- أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 4-3-2025 في اليمن
- درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء في الجنوب واليمن
- إدارة أمن عدن تحذر من بيع وشراء الألعاب النارية للأطفال
- اللواء السقطري : سقطرى إرث حضاري ولغتها السقطرية مكنون ثقافي أصيل
- دخول التصنيف الأمريكي لمليشيا الحوثي منظمة إرهابية حيز التنفيذ
- الكشف عن أربعة سيناريوهات محتملة لمستقبل اليمن!
- الرئيس الزُبيدي يؤكد أهمية رفع قدرات خفر السواحل وتعزيز الأمن البحري
- جريمة جديدة في مأرب.. العثور على جثة سجين بعد تعرضه للتعذيب وسط اتهامات للإخوان
- رئيس مجلس القيادة يصل القاهرة للمشاركة في اعمال القمة العربية الطارئة
- جماعة الحوثي تبدد أموال اليمنيين على مشاريعها الطائفية رغم الأزمة الإنسانية

على مدى أربع حلقات متتالية تفرد صحيفة "الأمناء" حيزاً لتناول ملخصات هامة من كتاب الأستاذ الدكتور/ علوي عمر مبلغ عميد كلية الآداب بجامعة عدن المسمى بـ " الإرهاب أوروبي المولد.. أمريكي التهجين " ,وفي هذه الحلقة الثانية نتناول عوامل و ممهدات نشوء الإرهاب وأسباب نشوء وازدياد ظواهر العنف والإرهاب والعوامل الخارجية المساعدة على نشوء الإرهاب وأثر هجمات من 11 أيلول في نجاح أمريكا بتحريك ملف الإرهاب .. مقولات غربية في عصر العولمة موجهات لمعركة الغرب ضد المسلمين , وخلال الحلقات القادمة سنتطرق إلى مواضيع هامة وحيوية حول هذا المفهوم الذي لم يتم التوصل لتعريف عام وشامل بصدده , وسنبرز أهم ما تناوله المؤلف من مواضيع بهذا الشأن .
عوامل و ممهدات نشوء الإرهاب :
تجد دول العالم الثالث الصرخة الأمريكية ضد الإرهاب نفاقاً ، وأنها قضية نبيلة حقاً أن يهتم المرء بالحياة الإنسانية وحرية الإنسان و كرامته , والعالم المحتضر لا يقدم لمآسي الشعوب كلها سوى الكلمات الجوفاء والآذان الصماء وهذا ما حصل من معظم الدول حيال مجزرة ( قانا) في لبنان 1996م .
إن ما يستعصي على فهم الدول العالم الثالث أكثر حتى من ذلك وهو إطلاق اسم " إرهاب" بينما لا تطلق هذا التسمية على أعمال مماثلة يرتكبها مجرمون يعملون لدوافع ذاتية خاصة , وعندما تطبق الإدانة بعدالة و مساواة فإن الإرهاب سوف يتلاشى من تلقاء نفسه , كما أن نقض التقدم أو بطئه لهذه الأهداف قد أسهم في البؤس و خيبة الأمل والإحساس بالظلم واليأس التي لا تكون بحد ذاتها أسباباً للإرهاب إلا أنها أحوال و أوضاع نفسية تؤدي أحيانا بشكل مباشر أو غير مباشر إلى ارتكاب أعمال العنف من ذلك الولايات المتحدة الأمريكية من الإرهاب الإسرائيلي مؤخراً على لبنان و إصرارها على سببه هو المقاومة حزب الله للاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان منذ 1978م وليس هذا الاحتلال , ولا ننس إن البؤس والشعور بالإحباط والظلم واليأس و الفساد والفقر والرشوة و الاختلاسات والرذيلة وخيبة الأمل في الأنظمة و قياداتها المتنفذة والجهل والأمية والمرض , وهي مشكلات لها جذور كثيرة في الأوضاع المحلية والدولية الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى الظروف الشخصية والنفسية.
عوامل خارجية مساعدة على نشوء الإرهاب :
إن هناك من العوامل الخارجية ما يعمل على إنتاج الإرهاب كرد فعل على ممارسة الغرب و إمريكا الغطرسة و العداء للإسلام بوصفه العدو الأول للحضارة الغربية ,ومقولة "هانتنغتون" بـ "حتمية الصراع بين الحضارات" ، ومقولة بريجنسكي الشهيرة بغرس الأزمات , ومقولة بريلرد لويس بأن الحضارة الغربية هي نتاج اليهودية و المسيحية , لقد تلاقت هذه المقولات لتشكيل دعوة لتبني عقيدة عسكرية تتخذ الإسلام الراديكالي عدواً استراتيجياً كما كانت الشيوعية في منتصف القرن الماضي وتنادي بأن الحرب باتت ضرورة أخلاقية .
فقد كان المسلمون طوال العقد الماضي ضحايا التعصب المسيحي في البوسنة والشيشان و كوسوفو ومقدونيا فإقحام الدين في السياسة يعد انتهاكاً لأهم مبادئ الأيدلوجية العلمانية التي تتمسك بها وتهديداً للعلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بينها وبين المسلمين .
هجمات 11 أيلول نجاح لأمريكا بتحريك ملف الإرهاب :
إن هجمات 11 أيلول هي لحظة فاصلة في التاريخ السياسي الأمريكي على الدرجة نفسها من الدراما كأي لحظة مماثلة سبقتها , والرد الأمريكي والكونغرس يهيمن عليه المحافظون و إدارة من المحافظين الجدد , وأن إعادة تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة وفق أهوائهما , وأصبحت السياسة والأفعال الإسرائيلية مسألة داخلية أمريكية , ومن ناحية أخرى وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قد نجحت بتحريك بعض الأفعال في الحرب على الإرهاب دوليا , وفيما يتعلق بالشرق الأوسط .
صعوبة زعزعة الولاء للإسلام طيلة 15 قرناً :
غير أن الثابت و الواضح الآن هو أن الولاء الأول من الإسلام دون غيره , وأن الفكر الإسلامي لا يزال بعد خمسة عشر قرنا سلطاناً تصعب زعزعته , وقد كان المسلمون الأوائل إبان ازدهار حضارتهم ينهلون نهلا من منابع الحضارات و الثقافات غير الإسلامية دون تحرج أو تحفظ أو حيرة أو قلق , فقد كانت الثقة بالنفس تعمر صدور هؤلاء وهم فاتحون السادة , واقتباساً معادياً للدين, و الواقع أن هذا الخلل النفسي , وهذا الارتياب المرضي وفقدان الثقة , لكان للإسلام المعاصر في زعمنا شأن آخر , وليس في أن أحداث 11 أيلول في الولايات المتحدة الأمريكية كشفت عن مأزق العلاقة الثقافية بين العرب و الأمريكيين وبدا واضحاً أن الرأي العام الأمريكي ومعه الغالبية الساحقة من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية .
توجهات أمريكا للرد على الإرهاب الدولي سبب نشوء ازدياد ظواهر العنف والإرهاب:
ولقد كشفت توجهات الإدارة الأمريكية في الرد على الإرهاب الدولي عن منحى خطير في العلاقات بين الدول والجماعات الدينية والقومية , علماً بأن الدراسات العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية حول العرب المسلمين لا تكاد تحصى, أليس ذلك سببا كافيا لنشوء ظاهرة العنف و الإرهاب ؟ كرد على هذا السياسة الأمريكية الغربية , وهناك إن الشعوب قد أنتجت عشرات من المنظمات الإرهابية , كالنازيين الجدد والفاشيين الجدد , وجماعة الجيش الأحمر الياباني , وجماعة الألوية الحمراء , وجماعة الباسك , والمافيا الإيطالية والأمريكية والروسية وغيرها , فلماذا الإصرار على إلصاق تهمة الإرهاب بالعرب المسلمين دون غيرهم ؟!!...
مقولات غربية في عصر العولمة موجهات لمعركة الغرب ضد المسلمين :
إن علاقة المجتمعات العربية بالغرب تحتاج مجددا إلى تضافر جهود جميع الباحثين لدى الطرفين , وأن المقولات الغربية في عصر العولمة تجلت بشكل كبير خاص مقولتي فوكوياما حول ( نهاية التاريخ والإنسان الأخير ) وصموئيل هنتجتون حول ( صدام الحضارات ) وفسر العرب هاتين المقولتين الأيديولوجيتين أيضا بشكل أيديولوجي انتهى إلى القول باحتمال توجيه معركة الغرب ضد العرب المسلمين , وجاءت حرب أفغانستان لتقديم الدليل القاطع على أن خوف العرب والمسلمين كان مشروعاً حيث صنفوا في خانة الإرهاب الدولي.
الجانب الديني أو الغيبي مكون أساسي للتراث العربي :
كما يعتبر الباحثون الغربيون أن الجانب الديني أو الغيبي هو المكون الأساسي للتراث العربي , فهناك كوكبة من المفكرين العرب كانوا على درجة عالية جدا من العقلانية ومن تأثيرها في الفكر العربي الإسلامي ، ويكفي التذكير بأن دعاة العقلانية يشكلون تراثا عربيا ,على درجة عالية من التكامل , والأكثر رسوخا والأكثر تأثيرا في تطور الفكر العربي , أما عدم استفادة القوى السياسية من هذا التراث وتوظيفه لبناء دولة عربية عصرية فمسألة أخرى تسأل عنها القوى الاستبدادية التسلية في العالم العربي , ولا يسأل عنها دعاة التراث العربي العقلاني , فالغرب ليس وحدهم وليس مطلقا بل الممتاز بالتنوع والتناقضات والصراعات كما أن المجتمعات العربية بدورها ليست واحدة بل تمتاز أيضا بالتنوع الثقافي والديني والاجتماعي , فالسائد لدى العرب هو صورة الغرب الاستعماري البشع الذي أشاع مناخا من الصدام والمواجهة مع الشرق , إن صورة الآخر ليست حقيقية إذ لا يظهر الشرق على حقيقته ولا الغرب على حقيقته بل صورة لكل منهما معكوسة في مخيلة الطرف الآخر
عالمية الإسلام مصدر قلق للغرب في حربه على المسلمين :
لقد اختار الغرب بعناية أشد العناصر عداءً للعرب وأكثرها عنصرية وهي الصهيونية و اليهودية بديلاً عن هذا الحوار الجاد الذي ندعو عليه ’ رغم ما يقال عن التقارب بين الحضارات و الحوار بين الثقافات أي ( المثاقفة ) , ما دامت إسرائيل موجودة كدولة دينية عنصرية على أرض عربية مقدسة , أو ربما كان من سوء حظ الهيمنة الغربية الجديدة أنها بدورها قد جاءت في الوقت يتصاعد فيه بصورة مذهلة , والتعليق بالمحلي و التشبث به والثقة فيه -أي الإسلام - الذي هو عند الغرب معاول للإرهاب و التخلف أي مشروع النقيض الجديد ( الخطر الأحمر ) , ومصدر القلق لدى الغرب مرتبط في الأساس بالفكرة الإسلامية التي تتمحور حولها ( عالمية الإسلام ) , كما أن الجهاد و محاربة الشرك و الكفر و الإلحاد جزء أصيل في العقيدة المحمدية , وقد ألحّ عليها القرآن الكريم في آياته وتضمنتها السنة النبوية .
المسلمون لا يشكلون خطراً على الآخرين :
إننا نؤمن تمام الإيمان بأن المسلمين لا يشكلون أي خطر حقيقي على أحد إلا على أنفسهم , ونحن ندرك في الوقت نفسه سياسة وفكراً أهون من أن يهدد الغرب تهديدا صميما , وقد أصبحت هذه الاتهامات أنها - أي الثقافة العربية - معادية للديمقراطية لأنها ثقافة غير قائمة على التسامح و الاعتراف بالتنوع ولا تملك التقاليد اللازمة للاعتراف بالرأي الآخر .
الخلاصة :
وخلاصة القول فيما يخص حقل الإرهاب والتربة الناشئة لزراعته فإن الرأي العام السائد في الأسرة الدولية هو أنه ليس فقط من خلال التعريف المقبول عموما , وهناك أيضا تطبيق موضوعي لهذا التعريف على مرتكبي الأعمال الإرهابية أياً كانت هويته وانتماؤه , لهذا الكفاح أن يتعامل بطريقة مرضية مع هذا البلاء والشر الحقيقي المسمى ( بالإرهاب )...
وهذا ما كرسته قمة شرم الشيخ و موقف الولايات المتحدة الأمريكية من عدوان إسرائيل على لبنان في إبريل 1996 م وتباين موفقها من القاعدة وأسامة بن لادن والطالبان من جهة و الإرهاب الدولية الإسرائيلية اليومي و المتصاعد ..
ونص القرار الجمعية العامة رقم 42/159 بتاريخ 7/12/1987م والمؤكد على ضرورة التمييز بين أعمال الإرهاب المدانة وبين الكفاح المشروع ضد المحتل أو المستعمر فهو الوجه الأكثر قبحاً , ومن هنا مادامت أسباب اللجوء إلى الترهيب غافلة من ذهن المنضمين لمكافحة الإرهاب .