضايا الوطنية العادلة وللأسف يحرمون من أبسط حقوق أساسية ينبغي أن تعطى نظير تفانيهم وإخلاصهم للدفاع عن كرامة وصون الأرض الوطنية..

في ردفان فقط هناك مناطق بعيدة ومترامية الأطراف خدمات الدولة لا تصلها مطلقاً ، والناس يعيشون على حياة الكفاف بعزة وكرامة تساوي شموخ وعزة تلك الجبال الشاهقة ..في ردفان بمناطقها المختلفة حالة الفقر والعوز وصلت إلى درجة عالية من الاحتياج والخدمات الضرورية أصبحت في حكم المستحيل أن توصل إلى جنبات المواطن الغلبان .

النزعات القبلية والجهوية والعنصرية لا توجد في قاموس ومصطلحات عامة الناس ، دائما وأبدا يتحيزون الناس أولا للوطن ويخوضون المعارك والحروب بكل الجبهات بعيدا عن فكرة الجهوية والانتماء ، يحملون هموم الوطن فوق أعناقهم ويذودون عن أراضيه إيماناً منهم بتحقيق النصر المؤزر لعدالة القضية التي يؤمنون بها ..هنا في ردفان ما بين ساعة وساعة تستقبل مقبرة الشهداء توابيت أبنائها من مختلف الجبهات يدافعون عن أرضهم بعيدا عن أي اعتبارات جهوية أو مناطقية مؤمنين إيمانا عميقا بأن الوطن ملك أبنائه جميعا وكذلك الناس جميعا يستلهمون عزتهم وشموخهم انطلاقا من مبدأ الشعور بالانتماء الوطني الجمعي ..إعادة الاعتبار لردفان أفرادا وجغرافيا يجب أن يكون من منطلق وطني تستشعر مسؤوليته تلك النخب الجاثمة على عرش الحكم ولا تعرف عن رعيتها شيئا سوى مزيدا من التجاهل والنكران ..

اعلموا يامن تعيشون على معاناة الشرفاء من سكان هذه المناطق أن هناك حالات إنسانية وظروف استثنائية شديدة القساوة يتحمل معاناتها القاطنون في هذه المناطق ويتعايشون مع الواقع بمرارة وقساوة شديدة التعقيد والمعاناة ...الناس في رباعيات ردفان ينبذون الجهوية ويعملون بصمت لأجل الوطن في كل مكان وأهاليهم يقبعون في ظروف صعبة جدا ..الناس هنا محتاجة إلى أدنى مقومات الحياة طمعا في العيش فقط لأن شبح المجاعة يأخذ زاوية في كل بيت ويعيش الناس بواقع مرير ومؤلم .. وفي الختام نقول ( إن للصبر حدود)..











شارك برأيك