- أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 4-3-2025 في اليمن
- درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء في الجنوب واليمن
- إدارة أمن عدن تحذر من بيع وشراء الألعاب النارية للأطفال
- اللواء السقطري : سقطرى إرث حضاري ولغتها السقطرية مكنون ثقافي أصيل
- دخول التصنيف الأمريكي لمليشيا الحوثي منظمة إرهابية حيز التنفيذ
- الكشف عن أربعة سيناريوهات محتملة لمستقبل اليمن!
- الرئيس الزُبيدي يؤكد أهمية رفع قدرات خفر السواحل وتعزيز الأمن البحري
- جريمة جديدة في مأرب.. العثور على جثة سجين بعد تعرضه للتعذيب وسط اتهامات للإخوان
- رئيس مجلس القيادة يصل القاهرة للمشاركة في اعمال القمة العربية الطارئة
- جماعة الحوثي تبدد أموال اليمنيين على مشاريعها الطائفية رغم الأزمة الإنسانية

فاجأت الشابة "آية خالد" والدتها بـ(عباية وملاية لسريرها الخاص وكذا بعقد فُلّ وضعته على عنق أمها)، الأم تفاجأت بقبلات "آية" المتتابعة على وجه ورأس أمها، لابد أن هنالك خطب ما في الأمر، وإلا فلماذا الإغداق بالقبلات المتتابعة أكثر من العادة !، أخيراً تخبر "آية" أمَّها أن هذه القبلات والهدايا، تعبير رمزي عن يوم 21 مارس عيدها الرمزي، فهي كما تحدَّثت لـ"الأمناء" مؤمنة بأن كل ثانية من حياة أمها بالنسبة لها عيد..
وتروي "آية خالد" بقولها: " لقد كانت أمي متفاجئةً كثيراً ولم تتذكر أن هذا اليوم هو يوم خاص بها، لقد انشغلت كثيراً بسبب أحداث الحرب التي تجري في البلد، وهذا ما جعل قلبها مشغولاً على الدوام، بسبب خروجنا أنا وأشقائي لممارسة حياتنا، في ظروف الحرب التي تجري، وهو ما يشعل تخوفاتها الدائمة بهذا الصدد."
وتضيف آية: " إنني أحاول أن أخفف عنها بعضاً مما عانته في سبيلنا طيلة تلك الأيام المخيفة، وهذه المفاجأة كانت مجرد تعبير عن مقدار الامتنان لها، ومحاولة ضئيلة لأن أشغل مساحة فرح في قلب أمي، بل أيضاً هذا تكريم لهذه الإنسانة العظيمة التي تحملت الكثير لأجل تربية أبنائها وتنشئتهم تنشئة صحيحة، وخلق جيل قادر على النهوض بمجتمعه ودفعه نحو التقدم والرُقيّ ".
تكريم الأمهات
وبهذا الصدد، قامت جامعة عدن بتكريم أمهات الشهداء بهذه المناسبة الجليلة، فهي الأم التي ضحت وتحملت المشاق الجسام، لقاء تحرير الوطن، وعبّرت تلك الأمهات عن مقدار فرحتهن بتذكرهن وأبنائهن الشهداء الذين قضوا في الحرب ، وكذا كانت هنالك العديد من الفعاليات المختلفة في أماكن عديدة تعبّر عن حالة الابتهاج بهذا اليوم وتكريماً للأم العظيمة التي تشكل نواة الأسرة والمجتمع.
وتعاني كثيراً من الأمهات حتى هذه اللحظة من القلق الكبير على حالة أبنائهن الجرحى، وكذلك المعتقلين، في سجون صنعاء.
إلى ذلك، يرى رجال ديننا الإسلامي بأن عيد الأم والأب في كل لحظة، وهو مشمول تحت لافتة (برُّ الوالدين) الذي أوصى به الله تعالى بقوله:" ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً"، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم: "أمك ثم أمك، ثم أمك، ثم أبيك".
الصحافة وفكرة الاحتفال!
وتعود أصول فكرة الاحتفال بعيد الأم إلى دول الغرب وتحديداً في العام (1908م) عندما خلدت الأمريكية (آنا جارفيس) ذكرى وفاة والدتها .. واتسعت رقعة الاحتفال إلى أن وصل للدول العربية .. فكانت بداياته من مصر عندما كتبت إحدى الأمهات رسالة إلى إحدى الصحف تشكو من جفاء أبنائها وتعاملهم السيّئ معها، ومن هنا حدّد أصحاب الصحيفة عام (1956م) يوماً للأم، وذلك تكريماً وتقديراً لها ورد جزء من جميلها، وقد لاقت الفكرة استحساناً وتشجيعاً كبيرين، وأصبح يوم (21 مارس) من كل عام هو عيد الأم في الدول العربية كونه أول أيام فصل الربيع ليكون رمزاً للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة ، وانتقلت بعدها الفكرة إلى باقي أقطار الوطن العربي..
أما عيد الأب - وهنا المفارقة الطريفة التي لا يعلم بها الكثيرون - فهو في الشهر ذاته، ويسبق عيد الأم بيومين فقط، أي بتاريخ الـ 19 من مارس وتحتفل به دول العالم جميعاً عدا الدول العربية والإسلامية.
عظمة الأم
وهنا خصصنا معظم جولتنا للأم التي هي موضوع حديثنا، وعرَّجنا على عيد الأب، فكانت جولتي مع الأخ/ وعد أبوبكر الذي عبّر عن هذه المناسبة بالقول: ( للأم مكانة عظيمة لدى المجتمع ككل وليس لأبنائها فقط، وحنانها لا يوازي أي حنان .. فهي من ركائز بناء أي مجتمع ولولاها لما تربى الأبناء التربية الحسنة وذلك لخلق جيل قادر على النهوض بمجتمعه ودفعه نحو التقدم والرقي).
وأضاف: ( فالأم هي التي تعطي للحياة أروع ما في الدنيا، فهي تتفاعل مع أدق تفاصيل حياتنا ولنبضات قلوبنا تهب الحنان وتعطي دون أن تنتظر مقابلاً لذلك العطاء).
أهم المناسبات
فيما تفاعلت الأخت/ شيماء وقالت: (عيد الأم من أهم المناسبات التي تحتفل فيها العديد من الأسر وتعتبره يوماً لتكريم الأم ورمزاً لعطائها .. وهذه المناسبة تدفعنا إلى الوقوف مع ذاتنا للتفكير في تلك الإنسانة العظيمة التي تعطي من دمها وجسدها وروحها وكل أحاسيسها من دون أدنى مقابل).
وواصلت قائلة: ( فالإحساس بعظمة الأم يكون دائماً ولا يقتصر على يوم واحد.. لكن من الجميل أن تتميز هذه المناسبة ببعض الطقوس الاحتفالية التي تجعل الأم تنتظر هذا اليوم وتفرح فيه).
ومن جهة أخرى، يقول أحد بائعي الهدايا : ( استعددت اليوم منذ الصباح الباكر بهذه المناسبة، لأن هنالك حركة على عكس الأيام الأخرى) ، مضيفاً: (هذا اليوم تزداد الحركة ، ففيه يأتي الأبناء لشراء الهدايا الرمزية المختلفة لوالديهم ) .
أمي .. جنتي على الأرض
وشاركتنا الرأي الأخت/ نوال بالقول: ( يقولون أن هذا يومكِ وعيدكِ .. لكني أقول لهم أن كل يوم يومكِ وعيدكِ .. فيوم واحد لا يعبّر عن مدى حبي لك يا غاليتي وجنتي على الأرض).
وأضافت: ( أمي.. أنت نعمة من الله ، وبرضاك عني أكسب رضاه، فكم أتمنى أن تكوني راضية عني وأن لا أقصر بحقك.. وأسأل الله أن يعوضك عن كل ليلة سهرتي بها لأجلي وكل دمعة ذرفت من عينيك كنت سببا بها.. ويعوضك عن كل لقمة طعام حرمتي نفسك منها لأجل إطعامي, وأشكر الله وأحمده على أعظم نعمة في الكون أهداني إياها وهي نعمة بقاءك بقربي ) .
كلمة بسيطة .. تحمل معاني كثيرة
أما الأخ/ أبو أمجد الذي كان متأثراً وهو يعبّر عن هذه المناسبة قال: ( الأم كلمة بسيطة.. لكنها تحمل معاني كثيرة، فهي التي تتحمل بجَلَد وصبر آلام الحمل ومخاض الولادة وتسهر الليالي من أجل أن ينعم أبناءها براحة ونوم هانئ .. فهي الفرح والأمل والحنان والعطف وهي التي تربي أجيالا بعد أجيال وتتحمل متاعب ومصاعب الحياة من أجل أبنائها.. الأم هي تلك الذي إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق، كما هي سر من أسرار السعادة في الدنيا ورضا الله سبحانه في الآخرة كون الجنة تحت أقدامها).
يوم التاريخ الإنساني
كما كانت لنا وقفة قصيرة مع الأخت/ ريما فضل التي قالت: (الأم هي الوطن والابتسامة وكل السعادة، ومالها يوم أو عيد محدد فوجودها في الحياة هو أكبر عيد وأجمل ما فيها رغم بشاعتها .. ويومها هو يوم التاريخ الإنساني وتوارث الأجيال جيلاً بعد جيل، وهي من أبواب الجنة .. والاحتفال بها في هذا اليوم يعني أنها تستحق أن تنفرد بيوم يحتفل فيه الكون بها.. فهنيئا لأمهاتنا يومهن وربنا يديمهن نعمة علينا ).
الحدث الأعظم
وآخر لقاءاتنا كانت مع الأخت/ رشا عبده التي وصفت الأم في هذه المناسبة وقالت: ( الأم هي كل ما هو جميل في هذه الحياة، هي الحب الصادق والخوف الثقيل المصحوب بدموع الحنين.. هي السعادة التي تصنع من الوجع ألف بسمة وتعيد كل معاني الحياة، فالأم هي الحدث الأعظم أثراً في حياة أبنائها ، هي من يجر حبال اليأس على كتفيه كي تمشي مجاديف سفن الأيام والسنين.. هي الأيدي التي تبني جسوراً للعبور إلى مرسى الراحة والأمان، الأم.. بداية كل حكاية ) .
أمهات .. منسيات دائما
وعلى الرغم من أن هذا اليوم يأتي مرة كل عام يضفي الكثير من البهجة والسعادة على قلوب الأمهات، إلا أن هناك أمهات رغم رحلة عطائها الطويل لا يجدن في آخر العمر إلا الجفاء والجحود من أبنائهن.. والكثير منهن في دور المسنين منسيات وأبصارهن نحو الباب في انتظار زيارة خاطفة من فلذات الأكباد، وخلف الباب قصص حزينة وقلوب تتألم.