آخر تحديث :الثلاثاء 04 مارس 2025 - الساعة:02:06:20
الدفاع المدني.. جهود كبيرة وإمكانيات شحيحة
(تقرير/ رياض شرف)

الدفاع المدني "المطافي" تقع عليه مسؤولية كبيرة ومهمة في إنقاذ المواطنين والممتلكات من الكوارث والحرائق.. وبالرغم من هذه الجهود إلا أن الدفاع المدني مازال يحترق بنيران المعاشات والنقص في بعض المعدات.. ولهذا ارتأينا النزول إلى وسط العاملين في مركز المنصورة لتلمّس معاناتهم..

يقول مساعد أول نائب مدير الدفاع المدني بعدن / سلطان سالم مجاهد سالم: " الدفاع المدني بالمنصورة لعب دوراً وطنياً ومشرفاً أثناء فترة الحرب ، حيث قمنا بإطفاء حريق معسكر الصواريخ وهو أول معسكر للمقاومة يتم تحريره من مليشيا الحوثي وصالح، كما قام رجال الدفاع المدني من إخماد ألسنة النيران في كلٍ من المطار والمصافي أثناء الاشتباكات الملتهبة في فترة الحرب، فكان مركز الدفاع المدني بمديرية الشيخ عثمان هو المركز الوحيد الذي ظل فوق الجاهزية ، فلدينا العديد من زملاءنا في الدفاع المدني أصيبوا ومنهم "مازن علي سالم" أصيب في إطفاء حريق مصافي عدن ، وكان عدد أفراد رجال المطافي في فترة الحرب من 4 ـ 9 أفراد بدون توفير أي متطلبات".

ويواصل نائب مدير الدفاع المدني بعدن / سلطان سالم حديثه: " رغم الأدوار البطولية التي تقدم من قبل رجال وشباب الدفاع المدني كواجب وطني ، أصبحت تواجهنا اليوم تحديات في عملنا منها: رواتب الأفراد ، بغض النظر عن أي شيء، لدينا أفراد مستجدين قاموا بأعمال بطولية أثناء فترة الحرب وبعده وللأسف لم يستلموا رواتبهم منذ ما يقارب السنة والنصف ، ولازالوا يواصلون أعمالهم بصمت وعددهم ما يقارب 235 فرداً ، إضافة إلى أنه لم يتم ترقيمهم، أيضاً لدينا عمال أساسيون للأسف الشديد يستلمون رواتبهم وهم في منازلهم وقد تم استدعاءهم فهناك من استجاب ومنهم لم يستجب وهم قِلة ".

 

كنا نشتري مستلزمات ونأخذ "سُلفةً" من تجار

وبكلمات تحمل المرارة يؤكد سلطان سالم بقوله: "علينا مستحقات مالية يتوجب تسديدها للغير (ديون) لفترة الحرب، فهي مستحقات لبعض التجار ، كنا أثناء عملنا في إطفاء الحرائق خلال فترة الحرب نضطر لأخذ سلفة من بعض التجار المتواجدين في المنطقة لشراء المستلزمات والاحتياجات الأكثر ضرورة لوسائل الدفاع المدني لتأدية عملنا بالإضافة إلى ما كنا نصرفه من جيوبنا ".

مبنى الدفاع المدني إيجاره 100 ألف ريال

ويشير سلطان إلى أن مركز الشيخ عثمان كإدارة- وهو المكتب الرئيسي لكافة فروع الدفاع المدني بعدن- لديه خط تلفون أرضي واحد وهذا غير كافٍ ، فهناك أجهزة محمولة تم تقديمها من قبل الإخوة الإماراتيين.. مضيفاً: " إن مبنى الدفاع المدني الذي نعمل فيه إيجار ، وإيجاره شهريا (100 ألف ريال يمني) كون الدفاع المدني لا يوجد لديه مبنىً رسمياً من الدولة، ومن خلال سطور "الأمناء" نناشد محافظ عدن الأخ اللواء عيدروس الزبيدي ومدير عام أمن عدن اللواء شلال شائع كونه المسؤول الأول عنا- اللذان يبذلان جهوداً طيبة في تطبيع الأوضاع بعدن- نناشدهما بضرورة توفير مركز حكومي للدفاع المدني كون محافظة عدن توسعت بشكل كبير وأربعة مراكز لا تغطي المحافظة، وهناك مديريات لا تمتلك حتى مركزاً واحداً مثل مديرية دار سعد ، وأكثر مساكنها خشبية ومنها أكواخ عشوائية ، وكذا مديرية خور مكسر ، ومديرية البريقة واعتمادها على سيارات الإطفاء التابعة للمصافي".

ويختتم سلطان حديثه قائلاً: " بأمانة أقولها.. الدولة غائبة عن دور الدفاع المدني بعدن وما يقدم رجاله وشبابه، فالدفاع المدني من أهم أجزاء الدولة، عملنا لا يقتصر على عدن فقط نضطر للذهاب لأداء الواجب إلى محافظات أخرى وفعلاً ذهبنا مؤخراً إلى محافظة لحج لإطفاء حريق في منزل أحد المواطنين! ".

 

لا ننسى المحافظ ومدير الأمن والأشقاء الخليجيين

ولا ننسى دور الأخ المحافظ عيدروس الزبيدي ومدير الأمن اللذان يحرصان على رفع أداء الدفاع المدني ، فهناك سيارات للإطفاء كانت عاطلة وتم إصلاحها على حساب إدارة الأمن بعدن ، كما نشكر الإخوة الإماراتيين لرفدنا بسيارات إطفاء حديثة.

أيضاً كان لنا لقاء من الأخ مساعد أول / عبدالله محمد عزب - القائم بأعمال مدير مركز الدفاع المدني المنصورة مدير إدارة التدريب والتأهيل في الدفاع المدني محافظة عدن - حيث تحدث على أهم الصعوبات التي تعترض عمل الدفاع المدني قائلا: " إن كثرة المطبات في الطرقات وانخفاض أسلاك الكهرباء ذات الضغط العالي وضيق الشوارع خاصة في الأحياء الشعبية وعدم تفهم المواطنين السائقين لاستجابتهم لنا بفتح الطريق ، والمضحك المبكي أن المواطنين يقولون أن رجال الدفاع المدني لا يعرفون عملهم ويحضرون بدون مياه.. هل يُعقل أن يصل الدفاع المدني بدون أن يحضر مياه الإطفاء معه؟!!. مهمتنا إنقاذ الأرواح والممتلكات فكيف سيتم ذلك إذا لم نحضر المياه؟!.

ومن خلال صحيفتكم الموقرة نرجو توضيح الأمور للمواطنين ، ومن أهم مهامنا نشر الوعي الوقائي بين المواطنين وهذا لن يأتي إلا من خلال الإعلام.

نتقدم بالشكر للإخوة في التحالف العربي وخاصة دولة الإمارات على دعمها السخي للدفاع المدني ورفدنا بخمس سيارات إطفاء وواحدة إنارة وذلك لإعادة تأهيل الدفاع المدني لما أصابه من ضرر جراء الحرب.. ولا ننسى الشكر والتقدير للواء شلال شائع مدير أمن عدن لدعمه للدفاع المدني ورفع الجاهزية بإصلاح وصيانة بعض السيارات التي تعرضت خلال الحرب للإعطاب والضرر إضافة إلى إقامة أربع دورات في الدفاع المدني للمستجدين تحت إشراف مدير عام أمن عدن".

مناشدة لإعادة النظر

وناشد المساعد أول "عبدالله عزب" الإخوة في التحالف العربي ومحافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي ومدير أمن عدن : " النظر إلى حال الدفاع المدني من خلال توفير بدلات عسكرية خاصة بالدفاع المدني لمجابهة الحرائق ، حيث أن كمية البدلات الخاصة بمكافحة الحرائق غير كافية ، أما بالنسبة للزي العسكري فهي غير متوفرة لدينا نهائيا. كما نناشدهم النظر بصرف مرتبات المستجدين الذين تم استقطابهم للعمل في الدفاع المدني وهم من أفراد المقاومة الشعبية بناءً على تعليمات وقرار رئيس الجمهورية القاضي بضمهم إلى أجهزة الجيش والأمن ومن ضمنهم الدفاع المدني.

كما نطالب بفتح أكثر من مركز في دار سعد والممدارة ومدينة الشعب نظراً للكثافة السكانية وكثرة المشاريع السكنية ،على سبيل المثل : إنماء ، والتقنية ، وبئر أحمد ..علماً أن مركز المنصورة يغطي مساحةً جغرافيةً واسعةً تصل إلى باب المندب ، ونعمل في بعض المناطق القريبة من مركز المنصورة مثل محافظة لحج.. ورغم كل ذلك نجد أن المواطن يقول إن الإطفاء يصل دائماً متأخراً !.. ومن الأخطاء التي يرتكبها المواطن عدم الإبلاغ السريع والمباشر بحجة أن المطافي يريدون مبالغ مالية، وهذا الكلام غير صحيح ، هل يُعقل أن تطلب من إنسان منكوب فقَدَ كل شيء في لحظة ونطالبه بدفع مبالغ مالية مقابل إسعافنا وخدماتنا التي نقدمها مجاناً؟!! ،، ونؤكد هنا أنه لا يوجد أي مقابل مالي لعملية الإطفاء ، ونناشد كافة المواطنين الذين يقولون أن رجال المطافي يطلبون مبالغ مالية مقابل إطفاء الحريق نناشدهم أن يتقدموا بالشكوى كتابياً إلى الإدارة العامة للدفاع المدني.

وبمناسبة الأول من مارس (اليوم العالمي للدفاع المدني) لدينا برنامج خاص بالنزول إلى المدارس الموحدة والثانوية لإقامة محاضرات توعوية للتعرف بأضرار الحريق وكيفية التعامل معه والخطوات المتبعة. كما نناشد الإخوة أصحاب الشركات والمحلات التجارية التعاون من مندوب الدفاع المدني عند النزول إلى محلاتهم لتفقد وسائل الأمن والسلامة المهنية وذلك لأهمية هذا الجانب" .

أما مختار صالح مفتاح – مشرف على المهندسين في إصلاح سيارات المطافي –فيقول : " التحقت بالعمل منذ سنتين أثناء فترة التسجيل ولم يتم ترقيمي حتى هذه اللحظة وأعمل بدون راتب وأنا متزوج ولدي أسرة أعولها" .

ويضيف : " عملي في المطافي خدمة إنسانية وشرف لي ولزملائي في خدمة المواطنين وإنقاذ حياتنا ، وللأسف الوضع المادي بالعمل غير مشجع ومستلزمات العمل نأتي بها من جيوبنا نظراً لعدم توفرها ، ونعاني من نقص في بعض قطع الغيار ويتم شراءها من الأسواق.. وقد قمنا قبل ثلاثة أشهر بتوجيه رسالة إلى صندوق النظافة لتوفير براميل نظافة وللأسف لم تصل.. نتمنى من المهندس "قائد راشد " التعاون معنا بإرسال سيارة نظافة لغرض تصفية ساحة مبنى الدفاع المدني بالمنصورة ".

 

 



































































































































































شارك برأيك