بعد الحرب المدمرة التي شنت على عدن, ودمرت المؤسسات العامة والمجالس المحلية, وكل شيء يحمل طابع المؤسسية داخل العاصمة عدن.

 وتقوم المجالس المحلية بمحافظة عدن بدورٍ مهم في إعادة الحياة للمحافظة, وتحسين حياة المواطنين المعيشية, ومعرفة مشاكل ومحاربة الفاسدين والعابثين في المحافظة.

و من أهم المديريات التي تعتبر تاريخ عدن والجنوب العربي, وأحد أكبر الأسواق التجارية فيها, و أحد أكثر المديريات التي عانت من الحرب المدمرة, و لكن هي أيضاً أول مديرية استعادت قوته هي مديرية  صيرة.

و من أجل معرفة المديرية, والمشاكل والصعوبات التي تعاني منها من بعد الحرب إلى حد, و ماهي الإنجازات التي حققتها, أجرت صحيفة " الأمناء " لقاءً مع مأمور مديرية صيرة الأستاذ "خالد سيدو" وإليكم التفاصيل.   

** حدثنا عن مديرية صيرة بعد الحرب ؟

مديرية صيرة عانت كثيراً بسبب الحرب الأخيرة , من تدمير شامل , لكن بفضل الله ثم اللواء الشهيد جعفر , بدأنا من جديد عملية بناء المديرية من الصفر , و سعينا جاهدين إلى إيجاد حلول بديلة و سريعة رغم شحة الإمكانيات البديلة , و أردنا فرض قوة المديرية بكافة الطرق المتاحة .

 و من أهم الأشياء التي ساعدتنا على النهوض بالمديرية , هم أبناء المديرية أنفسهم , و بسبب أنا أكثر المواطنين  الموجودين في المديرية هم أشخاص متعلمون و ذو وعي و ثقافة عالية , استطعنا من خلال تكافلنا مع بعضنا البعض إخراج المديرية من بعض المشاكل و العقبات التي كانت موجودة في ذلك الوقت.

 و إلى حد الآن نحن نسعى إلى تطوير المديرية و تحسينه , في ظل وجود الرئيس المشير عبدربه منصور هادي , و حكومة الدكتور أحمد عبيد , و محافظ محافظة عدن اللواء عيدروس الزبيدي, و كل أبناء المديرية الشرفاء و المخلصين .

** ماهي أهم الإنجازات التي تم تحقيقها في عهدك ؟

بعد ما تم تعييني مأموراً لمديرية صيرة , عزمت النية على العمل بكل جد و إخلاص , حتى أكون أهل للثقة التي منحت لي من قبل الشهيد اللواء جعفر محمد سعد .

•  أول أعمالي كان التخلص من مياه الصرف الصحي , الذي كانت موجودة في أكثر من حي في المديرية , و للأسف الشديد اكتشفنا في نهاية المطاف أن المياه كانت تفيض بالشوارع بسبب أشخاص من الذين كانوا محسوبين على السلطة المحلية السابقة , و تم ضبط مجموعة منهم و تم اتخاذ الإجراءات القانونية معهم , أيضاً استبدلنا أنابيب الصرف الصحي , و تم وضع أنابيب كبيرة حتى يسهل عملية نقل المياه بطريقة صحيحة  , و للعلم لم يتم تغيير الأنابيب من أيام بريطانية .
• ضبط إيرادات المديرية , و السيطرة على عملية جمع المبالغ المالية , و الإشراف على دخولها حساب المديرية في البنك المركزي .  
• حملة إزالة المباني العشوائية من الأماكن العامة , برغم عدم توفر قوات الدعم الكافية , فقد تم إزالة هذه المباني بوجود طقمين فقط من قوات إدارة الأمن , لكن القوة الأكبر التي ساعدتنا على تحدي الصعوبات و الوقوف بوجه كل من أراد العبث بالمديرية " هم أبناء المديرية " الذين كانوا حصناً منيعاً وقف بجانبي في كل عمل .

•  إعادة تأهيل فرزة الباصات " السيلة " بعد ما تم إزالة العشوائيات منها , و هذا ساعد على التخلص من ازدحام السيارات في المديرية , و تنظيم حركة السير , و تخصيص شوارع خاصة لمرور باصات الأجرة .

• تأهيل و إعادة ترميم بعض الشوارع العامة في المديرية , و للعلم أنه لم يتم تأهيل بعض هذه الشوارع من أيام بريطانية .

• معالجة مشكلة الكهرباء في المديرية من خلال توفير كيبلات , تعمل على تخفيف الضغط على الكيبلات الكهربائية , و تم تركيب ستة مولدات كهربائية , و إن شاء الله سوف يتم تركيب ثلاثة أيضاً , و هذا سوف يساعد على استقرار التيار الكهربائي , إلا إذا كان الخلل من مركز توليد الطاقة الرئيسية .

** هل يوجد ميزانية تشغيلية لتطوير المديرية ؟

بالنسبة للميزانية الحمد لله يوجد ميزانية تشغلية للمديرية , تم اعتماده في سنة 2014  , لكن بعد الحرب تم الخصم من الميزانية المعتمدة 75% و لا نعلم لماذا , لكن تم إشعار رئيس الحكومة د/ أحمد عبيد و قال سوف يتم اعتماد الميزانية القديمة من جديد و إن شاء الله يتم اعتماد ميزانية تكفي للتطوير و تحسين المديرية . 

و لكن إيرادات المديرية ساعدتنا في تطوير المديرية, وساهمت في إنجاح أكثر من مشروع تنموي في المديرية .

** هل يوجد خطة تنموية لتطوير المديرية ؟

أولاً مديرية كريتر مدينة تاريخية , و فيها مباني تمثل حضارة الجنوب العربي و الحضارات السابقة , و نحن نسعى جاهدين في المديرية إلى إعادة ترميم هذه المباني القديمة الأثرية , مثل قلعة صيرة التي سوف نرمم فيها بعض الأشياء التي دُمِّرت بسبب الحرب , و بالنسبة للكهرباء سوف يتم تخصيص طاقة كهربائية منفصله خاصة بها .

و سوف يتم ترميم المتحف الوطني , و إعادة فتحه من جديد أمام الزائرين .  

أيضاً سوف نعمل بكل جهد حتى نقوي شبكة المياه , حتى تصل إلى بعض المناطق الجبلية في العيدروس .

و سوف نعيد تأهيل السيلة من جديد , حتى تصبح مكاناً مخصصاً لكل البائعين , من أجل تخفيف الازدحام في الشوارع الرئيسية و العامة .

** هل هناك تنسيق و عمل مشترك بين المديرية و قوات شرطة كريتر ؟

للأسف الشديد أقسام الشرطة لم تفعل بشكل كبير في المديرية , و نحن بحاجة ماسة إلى تفعيل دور الأمن , من أجل تحسين و ضبط المديرية فالأمن يعلب دوراً مهماً و مسانداً للسلطة المحلية .

 و أتنمى انخراط قوات مقاومة كريتر بالشرطة حتى نعمل بشكل منسق و نظامي لما يخدم المديرية و أبناءها.

و الشرطة والمجالس الحكومية و كل أقسام الدولة تشكل حصناً منيعاً يعمل على تسيير حال المواطنين و تحسين حياتهم المعيشية , و كلنا لأبد علينا أن نعمل على حسب توجيهات المشير عبدربه منصور هادي .

و بالنسبة للأوضاع الأمنية في المديرية مستقرة بإذن الله , رغم وجود الفاسدين و البلاطجة الذين يتحدثون  باسم المقاومة و المقاومة بريئة منهم , و قد شهدت المديرية من قَبل حملة واسعة و شاملة , بقيادة اللواء شلال مدير أمن عدن تم من خلالها القبض على مجموعة كبيرة من البلاطجة.

 و نحن الآن في مرحلة انتقالية لكن بإذن الله و بالتعاون مع كل الفئات العاملة من أجل الشعب سوف نثبت الأمن في المديرية بالتعاون مع كل القيادات و المواطنين الشرفاء الذين يعملون من أجل المديرية و الوطن .    

** ما صحة الاتهامات الموجهة إليك بخصوص حادث الصهاريج و موت الجمل ؟

أنا أستنكر و بشدة ما حصل في يوم الوفاء لعدن في مهرجان الصهاريج , و قد كانت عملية اغتيال للأسف مدبرة مسبقاً من بعض الأشخاص الذين يريدون العبث بأمن المديرة.

و لولا ستر الله , و خبرتي العسكرية , لما استطعت النجاة من هذه العملية , و تفاجأت أن الطلقات النارية الموجهة عليّ و على المرافقين معي , كانت من الجبل , و هذا يدل على التخطيط المسبق لهذه العملية , و أثناء تبادل إطلاق الرصاص فدانا الله و من معي  بالجمل المسكين و سقطت ميتاً بغير ذنب , و تم تعويض صاحب الجمل من قبل رئيس المهرجان بعد ما تم الضغط عليه من قبلنا كسلطة محلية .   

و قد سبق عملية الاغتيال هجوم و ضرب رصاص حي على منزلي , و إلى حد الآن آثار الرصاص الذي ضرب على المنزل موجودة , و القضية السابقة و عملية الاغتيال في الصهاريج مرفقة بالأسماء و  موجودة عند مدير أمن عدن اللواء شلال علي شائع و أتمنى أن يتم القبض على الجناة و محاسبتهم في أقرب وقت .

و تواجدي في مهرجان الصهاريج لم يكن باسمي الخاص لكن كان بصفتي الرسمية كمأمور للمديرية , و إذا لم يتوفر لمأمور المديرية الأمن الكافي لحمايته كيف سيستطيع التصدي للفاسدين و العابثين في المديرية؟! .

و للأسف هناك عدة أشخاص يسعون إلى إفشال السلطة المحلية , لسبب أن السلطة جاءت عكس رغباتهم , و أخذت منهم أشياء كانوا يستفيدون منها بشكل أساسي ، من ضمنها إيرادات المديرية التي كانت تورد شهرياً لجيوبهم الخاصة .

و نحن لن نسمح لأي شخص تسول له نفسه المسّ بأمن و أمان و مصالح المديرية , لهذا نطالب مدير أمن عدن أن يساند السلطة المحلية بالقوات و يعيد تفعيل  دور أقسام السلطة في المديرية حتى تساند السلطة المحلية، وأتنمى سرعة القبض على المسؤولين عن عملية اغتيالي .               

** هل تحب أن تضيف شيئاً في آخر الحوار ؟

حابب أدعو من هذا المنبر الإعلامي الدكتور رئيس مجلس الوزراء أحمد عبيد سرعة اعتماد الميزانية القديمة للمديرية.

و أدعو محافظ محافظة عدن اللواء عيدروس الزبيدي الاهتمام بشكل أكبر بالمديرية فهي تحتاج الكثير و لا ننسى قيمة المديرية و تاريخها العظيم .

و أدعو مدير أمن عدن اللواء شلال علي شائع والداخلية, أن يفرض القانون وبالقوة على كل شخص يريد العبث بالمديرية, و سرعة القبض على الأشخاص الخارجين عن القانون من أبناء المديرية , و تفعيل دور أقسام الشرطة في المديرية .

و أدعو كل الشباب و أبناء المديرية مساندة السلطة المحلية من أجل تنمية و تطوير المديرية .

و مكتبي مفتوح لكل أبناء المديرية يومين في الأسبوع منذ تعييني و هذه وفق تعليمات الشهيد اللواء جعفر محمد سعد المحافظ الأسبق لعدن , و نحن على الدرب سائرون لما فيه خير للمديرية .