- الكشف عن أربعة سيناريوهات محتملة لمستقبل اليمن!
- الرئيس الزُبيدي يؤكد أهمية رفع قدرات خفر السواحل وتعزيز الأمن البحري
- جريمة جديدة في مأرب.. العثور على جثة سجين بعد تعرضه للتعذيب وسط اتهامات للإخوان
- رئيس مجلس القيادة يصل القاهرة للمشاركة في اعمال القمة العربية الطارئة
- جماعة الحوثي تبدد أموال اليمنيين على مشاريعها الطائفية رغم الأزمة الإنسانية
- الرئيس الزُبيدي يؤكد دعمه للجهود التطويرية لمؤسسة موانئ خليج عدن
- هزة أرضية هي الثالثة تضرب زبيد في الحديدة
- الرئيس الزُبيدي يطّلع على نشاط مصلحة الجمارك وأمن المنطقة الحرة
- محافظ شبوة يتفقد خطط تشغيل محطات الكهرباء خلال رمضان
- الأرصاد يتوقع هطول أمطار متفرقة على أجزاء من السواحل الغربية

غالباً ما نقيم فترة من الزمن في أماكن لها من عطر التاريخ ما يكسبها قيمة خاصة.. لكننا بانشغالاتنا بمتع اللحظات الاستهلاكية واللهث وراء السياسة والمادة وغرقنا في الفساد لم يجعلنا نلتفت لهذه المتعة للأماكن السياحية الجميلة والتاريخية الشاهدة على الحضارة العدنية وتراثها الثقافي والسياحي والأثري في مدينة عريقة مثل مدينة الشيخ عثمان ولؤلؤتها السياحية (بستان الكمسري) مدينة الملاهي أو حديقة الملاهي حاليا ، المصيف السياحي الذي تقصده الأسر العدنية وتتنفس من خلاله نسائم عبق التاريخ .
مدينة استحقت الشهرة لأنها تمكنت عبر سنوات طويلة حينما كانت بموقعها الأثري السياحي الرومانسي القديم بستان الكمسري.. وحاليا مدينة الملاهي بساحاتها الخضراء أن تجعل لحياتها اليومية خصوصية ، ولمعلمها الحضاري مكانة ، ولذوقها السياحي والرومانسي الطبيعي حساً مرهفاً ، استثنت لنفسها فناً في الحياة ، حافظت عليه وأخلصت له منذ أن زارت بستانها التراثي الجميل الكمسري الملكة اليزابيت الثانية البريطانية في عام 1954م، في مكان كهذا يلمح الزائر لهذه المدينة التي قامت في معلم بستان الكمسري التاريخي الذي ارتبط ذكره بتاريخ الشيخ عثمان وتراثها الحضاري يلمح الزائر الذي ينزل حياة المنزل والمقاهي والمبارز الرتيبة يلمح هو وأسرته ومضات التاريخ تضيء في كل مكان تحيط به المدينة مثل أطلال القصور القديمة في مدينة الشيخ الدويل القديمة المحيطة ببستان الحيوانات لصاحبه المرحوم( عبدالمجيد السلفي ) الشخصية الذي ارتبط ذكره بتاريخ الحركة الوطنية العدنية ورجال المال والأعمال العدنيين في الخمسينيات والستينات خصوصا في مدينة الشيخ الدويل (الشيخ القديمة) والاسم الحالي (الشيخ عثمان) نسبة إلى ولي الله الصالح الذي ترقد جثمانه في ثراها ، وكان رجل علم وأدب ومصلح اجتماعي.
السحر في الملاهي
وحينما يحط الزائر رحاله في مدينة الملاهي بالشيخ عثمان الذي تحتضن مدينة الألعاب التي ولدت من جديد بعد آثار تدمير تتار القرن الواحد والعشرون لهذه المدينة السياحية التي استطاعت أن تنفض من على أرضيتها وبنيتها التحتية ما دمرته الحرب لتعود إليها الحياة من جديد بسحر بستانها الكمسري القديم وحاضر مدينة الألعاب الجميل لتعود البسمة للأطفال للتمتع بألعابها المتنوعة .
ودلفتُ باب المدينة الرئيس ، فاستقبلونا حرس المدينة السياحي الذين يستقبلونك بحميمية مرحبين بك ويزوّدنك بالإرشادات ومنذ أن تبدأ رحلة تجوالك بين ساحات المدينة الخضراء تجد أمامك بساط سندسي أخضر مكسو بالحشائش والمروج الخضراء ومقصورات العوائل بمجرد ما تمر بجانبهم سترى مشهد ينبض بالحيوية والحياة.. إنه مكان ستشعر بالألفة معه من لحظة وصولك..
أشجار معمرة وورود متنوعة
أثناء تجوالي في مدينة الملاهي جذب أنظاري أشجار النخيل ودوش الطاري المعمرين والنارجيل يتدلى من أشجار الجوز الهندي وهي تضفي منظرا جميلا وتكسر حدة الإحساس ببرودة الشتاء المعتدل.. عندها توقفت عند بعض الأشخاص فتعرفت عليهم وكان أحدهم من المهتمين بتاريخ المعالم السياحية في مدينة الشيخ عثمان ، طلبت منه يحدثنا عن انطباعاته لهذا المعلم التاريخي السياحي فقال لي : "الحديث عن المعالم التاريخية لا تقتصر على المواقع الأثرية والمنشآت الاقتصادية أو الخدمية أو الصروح العلمية والتعليمية فحسب فهناك معالم ذات قيمة حضارية وتجارية وسياحية تلك هي المتنفسات التي كانت تزخر بها العاصمة عدن وضواحيها كالحدائق العامة".
خدمات جاذبة
بعدها جلسنا مع المسؤول المفوض من قبل رجل الأعمال المستثمر والمستأجر لمدينة الألعاب بستان الكمسري سابقاً الأستاذ مجاهد الذي تحدث معنا عن الجانب التاريخي أولاً لمدينة الألعاب الذي أعاد لهذا المعلم اعتباره وكأنه وُلِد من جديد ، مشيراً بأن المستثمر مجاهد المدير لمدينة الألعاب قد عمل على تطويره والحفاظ عليه من خلال إعادة تشييده وتنظيمه وبتخطيط علمي وسياحي من خلال وضع لوائح خاصة وإرشادات وضوابط للزائرين ، لذلك تظهر مدينة الملاهي بمظهر جميل من حيث مستوى النظافة وتشذيب الأشجار وقص الحشائش وتسويتها ووضع صناديق خاصة للقمامة إلى جانب تنظيف أماكن جلوس العوائل في المقصورات وأماكن جلوسهم.
وكما عرفت أنا شخصيا من بعض سكان الشيخ القدماء الذي رأيته متجولا بين أشجار المدينة وألعابها إنه كان لبستان الكمسري في الخمسينات باب آخر مخصص للخروج وهو في الجهة الشرقية باتجاه مدينة دارسعد ، استمر البستان محط إعجاب الناس ومتنفساً ليس له مثيل في المنطقة جنوب الجزيرة ، وكان حينها يسارع الأطفال إلى بركة صغيرة وهي عبارة عن حوض واسع مخصص لخزن المياه التي تضخ من الآبار الموجودة في البستان ليتم تصريفها لتسقية الأشجار وهو عبارة عن حوض نظيف جدرانه مبلطة وقد اتخذ الأطفال من هذا الحوض بركة للسياحة وقضاء أوقات ممتعة فيها.
وأما في مجال دخول الألعاب الجديدة يقول المسؤول الإداري للمدينة :" هناك أكثر من 30 لعبة حديثة تم استجلابها من الهند بعد الحرب الحديثة بعد أن طالها التدمير وأعمال النهب والسلب وهي ألعاب متنوعة وحديثة تناسب مختلف أعمار الطفولة حتى من هم في سن بداية الشباب، وهذه مناسبة منا في إعادة تطبيع الحياة من جديد بعد الحرب ".
وأضاف :"وهناك أيضا حمامات نظيفة وصحية وعصرية تنتشر في مختلف زوايا المدينة لقضاء الحاجة وهناك أيضا كافتيريات عصرية بخدمات صحية راقية حيث يوجد مقصف عند المدخل الغربي للمدينة وهو عبارة عن كافتيريات بعضها صغيرة وبعضها متوسطة وهي غاية في النظافة وبعضها تقدم الوجبات الخفيفة والبسكويت والسندويتشات وبعض العصائر والمياه الغازية والشاي بأسعار زهيدة" .