- إدارة أمن عدن تحذر من بيع وشراء الألعاب النارية للأطفال
- اللواء السقطري : سقطرى إرث حضاري ولغتها السقطرية مكنون ثقافي أصيل
- دخول التصنيف الأمريكي لمليشيا الحوثي منظمة إرهابية حيز التنفيذ
- الكشف عن أربعة سيناريوهات محتملة لمستقبل اليمن!
- الرئيس الزُبيدي يؤكد أهمية رفع قدرات خفر السواحل وتعزيز الأمن البحري
- جريمة جديدة في مأرب.. العثور على جثة سجين بعد تعرضه للتعذيب وسط اتهامات للإخوان
- رئيس مجلس القيادة يصل القاهرة للمشاركة في اعمال القمة العربية الطارئة
- جماعة الحوثي تبدد أموال اليمنيين على مشاريعها الطائفية رغم الأزمة الإنسانية
- الرئيس الزُبيدي يؤكد دعمه للجهود التطويرية لمؤسسة موانئ خليج عدن
- هزة أرضية هي الثالثة تضرب زبيد في الحديدة

من منتصف شهر فبراير ومارس من كل عام يبدأ زوّار مصيف (شرعة) الترفيهي للتوافد لهذه المنطقة من جميع محافظات الجنوب من أجل إحياء الموروث الشعبي وتقاليد الآباء وعادات الأجداد التي ساهمت في وحدة الصف وغرست في نفوس الأجيال الأُلفة والمحبة وحب الوطن من خلال لقاءاتهم المتواصلة أثناء الموسم السياحي التي تَطيب فيه ليالي الأنس والشرح وصوت الدان منذ بدايته حتى نهايته ، بحيث أنهم جعلوا منطقة (شرعة) مكاناً معتاداً لإبراز المواهب ولملمة الشمل والتسامح وصفاء القلوب وساحة ثورية يلتقي فيها رواد النضال والشعر والأدب لتكون دائماً هي السباقة في وحدة النسيج الجنوبي في إطار قضية باتت أحلامها وشيكه تلوح في الأفق.
يقع (حمام شرعة السياحي) ذو المياه العلاجية الساخنة في مديرية حالمين محافظة لحج ، ويتوافد إليه الزائرون من مختلف مناطق ومدن الجنوب في شهر مارس من كل عام؛ لغرض الاستجمام والتشفي من مياه ينابيعه الكبريتية الحارة، التي تخرج من باطن تلك الجبال الشامخة وتأتي متواصلة دون انقطاع، وهذه نعمة ربانية وهبها الله لأبناء تلك المناطق الريفية المنسية من أبسط خدمات الدولة لكي تصبح " منطقة شرعة " قبلة للزائرين ، ومنتجعاً سياحياً وترفيهياً يقصده أبناء الجنوب كافة على مدار العام..
ينبوع علاجي ساخن
ويعتبر حَمّام شرعة السياحي من أشهر الحمامات العلاجية على مستوى البلاد ، وتصل درجة حرارة ينبوعه الساخن إلى فوق الثمانين مئوية ، وبقدرتها الإلهية تعالج الأمراض المستعصية مثل الذين يعانون من الشلل وعديمي الحركة والروماتيزم والطفح والحساسية الجلدية.. وغيرها من الأمراض الذي عجز الطب الحديث عن علاجها.. علماً أنه أتى الكثير من المرضى إلى منطقة (شرعة) وشُفيت أمراضهم – بإذن الله - فيه.. بعد أن ذهبوا إلى مستشفيات داخلية وخارجية بدون فائدة وصارعوا المرض أياما عديدة ليست بقليلة، البعض منها مكث عقداً من الزمن..؛ لكنهم بعد هذه المعاناة كلها، أصبحت حالمين بنظرتهم موطن الابتسامة ومنتجعاً لإعادة الحياة والأمل، ولم يكن مصيف شرعة فقط للتداوي، بل إنه ينفس عن القلوب بأصوات أغنيات وأناشيد وأشعار يتم صناعتها أو يتم استعارتها من طقوس الموروث الشعبي القديم..
موروث شعبي..وملتقى تعارفي
أصبح (منتزه شرعة السياحي) ملتقىً تعارفياً تقليدياً معتاداً، جسّده الأجداد والآباء، وظل خالداً في ذاكرة الأجيال الواعدة التي لازالت تحيي هذه الذكرى السنوية وتحافظ على الموروث الشعبي والعادات والتقاليد والتراث القديم، معتبرين ذلك الوجه الآخر للمنطقة، بل يتحول فترة الموسم إلى تراث شعبي وحفلات وأمسيات فنية وثقافية يحييها الأهالي بمشاركة الوافدين من مختلف مناطق الجنوب المختلفة، وفيها يرتجز الشعراء بشعرهم التي تصطحبه الطبول والمزامير وألحان جميلة كلها تشدو للوطن الجديد ونكهة الثورة الجنوبية والنضال الكبير لشعب الجنوب وسط مشاعر رائعة ولحظات جميلة تسرُّ الناظرين والحاضرين لتلك العادات التقليدية التي جفت وانعدمت في أغلبية مناطق الجنوب..
وتتواصل السهرات والأمسيات على هذه الوتيرة لمدة شهرين متواصلين يبرز فيه الأهالي موروثهم الشعبي ويتغنون أمام الجموع الحاضرة إبداعاتهم الفنية الممزوج بالأغاني التراثية التي يؤديها الفنانون على أوتار العود والدربوجة بذوق تراثي خالص ينال استحسان الجميع ويمتع قلوب كبار السن الذين يحنّون بكل لهفة للماضي الجميل والأيام الشواني على حد قولهم من المستحيل تعود !
خدمات متوفرة للزائرين
يميز حمام حالمين السياحي هو وجود كل متطلبات الزائرين برغم بُعد المسافات والمكان الذي يقع فيه بمنطقة ريفية إلا أن كل الاحتياجات والخدمات متوفرة على مدار اليوم وذلك بوجود سوق شعبي، تتوزع فيه المطاعم والمقاهي والمتاجر، ومسلخ اللحوم والخضروات والفواكه.. وأيضاً غرف مفروشة وفنادق مزودة بمسابح صغيرة مليئة بالمياه الساخنة يساعد الوافدين على الإقامة لفترة أطول.. كما أن أهالي منطقة شرعة يفسحون الفرصة لكل الشرائح القادمة للاستجمام بالمسابح الخاصة بالرجال والنساء ويقدمون خدمات رائعة نظراً للعلاقات الوثيقة التي تربطهم مع الزائرين منذ زمن قديم وكذا إظهار المنطقة بوجه آخر وهذا ما يجعل الجنوبيين يترددون على مصيف شرعة كل عام.
حرمان سرمدي ومعاناه مستمرة
_________
وكمنطقة حَبَاها الله بهذه القدرة الإلهية ، وميّزها عن بقية مناطق الجنوب ، تعتبر مناطق شرعة من المناطق المحرومة التي تعاني من نواقص خدماتيه كثيرة أبرزها طريق (نقيل المعدي) الجبلية الوعرة التي تُعد الشريان الوحيد للوصول إلى مركز عاصمة المديرية حبيل الريدة لكونها تربط حمام حالمين بيافع على مدار الوقت والأيام ،وكذلك تفتقر المنطقة أهم المقومات الضرورية مثل الكهرباء والمياه والتعليم والصحة بحيث أن الأطفال يقطعون مسافات طويلة ليست بقليل عن مقر سكنهم بالمدرسة ،ناهيك عن الحالات المرضية الطارئة التي يعاني منها بشدة سكان تلك المناطق الكادحة مما تسببت بعضها إلى الوفاه نتيجة بُعد المستشفيات ووسيلة نقل المريض ..
يأمل أبناء مناطق شرعة في مديرية حالمين والزائرون جميعاً من قيادة السلطة المحلية بمحافظة لحج والجهات ذات العلاقة، الاهتمام بهذا المنتزه ولو بجزء بسيط؛ لكي يُصبح منتزهاً متواصلاً طول الأيام والأزمان.