آخر تحديث :الثلاثاء 04 مارس 2025 - الساعة:01:33:37
المناطق المحررة.. وضعٌ حرجٌ ومحرج
(تقرير/ الخضر عبدالله)

خفتت ملامح الحياة في شوارع المدن المحررة المثقلة بوطأة هموم مواطنيها، وباتت باهتة يباغتها الموت من كل مكان، حرب عسكرية وحرب إنسانية، وأخرى اقتصادية، حتى ضاق الحال بها وأصبحت تترجم معاناة سكانها بقولها (ما عاد يحتمل الفؤاد، قد ضاق صبر الصابرين!..)

وتمرُّ المناطق المحررة بوضع حرجٍ للغاية، وأضحت تشكل وضعاً محرجاً للشرعية والتحالف الذي ساهم في أجزاء بسيطة جداً لرفع مستواها وتأهيلها، لكن ذلك لا يكفي فهي تحتاج لإنعاشٍ سريري كما تحتاج إلى رافعة حقيقية تنتشلها من وضعها المُزري هذا..

 

وضع مزري!

وتعيش العاصمة عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية المحررة في وضع اقتصادي لا يخدمهم لمواكبة الحياة بسبب ما تعيشه اليمن من صراعات وحروب نتج عنها أزمة حادة للغذاء والماء والمشتقات جعلت معظم الأسر تعيش في مرحلة فقر مدقع. .

ساعات طويلة  بالكامل تعيشها مدينة عدن  بلا تيار كهربائي نتيجة أسباب من الصعب معرفتها ما جعل مدينة عدن تعيش في ظلام دامس .

وأصبح الماء في حالة انقطاعٍ عن الأحياء السكنية لساعات طويلة بسبب وقوف محطات المياه لعدم توفر المشتقات النفطية ،وحتى المنازل التي يوجد لديها ماء في خزاناتها  غياب الكهرباء جعلها تعيش بلا ماء!.

أزمة المشتقات النفطية المنعدمة من ثلاثة أسابيع خلفت الكثير من المعاناة لكل الناس كون معظم مقومات الحياة تعيش على المشتقات مما أدى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية في اليمن والذي ترتب عليه ارتفاع أسعار المواد الغذائية وأهمها القمح والدقيق والسكر والزيوت وغيرها مع استمرار الوضع المزري ..

وحسب دراسات اقتصادية فإن نصف سكان اليمن يعيشون في حالة فقر مدقع نظراً لعدم امتلاكهم إلى مخزون غذائي كون دخلهم يعتمد على العمل اليومي في وضع توقف فيه كل شيء وأغلقت شركات ومصانع ومحلات تجارية كبيرة جراء الأزمة التي لحقت باليمن ..

وأضحت مادة الغاز التي يحتاجها كل بيت شبه معدومة عند معظم الأسر فتجد محطات تعبئة الغاز مكتظة بالمواطنين المصطفين لساعات طويلة، حتى أن أحد المواطنين شكا الحالة بالقول : " إن الغاز منعدم في منزله منذ ثلاثة أيام ولا يطبخ في منزله شيئا حتى وقت وجود الغاز بالمحطات!! " .

وضع بائس

حال المستشفيات هي كذلك تضج بالمرضى وخاصة مرضى السكر يفقدون علاجاتهم بسبب التيار الكهربائي ؛ لأن إبر السكري لابد أن تحفظ بالثلاجة . وكذلك مستشفيات الأطفال والحضانات والولادة لا تجد من يستقبل حالاتهم بسبب انقطاع الكهرباء عن العاصمة عدن لساعات طويلة  .

أصبحت الحياة شبه معدومة في هذه المدينة حتى بات الناس في معظم الأحياء يفترشون أرصفة منازلهم ليلاً، فتجدهم يتسامرون مع بعض كلٌ يشكو للآخر وضعه بسبب الانقطاع المتواصل للكهرباء في كل بيت ، فغياب المشتقات وانعدام الكهرباء وندرة المواد الغذائية بل وارتفاعها مع انخفاض مستويات العملة أمام الدولار، خلقت هذا الهلع لدى المواطنين.

وتوقفت الحركة بالكثير من الأسر التي يعتمد دخل أفرادها على التكاسي والباصات، فانعدام المشتقات جعل أصحاب هذه المركبات في طوابير لأكثر من أسبوع مما جعل أسرهم في فقر مدقع كون اعتمادهم الأساسي على حركة هذه المركبات .

ووصل قيمة الدبة البترول في السوق السوداء في المناطق المحررة إلى 10 ألف ريال ناهيك عن أن سعر أسطوانة الغاز وصل إلى 3 ألف ريال وغيرها من المواد الغذائية التي ضاق الخناق بالمواطنين بسبب ارتفاعها وخاصة ذوي الدخل اليومي المحدود..



































































































































































شارك برأيك