آخر تحديث :الاربعاء 05 مارس 2025 - الساعة:00:19:26
الحزام الأمني بلحج قوة أمنية يحتاج بعض أفرادها إلى إعادة التأهيل أمنياً
(تقرير/ عبدالقوي العزيبي)

قبل الحرب كان الانفلات الأمني بالمنظومة الأمنية داخل لحج وخصوصاً بعاصمتها " الحوطة " ، نتيجة لعدة ممارسات خاطئة كان يقوم بها بعض أفراد الأمن المركزي مما أحدث عند عامة الناس موجة غضب ضد الأمن المركزي ، وظهرت الكتابات على بعض جدران المرافق الحكومية بأن " لحج هي مقبرة الأمن المركزي "  ، وزاد من هذا  التحريض ضد ( المركزي )  بلحج  نتيجة تواجد عناصر حوثية لانتمائها إلى محافظة صعدة ، وأيضا تعمّد  الأمن المركزي إلى أن يكون  قوة  تتجاوز النظام و القانون وفرض الأمن بقوة الأطقم والجنود الغير مؤهلين أمنياً بكيفية التعامل مع عامة الناس مما دفع بهم إلى انتهاك حرمات المنازل و المواطنين بحجة فرض الأمن بالقوة ، وقد يكون هذا الأسلوب خاطئ وأحد مسببات انفجار الوضع آنذاك .

 

انفجار الوضع

 

عند انفجار الوضع وإعلان الحرب التي كانت بمثابة  ( القشة )، التي قضت على الأمن المركزي في الساعات الأولى من الحرب من حيث نهب المعسكر  وقتل عدد من جنود الأمن المركزي وما حدث بفترة الحرب، وعقب الحرب وبعد تطهير عاصمة لحج " الحوطة "  قامت عناصر بتفجير معسكر الأمن المركزي  ومبنى قيادة أمن محافظة لحج ، وللأسف اليوم مبنى قيادة أمن لحج هو عبارة عن  أكوام من الحجارة والبلوك كشاهد عن ما حدث داخل الحوطة ، ومع ذلك تم تحويل مساحة المبنى إلى أشبه بمقلب القمامات في ظل صمت من يهمه الأمر وانعدام دور صندوق النظافة والتحسين لحج عن وضع معالجات لتلك القمامات داخل مساحة مبنى الأمن ، ولهذا بعد انتهاء الحرب كان المواطن يبحث عن الأمن  لحمايته وحماية حقوقه .

 

دعوة عامة الناس

 

في ظل الانفلات الأمني والاغتيالات وانتشار الخوف عند عامة الناس قبل الحرب وتوقف حركة الناس ما بعد ساعات وقت المغرب وظهور عناصر حاولت إيصال رسائل - ربما كما يقال كانت في نفس يعقوب - ومع الحرب البعض من تلك العناصر  تم تحويله إلى كبش فداء والآخر تم اعتقاله ، وهناك من هو مطارد حالياً من قبل الأمن  ، ومع تدهور الأمن وكضرورة ملحة  كان عامة الناس في ( دعاء )  بعودة الأمن   والبحث عن الأمن و الأمان والاطمئنان  داخل لحج وخصوصا في مديريتي " الحوطة "  و "  تبن "  ، وعقب الحرب وبينما الأمور كانت  معقدة جداً ،  زادت  حاجة الناس لوجود عناصر الأمن داخل الحوطة بدرجة أساسية ، فظهرت قوة الحزام الأمني كمنقذ للوطن و المواطن واستبشر الناس خيراً وتحقق الأمن والأمان  تدريجياً بصورة أفضل وأصبح عامة الناس في اطمئنان ليلاً ونهاراً  ، لكن سرعان ما تحول بعض عامة الناس إلى القول ( ما أشبه الليلة بالبارحة ) ،  فقبل حرب مليشيات الحوثي و صالح على الجنوب عام 2015 م ،  كانت الشكاوى تصدر من الناس ضد الأمن المركزي واليوم نقرأ ونسمع عن شكاوى من الآخرين  ضد أفراد قوة الحزام الأمني  لحج ، بالرغم من أن قوة الحزام أفرادها  من أبناء الجنوب بغض النظر عن المنطقة .. ، فماذا يحدث اليوم ضد الأمن الجنوبي ؟ وما هو مطلب عامة الناس أمنياً  داخل لحج ؟ .

 

التزام الأمن بالأمن

 

بعض عامة الناس ترى أن بعض تصرفات أفراد الحزام الأمني بلحج هي عبارة عن انتهاكات للقانون و العرض، ولا تصدر من أمن دولة يفترض أن يكون أول الملتزمين بتطبيق النظام والقانون على أفراد قوته الأمنية ومن ثم على عامة الناس، بينما البعض الآخر من عامة الناس يرى أن المحافظة لاتزال تخوض حرباً على أطرافها  مع قوات العدوان الانقلابية وفي هذه الحالة لابد للأمن أن يضرب بيد من حديد كل من له صفة بتلك المليشيات أو بجهات أخرى تحاول خلق الفوضى داخل لحج خاصة و الجنوب عامة فالوقت لا يحتاج إلى لغة العطف وإنما إلى الشدة لفرض هيبة الدولة وردع الخارجين عن القانون.

 

الغضب من المداهمات

 

لا تزال قضية المداهمات تحتل الصدارة الأولى عند الحديث عن الأمن في أي مجلس عام أو خاص ، يوجد العديد ممن تضرر من تلك المداهمات  ظلماً نتيجة لبلاغات كيدية أو ما شابه ذلك ، وهناك غضب من بعض أولياء الأمور على قيام الأمن باحتجاز أولادهم دون اتهام واضح وعدم محاكمتهم وإثبات أي اتهامات أو الإفراج عنهم بأي التزامات في حال ثبوت براءتهم من أي اتهام ، ولكن ربما الأمن يرى من كان طرفاً ولو بالتواصل هاتفياً مع العناصر الأساسية فهو يعتبر شريكاً  فيما حدث بالرغم من صغر الدور الذي قد  قام به ، كما يعتقد الأمن خروج أولئك الأفراد  قد يتسبب في خطورة كبيرة على أنفسهم وعلى الأمن و الوطن من خلال عودة استغلالهم من قبل أعداء الوطن في أمور أخرى ، وهو الأمر الذي فرض ضرورة بقائهم إلى أن يتم معالجة أوضاعهم ، إلا أن أولياء الأمور غاضبين من هذا التصرف ويطالبون بالإفراج عن أبنائهم الذين لا يوجد عليهم أي اتهامات ، ومن هنا برزت النقمة على دور الحزام الأمني ، وفي نفس الوقت يوجد  من يشيد بدور الحزام الأمني في الاستقرار الأمني التي تشهده محافظة لحج  .

 

تأهيل أفراد الأمن

يرى عامة الناس وبعد تحقيق الأمن داخل محافظة  لحج وأصبح الأمن قوة واحدة ممثلاً بالحزام الأمني وخلو لحج من أي جماعات أمنية  خلافاً لما هو حاصل اليوم  داخل عدن من حيث وجود الأمن وإلى جانبه جماعة فلان و .. الخ ، وقد برز  من داخل عدن من يشهد للأمن بلحج بأنه أفضل من عدن باعتباره أمن موحد وليس مصحوباً  بجماعات  مدنية أخرى ، وحقق استقراراً كبيراً جداً في لحج مما نتج عن ذلك انتعاش الاستثمار، وفي هذه الحالة يرى المواطنون ضرورة  تأهيل بعض أفراد الأمن العام وأفراد الحزام الأمني لحج  من خلال عقد محاضرات أو دورات وخلق روح  الانسجام والاحترام المتبادل بين رجل الأمن و المواطن، لكي يتحقق الأمن بشكل عام وبأفضل مما كان عليه سابقاً ، وهذا هو  مطلب عامة الناس في لحج بضرورة تأهيل أفراد الأمن الذين التحقوا بالأمن مع فترة الحرب وما بعد الحرب حتى يكونوا العيون الساهرة على حماية عامة الناس وفقاً للنظام و القانون أسوةً بدول العالم وحتى لا توجد فجوات داخل الجهاز الأمني قد يتم من خلالها الاختراق و التحريض على بعض الأخطاء أثناء أداء الواجب وإن كانت صغيرة  أو كبيرة.

 

العبرة من الغير

 

ما تم الإشارة إليه بهذا التقرير هو  عصارة بعض الأحاديث من قبل بعض الأفراد - مدنيون وعسكريون - كما هو حديث الشارع في لحج  والذي أصبح اليوم أكثر و عياً ويدرك الأمور بعمق ولا يريد غير الأمن و الأمان لمدينتهم المحروسة بالله ( الحوطة ) ولهذه المحافظة الباسلة (  لحج ) والعيش في سلام دائم بعيداً عن المؤامرات و التآمر الذي نتائجه سلبية وكارثية على البلاد و العباد .

ولهذا يقول شارع لحج : كفى.. كفى.. كفى لحج  ما قد قدمته من قوافل الشهداء والجرحى منذ انطلاق الثورة و حتى اليوم وهي تبحث عن الحياة السعيدة في عزة و كرامة..

ولذلك نقول هل آن الأوان أن نكون إخوة في الإسلام قولاً وفعلاً  ونعيش في أمن و أمان  كلٌ يحترم الآخر ونسعى إلى تغيير ما هو بأنفسنا حتى يهب الله لنا الخير ونعيش داخل لحج كالملوك و الأمراء ، فلحج  محافظة غنية بالخيرات في باطن أرضها وتحتاج العمل الصالح الذي أساسه  المحبة و الاحترام و التقدير والإيمان المشع من النفوس الطيبة ، ويقع علينا أن نكون جميعاً إخوة بقلب رجل وجسد واحد لتحقيق الأمن المتكامل و التنمية الشاملة وهزم مؤامرات الأعداء إكراماً لدماء الجرحى و الشهداء ، فلحج اليوم تحتاج إلى مرحلة التعافي الكبير والتعايش السلمي  وهذا مطلب كل مواطني لحج والجنوب للقضاء على كامل مخلفات حرب مليشيات الحوثي و صالح حتى نتمكن من الانتصار العظيم ، وغير ذلك فربما لا نزال في نفس المربع الأول .























شارك برأيك