في منتصف عام 2016م كانت انطلاقة التسجيل في قوات النخبة الشبوانية  في مناطق ما يسمى الواحدي ، حيث تم تسجيل ما يقارب من خمسة آلاف شخص في هذه القوات ونقلهم إلى صحراء(رماه) بالقرب من الحدود السعودية مع حضرموت ، ومكثوا هناك عدة أشهر يتلقون تدريبات مكثفة على أيدي مدربين يمنيين وبإشراف من دول التحالف وضباط إماراتيين ، وبعد التخرج وبالتحديد في بداية عام 2017م تم نقل جزء من هذه القوات إلى معسكر الريان شرق مدينة المكلا بينما جزء آخر ظل هناك حتى نزولهم يوم أمس.

مقتل عشرة جنود

في يوم الأربعاء 2 أغسطس وبعد صلاة المغرب أقدم عناصر يتبعون تنظيم القاعدة بتفجير سيارة مفخخة تلاها هجوم مسلح على أفراد نقطة مثلث (رضوم) على ساحل  محافظة شبوة ، مما أدى إلى مقتل عشرة جنود وإصابة عشرات آخرين كانوا يتناولون وجبة العشاء بينما فر عناصر القاعدة من المكان بعد العملية  وتم إسعاف المصابين من قبل الأهالي إلى مستشفيات المكلا، وعلى إثر تلك العملية الوحشية بدأت قوات النخبة الشبوانية بالانتشار في المحافظة وقد بدأت بالسيطرة على مديرية ميفعة في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس ، ثم واصلت التقدم نحو بقية المديريات في المديريات الشرقية ودخلت كلاً من الروضة وحبان وجردان وعرما ودهر تحت نفوذ هذه القوات بشكل مباشر ، بينما مدينة عتق مركز المحافظة استخدمتها قوات النخبة كمنطقة عبور إلى المديريات الشرقية.

من أهم المدن التي دخلت تحت سيطرة قوات النخبة الشبوانية مدينة (عزان) ثاني أكبر مدينة في محافظة شبوة ، وهي المدينة التي اتخذتها القاعدة عاصمة لإمارتها المزعومة قبل أكثر من  ثلاث  سنوات من الآن ، أما وقت دخول قوات النخبة إليها يوم الخميس الماضي فلم تكن تحت سيطرة هذا التنظيم المتشدد.

منشآت اقتصادية مهمة

أما على المستوى الاقتصادي فقد سيطرت النخبة على مواقع ومنشآت نفطية واقتصادية مهمة وحيوية ، منها ميناء تصدير الغاز المسال في مدينة بالحاف على شواطئ شبوة  ، وكذلك سيطرتها على منطقة العقلة في صحراء شبوة التي تتبع مديرية عرماء ، وهي منطقة تقع على بحيرة من النفط وفيها العديد من الحقول والشركات النفطية أبرزها شركة omv  النمساوية المشغلة لحقول العقلة النفطية ، وتمتد سيطرة قوات النخبة إلى مناطق امتداد أنبوب الغاز المسال الممتد من صافر إلى بالحاف الذي يمر في مديريات جردان والروضة وميفعة وصولا إلى بالحاف التي تقع ضمن مديرية رضوم الساحلية.

قوات النخبة لديها العديد من المهام الأمنية في المحافظة كما صرح بذلك قائدها العميد/ محمد سالم البوحر الذي ذكر أن حفظ الأمن واستتبابه ومحاربة الجماعات الإرهابية من أهم المهام الموكلة بقوات النخبة وكذا تأمين الطرق الرئيسة وبالتحديد طريق (العبر/عتق) التي حصلت فيها العديد من أعمال التقطع للمسافرين على الخط الدولي ، كما قامت بتأمين خط عتق/ المكلا بشكل كلي ، وذكرت بعض المصادر إن قوات النخبة منعت حمل السلاح أو عبوره في هذه الطرق المهمة والحيوية للمسافرين ولذات السبب أقامت العديد من نقاط التفتيش والحواجز الأمنية والحمايات على طول تلك الطرق المذكورة.

ارتياح وترحيب

أعلن عدد من المسؤولين ومدراء العموم والشخصيات الاجتماعية بمحافظة شبوة عن ارتياحهم وترحيبهم بقدوم قوات النخبة الشبوانية إلى محافظة شبوة واعتبروا ذلك إنجازاً عسكرياً وأمنياً كبيراً سيحقق نقلة نوعية في ضبط الأمن ومحاربة الخارجين على القانون، كما أكدوا وقوفهم إلى جانب أبنائهم في قوات النخبة ضد من تسوّل له نفسه إقلاق السكينة العامة للمواطنين.

وصرح  كلٌ من : عبدالله باعوضة مدير عام مديرية ميفعة ، وحامد حوشب بن فهيد مدير عام مديرية الروضة ، ومحمد سالم مشفر مدير عام مديرية حبان ، واللجنة الأمنية التي تضم مدراء فروع الأجهزة الأمنية المختلفة بالمحافظة ، وعدد آخر من مدراء عموم المحافظة عن ترحيبهم وتأييدهم المطلق لقوات النخبة الشبوانية ، ووقوفهم إلى جانبها في محاربة المسلحين وتحقيق الأمن الذي تدهور في هذه المديريات في الأعوام والأشهر الماضية ، وأعربوا عن شكرهم للتحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

كما أعربت عدد من الجهات القبلية والاجتماعية والدينية بالمحافظة عن ارتياحهم لنزول هذه القوات ، متمنين أن يساعد وجودها على كبح لجام المسلحين والعناصر الإرهابية عن ممارسة أعمالهم القذرة وغير المشروعة ضد المحافظة وأبنائها.

سيطرة كاملة

ومنذ دخول قوات النخبة قبل أمس الأول، وسيطرتها على أجزاء واسعة من محافظة شبوة لم تشهد مناطق تواجدها أي أعمال مسلحة أو صعوبات وأحكمت انتشارها بكل يسر وسهولة على مساحات شاسعة من محافظة شبوة في غضون يوم واحد فقط ، ويقول مراقبون إن هذا الإنجاز العسكري  لدليل على مدى ارتياح وتقبل المواطنين لهذه القوات وتعاونهم معها واستجابتهم بشكل سريع.